شؤون لبنانية

جنبلاط يجهز العدة الانتخابية…فماذا عن الحلفاء؟

كتب المحرر السياسي:

قد يكون رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط واحدًا من “أقلية” اختارت “التأهّب” للانتخابات النيابية، كما لو أنّها حاصلة حتمًا في غضون أشهر قليلة، فيما لا تزال “الأغلبية” متريّثة، بانتظار “حسم” كل الإشكاليّات المحيطة بها، وسط “رهان” لدى البعض على “تطييرها”، إما بضربة “ظروف قاهرة” أو بقوة “طعن انتخابي” لا غبار حوله.

بهذا المعنى، تُقرَأ الكلمة الأخيرة لـ”بيك المختارة”، التي رسم فيها وفق ما يرى كثيرون معالم “خريطة الطريق” التي سيلتزم بها “الحزب التقدمي الاشتراكي” في الانتخابات المقبلة، سواء لجهة الشعارات والعناوين التي سيخوض المعركة على أساسها، أو لجهة التحالفات “المبدئية” التي ينسجها بما ينسجم ويتناغم مع ما سبق بطبيعة الحال.

يقول البعض إنّ “عدّة الشغل” جاهزة، وقد فتح جنبلاط الباب واسعًا أمامها في كلمته الأخيرة، التي كان واضحًا لمن تابعها أو قرأها أنّ عنوان المعركة الانتخابية، بالنسبة إلى “الاشتراكي”، سيكون “القطيعة” مع المحور السوري الإيراني، الذي يرفض “البيك” تسليمه البلد، ويحذر من أنّ فعل ذلك، عن قصد أو سوء إدراك، سيكون “غلطة فادحة” قد لا ينفع الندم عليها.

“نصيحة”.. و”تقاطع مصالح”

بدت هذه الرسالة أكثر من واضحة وجليّة في “النصيحة” التي وجّهها جنبلاط إلى حليفه “الطبيعي والموضوعي والتاريخي”، رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري، حيث وضع نفسه مكانه، ليقول إنّه ما كان ليبقى في “المهجر”، رغم كلّ الظروف والمعطيات المتغيّرة، لأنّ غيابه عن المشهد “لا يفيد” بكلّ بساطة، بل يقدّم ربما “هدية مجانية” للخصوم في الاتجاه المعاكس.

توجّه جنبلاط إلى الحريري بـ”نصيحة” العودة لخوض المعركة الانتخابية من الداخل، بعيدًا عن كلّ ما يُشاع حول “عزوفه” عن الاستحقاق المُنتظر، بل “اعتزاله” الشأن العام ككلّ، لأنّ “المواجهة والمقاومة” لا بدّ من أن تكون مشتركة، وأنّ أحدًا منهما لن يستطيع فعل شيء دون “مساندة” الآخر، وفق ما أوحى، ممهّدًا بذلك أمام تحالف بدا واضحًا أنّ “البيك” يعتقد أنّه “واجب الواجبات” للحفاظ على الحيثيّة، بالحدّ الأدنى.

لكنّ جنبلاط لم يكتف بذلك، بل وسّع أفق “التحالف الموعود”، ليشمل “شريك الأيام الخوالي”، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وإن وضعه في إطار “تقاطع المصالح”، وانصياعًا ربما لـ”قيود” قانون الانتخاب “الخانقة”، التي تفرض على “البيك” وضع يده بيد طرف مسيحي قوي في الجبل، أي إما “التيار الوطني الحر” أو “القوات اللبنانية”، وإلا تفقد المعركة “توازنها”، وتصبح بمثابة “حقل ألغام”، وربما أكثر.

هل يستجيب “الشيخ والحكيم”؟

قال جنبلاط كلمته إذًا، من دون أن يمشي. رسم “معالم” خريطة الطريق الانتخابية. العنوان هو “مواجهة” النفوذ السوري الإيراني، عبر “حزب الله”، وبالتالي محاولة “إرضاء” الحلفاء الإقليميين التاريخيين، وعلى رأسهم السعودية. عدّة الشغل لذلك قد تكون “جاهزة” أيضًا، لكن يبقى المحكّ الأساسيّ: هل يتجاوب سعد الحريري وسمير جعجع معه، رغم كلّ الصعوبات والمعوّقات التي كرّستها “القطيعة” الثنائية المستمرّة بينهما؟

لا شيء محسومًا بعد، طالما أنّ الحريري “لم يحسم” بعد عودته، وفق ما يؤكد الأقربون والأبعدون. ثمّة من يقول إنّ “الشيخ سعد” متريّث، وأنّه لن يعود إلى البلاد، ولن يطلق أيّ موقف، قبل تبيان “مصير” الانتخابات، وبالتالي صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، خصوصًا أنّه لا يرى “مصلحة” في كشف “أوراقه” قبل ذلك، علمًا أن “الظروف” قد تحكم في الوقت المناسب، فما يسري اليوم قد لا يسري في الغد، تمامًا كما لم يكن ليسري في الأمس.
حسم “الاشتراكي” أمره إذًا، لكنه ينتظر من “الحلفاء المفترضين” أن يبتوّا أمرهم، فيما يتريّث بعض هؤلاء بانتظار أن يُحسَم أمر الانتخابات من أساسها. هو وضعٌ استثنائيّ، قد لا يكون مسبوقًا في العمل السياسيّ، في بلدٍ بات أبناؤه يؤمنون بأنّ “لا شيء مضمونًا” فيه، فالانتخابات التي يتطلع الكل إليها قد لا تحصل، وإن حصلت، قد لا تترك التأثير المُنتظَر، طالما أن “التحضيرات” لها متروكة للحظة الأخيرة!.

المصدر
لبنان24

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى