انتخابات الصيدليات:معركة قوية بين اللوائح!
كتب نادر فوز في جريدة المدن”:
يوم الأحد المقبل، انتخابات نقابة الصيادلة. واقع أحزاب السلطة، وخجلها، انسحب على هذه النقابة تقريباً كما سائر النقابات الأخرى. إذ تحاول هذه الأحزاب عدم خوض الانتخابات بواسطة مرشحين حزبيين، خوفاً من الهزيمة. من دون أن يعني ذلك أنّ هذه السلطة تدعم مرشحين أو حتى لوائح بغية السيطرة على القرار النقابي. ويمكن القول إنّه في انتخابات الصيادلة، معركة محتدمة بين 4 لوائح إلى الآن، منها واحدة مدعومة من الأحزاب، وأخرى تلقى الدعم نفسه لكن بطريقة غير مباشرة، بين تتلّطى بعضها بصيادلة مستقلين، إضافة إلى اللائحة الرابعة التي تمثّل لائحة قوى التغيير.
نقيب و10 أعضاء
يقول العرف في نقابة الصيادلة إنّ المداورة بين المسيحيين والمسلمين تتمّ على النقيب دورة بعد أخرى. واستحقاق هذا العام سيحمل نقيباً مسيحياً خلفاً للحالي غسان الأمين. أما مجلس النقابة، فيضمّ 12 عضواً من ضمنهم النقيب، وينقسم أعضاؤه مناصفة، أي حين يكون النقيب من الطوائف الإسلامية يكون عدد الأعضاء المسلمين 5، والعكس. وفي النقابة اليوم، 11 ألف صيدلي، سدّد منهم حوالى 8000 رسوم الاشتراكات. ومن المتوقع أن لا يتجاوز عدد الذين سيشاركون في الاقتراع عتبة 4500 صيدلياً، مع مؤشرات تدلّ على تدنّي المشاركة بفعل الأزمة المالية والاقتصادية وغلاء المحروقات والهجرة. وتدور المعركة هذا العام، على منصب النقيب وعشرة أعضاء. إذ أن ولاية أحد الأعضاء تنتهي العام المقبل. كما يتم انتخاب أعضاء صندوق التقاعد، والمجلس التأديبي.
غبن مسيحي؟
في الدورة الانتخابية الأولى، ينتخب الصيادلة 11 عضواً، ويُستكمل اليوم الانتخابي بالدورة الثانية بانتخاب واحد من المرشحين لموقع النقيب والمفترض أن يعبروا الدورة الأولى. وفي أوساط النقابة، حديث عن تغيّر ديموغرافي حاصل منذ قرابة عقد، إذ غلب عدد المنتسبين المسلمين على المسيحيين. فتعود إلى الواجهة لغة “الغبن”. فيعتبر المسيحيون منهم أنّ النقيب المسيحي يتمّ انتخابه عبر أصوات المسلمين. وقد أرخى هذا الواقع سيطرة فريق 8 آذار على نقابة الصيادلة في الدورات السابقة، تحديداً ثنائي حزب الله وأمل مع التيار الوطني الحرّ. ويعيد بعض الصيادلة هذا الواقع إلى كون بعض الجامعات تخرّج سنوياً مئات الطلاب من جامعات محسوبة على هذا الفريق. إلا أنّ هذا الواقع الطائفي يمكن تجاوزه بكل تفاصيله من خلال الخطاب المدني العابر للطوائف والانقسامات المذهبية التي تتبنّاها قوى 17 تشرين.
“الصيادلة ينتفضون”
باسم “الصيادلة ينتفضون”، يخوض صيادلة 17 تشرين انتخابات النقابة. منذ أشهر، نجح هؤلاء الصيادلة في حسم أمر مهمّ جداً: القرار داخل النقابات ومعركتها الانتخابية يعود إلى الصيادلة أنفسهم، وليس إلى أي مجموعات أو أحزاب في 17 تشرين. نسّقوا مع المجموعات لمقاطعة بعض الأسماء والمرشحين، طبعاً، إلا أنّ القرار بحسم هذه الأسماء بقي بيد الصيادلة من دون الدخول في جملة معايير أو تجاذبات خاصة بالمجموعات ومن فيها. فتمّ اختيار اللائحة بعد غربلة 23 اسماً، وجاءت على الشكل التالي: مرشح النقيب فرج سعادة، مرشحو مجلس النقابة ممدوحة الصديق، نبيل بريدي، ناهد جويدي، شادي صفا، رندة المصري، زياد جمعة، ماري قرداحي، أنطوان نادر، رولا بو عاصي وروي كفوري. لصندوق التقاعد كل من إحسان كركي، ألفير أيوب، إليان خوري ونعمات الدرة. للمجلس التأديبي بولين جبران وغياث ناصر الدين.
“نقابتي سندي”
يقود الكتائبي جو سلّوم لائحة “نقابتي سندي”. سلّوم طرح نفسه مرشحاً لمنصب النقيب قبل 6 سنوات. في مفاوضات أولى مع أجواء 17 تشرين، اقترح عليها أن يتم ترشيحه نقيباً ومعه 6 أعضاء من مجلس للنقابة، وأن ينال كل صيادلة الانتفاضة كل المقاعد الأخرى في المجلس وصندوق التقاعد والتفتيش. يفسّر هذا العرض الذي تقدّم به سلّوم سعيه الدؤوب وهدفه الوحيد في الوصول إلى منصب النقيب، والتفرّد بالسيطرة على مجلس النقابة. لكن العرض سقط. ليتابع سلّوم معركته بلائحته الخاصة. وتضمّ “نقابتي سندي” مرشحين كتائبيين وآخرين مدعومين من التيار الوطني الحر وآخرين من القوات اللبنانية. إضافة إلى مرشّح مقرّب جداً من ثنائي حزب الله وحركة أمل. وتضمّ مع سلّوم، كل من أحمد طعمة وكارول ديب وسيمونا صابات وماري غصوب ومروة الجمل وفيرا حيدر وسعاد حصني وجمال ناصح وجورجينا نعمة الله وعبد الرحمن مرقباوي.
“الضمير المهني”
أما اللائحة الثالثة، لائحة “الضمير المهني” فيترأسها النقيب السابق لدورتين زياد نصّور. وما يُعرف عن نصّور، إنه عوني سابق ومفصول من التيار الوطني الحرّ. وحسب أجواء الصيادلة، فإنّ هذه اللائحة تجمع مرشّحين من مختلف الأهواء السياسية، من حزبيين وغير حزبيين، وتنال دعم عدد من الأحزاب منها المستقبل والحزب القومي وأجواء الثنائي. وهي تضمّ كل من نصوّر، وريتا البشعلاني ووائل أبي غانم وشوقي الشماس وزياد شحادة وطاني يوسف وبسام حنيني ونجيب محفوض وفادي حديب وجورج سرور وخالد الزين. مع العلم أنّ نصوّر أعلن عزوفه عن الترشح، ثم عاد وتراجع، وقرّر المشاركة في الانتخابات.
“نحو نقابة مستقلّة”
عند إعلان نصوّر انسحابه من السباق الانتخابي، برز اسم رئيس لائحة “نحو نقابة مستقلّة” ناجي جرمانوس كـ”حصان أسود” يمكن لقوى السلطة أن تدعمه وتتبنّاه في الاستحقاق. ونال جرمانوس دعم مختلف أحزاب السلطة خلال فترة انسحاب نصوّر، وجاءه الدعم من كل من المردة والحزب القومي والثنائي وتيار المستقبل وبعض من في التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. إلا أنّ كل هذا الدعم عاد وتراجع. وعلى الرغم من هذا الأمر، فإنّ جرمانوس مستمرّ في خوض المعركة.
في نقابة الصيادلة، معركة حامية بين أربع لوائح. تقول كل منها إن بين يديها 1000 إلى 1500 صوت “مضمونين في الجيبة”. أحزاب السلطة تحاول قدر الإمكان التخفيف من سقوطها المتتالي في النقابات والجامعات. 17 تشرين تخوض الاستحقاق بصفّ موحّد ومنافسة قوية. الطرفان لا يريدان تكرار ما حصل في انتخابات نقابة المحامين، والأكيد أنّ أجواء الانتفاضة وضعها أفضل من السلطة، التي أوصلت اللبنانيين والصيادلة وكل القطاعات المهنية إلى هذا الانهيار وهذه الأزمة.
(المدن)