خاصأبرزرأي

فخامة الرئيس ستريدا جعجع

باسم المرعبي _ ناشر موقع “رأي سياسي”:

27 يوما تفصل لبنان عن الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة لانتخاب رئيس جمهورية ينهي فراغ العامين والشهرين ونصف الشهر، وعلى الرغم من رغبة البعض في الداخل والخارج ثني رئيس المجلس على تأجيل موعد هذه الجلسة بفعل التطورات التي تضرب المنطقة، غير ان الرئيس بري يصر على موعد الجلسة وهو اكد امام زواره انه على قناعة تامة بأن الدخان الابيض سيتصاعد من المجلس في 9 كانون الثاني بانياً اماله على رئيس توافقي تحتاجه المرحلة، وإن لم يتوافر فاللعبة الديمقراطية تأخذ مجراها وينتخب من ينال 65 صوتاً، وبذلك يكون الرئيس العتيد من صناعة لبنان بمباركة دول اقليمية ودولية ممثلة باللجنة الخماسية.
وبما ان الفترة الزمنية لجلسة الانتخاب باتت قصيرة بدأت الحركة السياسية الرئاسية تشهد نشاطاً ملحوظا وفتحت شهية الطامحين الى الرئاسة على الترشح وكانت باكورة هذا الأمر تقديم النائب نعمة فرام ترشحه رسميا وهو شرع في اجراء مروحة من الاتصالات للتسويق لمشروعه الرئاسي، فيما مختلف الكتل النيابية استنفرت قواها وهي تقوم بحركة اتصالات فيما بينها حول هذا الاستحقاق، اما “حزب الله” الخارج من الحرب الضروس مع اسرائيل فانه يبدي كل مرونة لانجاز الاستحقاق الرئاسي وهو مستعد وفق ما يؤكد قريبون منه تسهيل العملية الانتخابية.
ويفترض ان تبدأ صورة المشهد الرئاسي بالتبلور قريبا على مستوى الترشح، وينتظر ان يكونوا كثر، ومن بينهم من لديه الكفاءة والخبرة والتاريخ الطويل في العمل السياسي والتعاطي بالشأن العام وعلى رأسهم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية المعروف بوطنيته وكفه النظيف ونسجه العلاقات الطيبة مع مختلف الدول العربية، اضافة الى آخرين أمثال قائد الجيش العماد جوزاف عون، والوزير السابق زياد بارود.
ويتوقع أن تكر سبحة المرشحين رسميا للرئاسة بدءا من الاسبوع المقبل، كون ان التوافق على اسم مرشح ما زال بعيد المنال، وانه من المستبعد ان ينتخب الرئيس في الجولة الأولى وسيكون هناك جلسات متتالية كما اكد الرئيس بري امام سفراء “الخماسية” الذين التقاهم في عين التينة مع بداية هذا الاسبوع.
وامام الزحمة المتوقعة للمرشحين، لماذا لا يصار الى كسر القاعدة “الذكورية” في الترشح للرئاسة وما المانع في ان ترشح “القوات” والحلفاء النائب ستريدا جعجع للرئاسة وهي التي لعبت دورا مفصليا وهاماً خلال فترة وجود زوجها سمير جعجع في المعتقل، ونسجت خلال هذه المدة علاقات مهمة على المستويين المحلي والاقليمي ساهمت في الحفاظ على موقع “القوات اللبنانية” على الساحة السياسية، كما يسجل لها مواقفها المعتدلة خصوصا في فترة التوتر التي حكمت العلاقة بين “القوات” و”تيار المستقبل”، وقد اطلق عليها بعض السياسيين والمسؤولين في “القوات” لقب “المرأة الحديدية”، هذا الى جانب دورها الفاعل والمميز على المستوى البرلماني، وتنفيذ المشاريع الإنمائية والحيوية في منطقة بشري والجوار.
وفي حال ترشحت ستريدا جعجع وفازت في الانتخابات الرئاسية تكون “الرئيسة” الاولى في تاريخ لبنان والعالم العربي، وكما تنجح المرأة في العمل البرلماني والوزاري، تنجح ايضا في رئاسة الجمهورية، وهو ما يتوقع ان يكون عليه الحال مع ستريدا جعجع في قصر بعبدا.
اختم لأقول: ان الظرف الراهن يتطلب العمل من منطلق المواطنة لا الشخصانية والمذهبية.. لقد آن الآوان كلبنانيين أن نفتح صفحة جديدة ونطوي صفحة النكد السياسي والمماحكات السياسية، وان يكون قرارنا سيادي وحر، وبذلك نثبت للعالم بأننا شعب قادر على حكم نفسه بنفسه.
ونسأل هنا: ألم يكن التضامن الشعبي الذي بلغ القمة خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان في ما خص عملية النزوح أكبر دليل على اننا شعب واحد ولا تفرقنا السياسة وقت المحن؟.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى