صدى المجتمع

سكارليت جوهانسون تفتح ملف استنساخ الأصوات بالذكاء الاصطناعي

تثير تقنية استنساخ الصوت مخاوف كثيرة مع إقدام عدد من الشركات على اعتمادها، كـ”أوبن أي آي” مبتكرة برنامج “تشات جي بي تي” الشهير، التي اضطرت أخيراً للاعتذار من الممثلة سكارليت جوهانسون بعدما نسخت صوتها في أحدث نسخة من برنامجها للمحادثة الآلية.

وقد اعتذر مدير عام “أوبن أي آي” سام ألتمان من الممثلة وأعلن تعليق صوت أداة المساعدة “سكاي” في “تشات جي بي تي”.

وكانت الشركة قدمت عرضاً في سبتمبر (أيلول) 2023 لسكارليت التي أعارت صوتها قبل نحو 10 أعوام لنظام بالذكاء الاصطناعي في فيلم “هير”، لكن الممثلة رفضت أن تكون صوت نظام النسخة الجديدة من “تشات جي بي تي”.

ونفت “أوبن أي آي” من جانبها أن تكون قد استنسخت صوت جوهانسون، مشيرة إلى أنها ابتكرت أداتها باستخدام صوت ممثلة أخرى.

استخدامات مسيئة

وتتصدر أخبار عن حيل صوتية مشابهة جداً للواقع أو عمليات احتيال أو تضليل باستخدام الاستنساخ الصوتي، عناوين الأخبار باستمرار، مسلطة الضوء على قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تقليد الأصوات البشرية.

وفي العام الماضي، حذرت شركة “إيليفن لابز” (Eleven Labs) الناشئة التي تعمل على ابتكار أداة لاستنساخ الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، من الاستعمال المسيء لبرنامجها.

وكان مستخدمون مجهولون على منتدى “4 تشان” (4Chan) تداولوا رسائل فيها عمليات استنساخ لأصوات مشاهير، وجعلوا هذه الأصوات تتلفظ بأقوال تنطوي على معان جنسية أو عنصرية أو معادية للمثليين.

وفي أحد المقاطع الصوتية، يسمع صوت مزيف للممثلة إيما واتسون وهي تقرأ مقطعاً من كتاب “كفاحي” لأدولف هتلر.

آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية

وأوضح مدير شركة “سنتيزيا” الناشئة رجل الأعمال الدنماركي فيكتور ريباربيلي، في حديث إلى “وكالة الصحافة الفرنسية”، أن هذه التكنولوجيا تم ابتكارها إلى حد كبير من خلال برنامج مفتوح المصدر يسمى “تورتس” وأطلق قبل عامين.

وتقوم شركته بتحويل النص إلى مقطع فيديو باستخدام صورة رمزية (أفاتار) أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتوظف ممثلين يخضع صوتهم وشكلهم لعقد مدته عامين، مع احتمال تجديده، على قول ريباربيلي الذي التقته “وكالة الصحافة الفرنسية” على هامش معرض “فيفاتك” للتكنولوجيات الجديدة الذي أقيم، أخيراً، في باريس.

وقد حلل برنامج التعلم الآلي “تورتس” آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية وكان بمثابة قاعدة لتطبيق “إيلفن لابس”. وقال ريباربيلي، “كان ذلك نقلة نوعية مهمة”.

إشكالية الأصوات المتشابهة

وتستخدم “أوبن أي آي” برامج مماثلة، على رغم أنها لا تكشف تفاصيل ذلك.

ومع “تشات جي بي تي 4.0″، يمكن للمستخدم التلفظ ببضع جمل بالفرنسية أمام التطبيق القادر في دقائق معدودة على إعادة إنتاج هذا الصوت واستخدامه لسرد مقطع فيديو قصير بخمس لغات مختلفة، بحسب ما أظهرت “أوبن أي آي” خلال عرض توضيحي للبرنامج في باريس.

وعلى غرار هذه الشركة الأميركية، باتت مئات الشركات تقدم خدمة استنساخ الصوت التي أصبحت واقعية ودقيقة بصورة أكبر. ومن بينها “TALKR.ai”، وهي شركة فرنسية للمساعدين الصوتيين الافتراضيين الذين يتم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويمكن لهذه الخدمة التعامل مع 25 إلى 30 في المئة من مكالمات خدمة الزبائن من دون أي تدخل بشري، بحسب رئيستها كاتيا لينيه.

وترى لينيه كما فيكتور ريباربيلي، أن استخدام أصوات الممثلين من دون موافقتهم هو خط أحمر.

وعن الذي حدث مع سكارليت جوهانسون، قال ريباربيلي، “إذا استنسخوا صوتها من دون علمها، فهذا سيئ جداً، لكن إذا لم يكن لديهم الحق في استخدام صوت شخص يشبه صوتها بصورة كبيرة، فذلك يشكل سابقة غريبة جداً”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى