رأي

شكراً قطر… مرة أخرى

كتب طوني فرنسيس في صحيفة نداء الوطن.

عندما يصل المبعوث القطري إلى بيروت سيكون مزوّداً بإنجازٍ لم يتوفّر للمبعوث الفرنسي ولا لغيره من الراغبين في مدّ يد المساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي اللبناني.

يصل القطري وهو يعرف أنّه من باب الضحك على الذقون القول إنّ الانسداد بين الفرقاء اللبنانيين يعود إلى خلاف داخلي بحت بين من يريد لبنان هانوي وبين من يريد لبنان هونغ كونغ، أو بين من يتمسّك بالدولة ومؤسساتها الشرعية وبين من يريد له دولة ومؤسسات داخل الدولة وفوقها وتحتها.

كل هذا صحيح، وهو في جوهر الموضوع، لكنّه في النهاية سلاح في يد من يدير اللعبة من الخارج، والأقوى من جماعة الخارج في الداخل اللبناني المتنازع، طرفان يهتمّان كثيراً بمآلات الحالة اللبنانية، إيران التي تمسك بجيش داخلي رديف، له نوابه ومسلّحوه وكياناته… وأميركا ذات التأثير الراسخ في المال والاقتصاد والأمن الشرعي…

هذان الطرفان هما الأقوى في مسرح «الماريونيت» اللبناني، الواعد بالنفط والغاز بقدر وعوده بالتحرير وطرد أميركا من غرب آسيا. وهذان الطرفان يخوضان صراعاً طويلاً يبدو أنّه انتهى مرحلياً إلى اتفاق برعاية من دولة قطر المهتمّة بإيجاد تسوية في لبنان بعد إنجازها التسوية الأميركية الإيرانية بنجاح استحقّ إشادة إيران وغبطة الإدارة الأميركية.

والاتّفاق التسوية سيتمّ تنفيذه بدءاً من الاثنين. تحصل أميركا على خمسة أميركيين إيرانيين محتجزين في إيران مقابل إفراجها عن ستة مليارات دولار لمصلحة إيران تودع في قطر وتنفقها إيران بإشراف الدوحة.

أمس اتّصل حسين أمير عبد اللهيان وزير خارجية إيران برئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ليعرب له «عن تقديره لدور الحكومة القطرية البنّاء في مجال المتابعة المتعلّقة بالإفراج عن أصول الجمهورية الإسلامية الإيرانية من كوريا الجنوبية وإطلاق سراح السجناء». وشدّد الجانبان في الاتصال على استمرارية «التشاور المتبادل في المجالات ذات الاهتمام المشترك».

تحضر قطر إلى لبنان مزوّدة بثقة ومطالب إيران، وبثقة ومطالب الولايات المتحدة الأميركية، ومستندة إلى عمقها الخليجي العربي، وليس بعيداً عن العلاقة الخاصة التي تربطها بتركيا وأدوارها.

لهذه الأسباب قد يكون دورها أكثر فعالية من دبلوماسية فرنسية مطعونة ومطعون بها، ولا تحمل من «الكاش» السياسي وغير السياسي ما تحمله الدولة الخليجية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى