“قبيسي للحكومة: ‘أهل الجنوب متروكون’

قال النائب هاني قبيسي خلال احتفال تكريمي اقامته حركة “أمل” في المنطقة الأولى – النبطية: “شبابنا في كشافة الرسالة الإسلامية والدفاع المدني يزرعون أجسادهم في الأرض ليكون النصر والتحرير. نحن فخورون بكم وبما قدمتم من تضحية وفداء، حتى جعلتم من كشافة الرسالة الإسلامية طيفًا واسعًا يمتد إلى أرجاء الوطن محلقًا في السماء. أنتم ملائكة تبلسم جراحات أهلنا وتقدمون العون لكل محتاج. نحن لا نكرمكم اليوم فحسب، بل نكرم أنفسنا بكم، لأنكم فخرنا وعزنا. أنتم تقدمون الخدمات دون أن تسألوا عن الهوية أو الاسم أو الطائفة أو المذهب. فما قدمتموه خلال هذه الحرب يستحق التقدير، ليس من قيادتكم فحسب، بل من كل المجتمع والدولة، لأن ما قمتم به على مساحة الوطن هو حجم كبير من التضحيات والفداء. ألف تحية لكم على ما قدمتم.”
وأضاف: “المطلوب اليوم أن يرتقي العمل السياسي إلى حجم التضحيات، ولكن للأسف، نرى في كثير من الأماكن مواقف بعيدة عن ثقافتنا، حيث يهاجمون التضحيات ودماء الشهداء. بعضهم لا يريدون للمقاومة أن تكون حاضرة ساهرة على حدود وسيادة الوطن. ومع الأسف، تتماشى هذه المواقف السياسية مع سياسات غربية تهدف إلى إخضاع المنطقة بأهلها وشعبها ومقاوميها. لقد سطرنا في الجنوب أروع أنواع التضحيات كي لا نركع ولا نذل، ولن نقول يومًا إننا غير قادرين على الدفاع عن أرضنا. قدمنا العديد من الشهداء من الدفاع المدني اللبناني وكشافة الرسالة والهيئة الصحية الإسلامية. نحن الوطن، ونحن حماة حدوده، سواء كانت الدولة موجودة أو غائبة. للأسف، هناك بعض الساسة في لبنان يبحثون في آفاق العالم عن سياسات ترضي نفوسهم ولا ترضي الوطن. أما نحن، فإرضاء الوطن هو بحماية كرامته وعزته، لأننا لا يمكن أن نعيش أذلاء، ولا يمكننا السير في درب التطبيع أو إقامة علاقات طيبة مع شرق أو غرب بينما إسرائيل تبقى محتلة وتعتدي على جنوبنا وأجوائنا.”
وختم قبيسي بالقول: “مع الأسف، الحكومة اللبنانية غير مستعجلة لإعادة إعمار الجنوب. رئيس الحكومة كان قد تقدم بسحب اقتراح قانون معجل مكرر، بل أجله على أمل أن تدرس الحكومة مشروعًا جديدًا لإعادة الإعمار ولتعويض أهلنا المتضررين جراء الحرب. الحكومة، وللأسف، غير مستعجلة وتنتظر القرارات الخارجية أو مواقف خارجية تسمح لها بالتحرك لإعادة الإعمار. وهنا نقول: إن أهل الجنوب يستحقون أن تكون الحكومة إلى جانبهم. من خلال هذه القرارات التي تتخذ، يشعر أهل الجنوب أنهم متروكون وأن الدولة بعيدة عنهم، وأنها تركتهم دون حماية كما حصل في السياسات السابقة التي كانت تؤمن بأن قوة لبنان تكمن في ضعفه. والآن، يعتقد البعض أن قوة لبنان في علاقاته الدولية وارتباطاته الخارجية. نحن نقول: قوة لبنان في دماء الشهداء والجرحى، وبكل التضحيات التي قُدمت على مساحة الجنوب سنصنع مجدًا وعزًا واباء.”
المصدر: وكال الأنباء المركزية