فرنسا تراقب الوضع ال…
تراقب باريس بقلق شديد تطوّرات الوضع في لبنان، ونقلت هذه المصادر عن مستويات فرنسية مسؤولة قولها انّها اكّدت للمسؤولين اللبنانيين في اتصالات عاجلة ضرورة النأي بلبنان عمّا يخلّ باستقراره الداخلي ويهدّد سلمه الأهلي. وتجنّب ما يفاقم معاناة اللبنانيين.
وقد نقل عن مصادر ديبلوماسية فرنسية انّ الوضع في لبنان بات يندرج في خانة الحاجة الأساسية، لتجنيبه مخاطر الفراغ الرئاسي وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وهنا تقع مسؤولية اللبنانيين في التجاوب مع الجهود الصديقة، والتفكير بالمصلحة الوطنية العليا والالتقاء على اولوية اجراء الانتخابات الرئاسية، ووفق المسار الذي وضع لودريان خطوطه العريضة، وسيحدّده بصورته النهائية في زيارته اللاحقة الى بيروت.
واكّدت المصادر انّ الاتفاق السياسي في لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، يلبّي حاجة لبنان الى الحفاظ على استقراره وانتظام الحياة السياسية فيه، لودريان اكّد للمسؤولين في لبنان أنّ هذا هو السبيل الوحيد الذي تراه فرنسا وسائر دول اللجنة الخماسية لإنقاذ لبنان ومساعدته على تجاوز أزمته الصعبة. ودون هذا الاتفاق، معناه ابقاء لبنان في دوامة مصاعب تزيد الوضع السياسي توتراً، والوضع الامني هشاشة، ما يضع لبنان حتماً امام مستقبل صعب ومأسوي، وهو ما حذّر منه لودريان المسؤولين اللبنانيين”.
واللافت للانتباه في هذا السياق، ما أكّدته مصادر ديبلوماسية عربية، “اننا نشارك اللبنانيين خوفهم على بلدهم”.
ورداً على سؤال أشارت المصادر الى أنّ الأمل معقود على الجولة الحوارية التي سيطلقها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان موكلاً من دول الخماسية، وقالت: “لن نبالغ بالتفاؤل المسبق، ولكن ما نؤكّد عليه هو أنّ لبنان امام فرصة التفاعل الايجابي مع جهود اصدقائه الدوليين، وايضاً، كما انّ مسؤولية اشقاء لبنان العرب تجاهه، تتجلّى بالوقوف الى جانبه وعدم التخلّي عنه وبجهوزيتهم الدائمة لمساعدته، فإنّ ذلك لا يعفي اللبنانيين من مسؤوليتهم الأولى والأساس في مراعاة مصلحة بلدهم العليا وتغليبها على ما عداها”.
وحول ما قيل عن عقوبات عن معطّلي الحل الرئاسي، تحدثت المصادر: “الكرة في أيدي السياسيين اللبنانيين ليتوافقوا على رئيس للجمهورية، وكل ما نتمناه هو الّا يفوّتوا فرصة الإنقاذ المتاحة، ولا نصل الى وضع تصبح فيه الإجراءات التي اشارت اليها اللجنة الخماسية في بيانها الاخير، سارية المفعول وقيد التنفيذ”.