بعد الدبابات.. اقتراح بمساعدة كييف بـ”ذخائر عنقودية” ومناقشات بشأن “أف 16”
أعلنت شركة “لوكهيد مارتن” إنها على استعداد لتلبية الطلب على طائراتها من طراز F-16، في ظل توجه الغرب لتزويد كييف بطائرات مقاتلة، بينما اقترحت دولة أوروبية إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا لمساعدتها في ساحة المعركة.
مناقشات بشأن “أف 16”
كشف كبير مسؤولي العمليات في شركة لوكهيد مارتن، فرانك سانت جون، لصحيفة “فاينينشال تايمز”، عن “محادثات حول نقل طرف ثالث لطائرات F-16 لأوكرانيا”، حيث ستعيد بعض الدول تصدير طائراتها الأميركية إلى كييف للدفاع عن مجالها الجوي.
ولا تشارك الشركة بشكل مباشر في المحادثات المتعلقة بتسليم محتمل لطائرة عسكرية إلى كييف.
ومع ذلك، قال سانت جون إن الشركة “ستزيد من إنتاجها لطائرات F-16 لمساعدة أي دولة تختار القيام بعمليات لتلك الطائرات لكييف للمساعدة في الصراع الحالي”.
ورفض البيت الأبيض النداءات الأوكرانية لطائرات مقاتلة حديثة مثل F-16 خوفا من استخدامها لضرب الأراضي الروسية.
ويجب أن توافق حكومة الولايات المتحدة على بيع أو نقل طائرات مقاتلة أميركية الصنع إلى دولة ثالثة، مما يعني أن الدول الأوروبية ستحتاج إلى دعم سياسي من إدارة الرئيس جو بايدن، وفقا لـ”فاينينشال تايمز”.
وقال مسؤول دفاعي أميركي للصحيفة: “إلى جانب حلفائنا وشركائنا الدوليين، نحن على اتصال منتظم مع الأوكرانيين بشأن احتياجاتهم وطلباتهم”، مضيفا “في هذا الوقت، ليس لدينا ما نعلن عنه بخصوص طائرات F-16.”
وقال مسؤولون أوروبيون إن إعادة تصدير الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي طائرات F-16 مباشرة إلى أوكرانيا هو واحد من “الخيارات”.
وأشاروا إلى أنه يمكن أيضا إرسال الطائرات الأميركية الصنع من قبل الدول الغربية إلى دول حلف وارسو السابقة التي يمكنها بعد ذلك إرسالها لكييف.
ولعبت العديد من أنظمة أسلحة شركة لوكهيد أدوارا رئيسية في ساحة المعركة الأوكرانية، بما في ذلك نظام صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس)، ونظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (Gmlrs) وصواريخ جافلين، ونظام الدفاع الصاروخي باتريوت.
ذخائر عنقودية
واقترحت دولة أوروبية إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا لاعتقادها بأن هذا النوع من الأسلحة المثيرة للجدل يمكن أن تساعد القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، وفق ما أفاد مسؤول لـ”فرانس برس”، الأربعاء.
وقال المسؤول الأوروبي الذي لم يرغب في الكشف عن هويته واسم دولته إن حكومته وافقت على الشحنة وكانت تعمل للحصول على إذن من ألمانيا التي شاركت في إنتاج هذه الذخائر.
واعتبر المسؤول الأوروبي أن الذخائر العنقودية أصبحت أكثر تقدما والغرب بحاجة إلى أن يكون “في موقع متقدم” لدعم أوكرانيا.
وأضاف خلال زيارة الى واشنطن “الأوكرانيون يطلبونها. إنها أسلحة مشروعة. الأضرار الجانبية لم تعد كبيرة كما في السابق. لقد كانت كبيرة للغاية في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، والآن يمكن التحكم فيها بشكل كبير”.
وأكد أن “أوكرانيا بحاجة إلى كسب الحرب. هذا هو الهدف”، مشيرا الى أن “الروس يستخدمون أسلحة من كل الأنواع أكثر ترويعا بمئة مرة من الذخائر العنقودية”.
وتحظر معاهدة أممية تدعمها معظم الدول الغربية استخدام ونقل القنابل العنقودية التي تنثر عددا كبيرا من القنابل الصغيرة المتفجرة وغالبا ما تشكل تهديدا لفترة طويلة حتى بعد انتهاء النزاعات.
ولم توقع روسيا على هذه المعاهدة، وقد سبق أن أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن استخدام موسكو للذخائر العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان في أوكرانيا العام الماضي، وفقا لـ”فرانس برس”.
وكانت الولايات المتحدة، قد قالت، الأربعاء، إنها ستزود أوكرانيا بنحو 31 من أحدث دباباتها القتالية، وذلك بعد إعلان ألمانيا اتخاذ إجراء مماثل وهي خطوات أشادت بها كييف باعتبارها نقطة تحول محتملة في معركتها ضد الغزو الروسي، وفقا لـ”رويترز”..
وساعد قرار الولايات المتحدة الموافقة على إرسال دبابات إم 1 أبرام لأوكرانيا في تجاوز مأزق دبلوماسي مع ألمانيا بشأن أفضل السبل لمساعدة كييف في حربها مع روسيا..
ونددت موسكو بقرار برلين تقديم دبابات ليوبارد 2 لكييف واصفة إياه بـ”الاستفزاز الخطير”، حسب “رويترز”.
وسيؤدي إرسال الدبابات لأوكرانيا إلى كسر أحد آخر المحظورات في الدعم الغربي لأوكرانيا ضد الغزو الروسي الذي مضى عليه ما يقرب من عام، والذي يتمثل في تزويد كييف بأسلحة هجومية وليس دفاعية.
وظل الغرب مترددا في إرسال أسلحة هجومية ثقيلة إلى كييف خوفا من استفزاز روسيا التي تعد قوة نووية.
ومنذ أن استعادت أوكرانيا بعض الأراضي في صيف وخريف 2022، تحولت الحرب إلى طريق دموي مسدود، وتعتقد كييف أن الأسلحة الثقيلة الغربية يمكن أن تعيد لها الزخم، وفقا لـ”رويترز”.