انتخابات إقليمية حاسمة لزعيم اليمين شمال غرب إسبانيا
استطلاعات الرأي الأولية ترجح فوزه بفارق كبير
تكتسب الانتخابات الإقليمية التي جرت أمس الأحد في منطقة غاليسيا الصغيرة في شمال غربي أسبانيا أهمية وطنية إذ تعد حاسمة لزعيم المعارضة اليمينية في معقله، في خضم اضطرابات، وتنتهي ولاية المجلس التشريعي في غاليسيا في تموز/يوليو، لكن الحزب الشعبي المحافظ الذي يحكم الإقليم منذ عام 2009، قدّم موعد الانتخابات على أمل أن يعطي فوزه زخماً لحملته في إطار الانتخابات الأوروبية في حزيران/يونيو.
وبداية كانون الثاني/يناير، أكدت استطلاعات رأي أولية فوز الحزب اليميني الرئيسي في إسبانيا بفارق كبير بعدما حكم المنطقة ل36 عاماً منذ حصول غاليسيا على وضع مستقل قبل 42 عاماً. ويُذكر أن زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيخو (62 عاماً) من غاليسيا، وقاد المنطقة 13 عاماً قبل أن يتولى رئاسة الحزب في عام 2022.
لكن حملة الحزب الشعبي شهدت سلسلة انتكاسات جعلته غير متأكد من أنه سيحافظ على الأكثرية المطلقة، وبالتالي على حكم المنطقة، على الرغم من كونه ما زال يتصدر استطلاعات الرأي، بعدما فاز ب42 مقعداً من أصل 75 في المجلس التشريعي خلال الانتخابات السابقة في 2020.
وتميّزت الحملة بصعود قوي للحزب القومي اليساري، الكتلة القومية الغاليسية بقيادة الزعيمة المؤثرة آنا بونتون الساعية إلى تولي الحكم بدعم أقلية من الاشتراكيين.
ونهاية الأسبوع الماضي، قبل أسبوع من الانتخابات، أجرى فيخو تغييراً شاملاً في خطابه بشأن موضوع هيمن على الحياة السياسية الإسبانية منذ الصيف الماضي وهو خطة الحكومة اليسارية للعفو عن الانفصاليين الكتالونيين المدانين بمحاولة انفصال كتالونيا الفاشلة في 2016 و2017. وكان فيخو قد جعل من الرفض التام للعفو محور معارضته لرئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز.
وكان سانشيز وعد بمنح عفو مثير للجدل عن الانفصاليين الكتالونيين الذين تمت محاكمتهم على خلفية دورهم في قيادة مسعى المنطقة الواقعة في شمال شرقي البلاد للاستقلال، مقابل دعم النواب الانفصاليين الكتالونيين له في تصويت على الثقة في البرلمان منَحَه ولاية جديدة على رأس الحكومة.
في تعليقات فاجأت أنصاره، أعلن فيخو مؤخراً انفتاحه على العفو عن الانفصاليين الكتالونيين، بشروط معينة، وذهب إلى حد إعلانه أنه أجرى اتصالات معهم ودرس لفترة وجيزة إمكان صدور عفو عنهم خلال الصيف الماضي قبل أن يستبعده.
ومنذ ذلك الحين يتجنب فيخو تناول هذا الموضوع، بعدما سعى إلى إضفاء طابع وطني على الحملة في غاليسيا بشأن العفو. وستؤدي هزيمة الحزب الشعبي في أحد معاقله الرئيسية في حال حدوثها، إلى نتائج مباشرة تتمثل في إضعاف المعارضة المناهضة لسانشيز على المستوى الوطني.
وقال مدير الدراسات السياسية في شركة إيبسوس إسبانيا خوسيه بابلو فيرانديز في مقابلة تلفزيونية إن هزيمة الحزب سترتب «تأثيرات واضحة على قيادة فيخو» له.
وقدرت صحيفة لا فانغارديا اليومية الكتالونية أن نتيجة هذه الانتخابات «يمكن أن تعني نهاية فيخو سياسياً، لأنه لا شيء أكثر إيلاماً من خسارةٍ في معقله». واهتزت صورة فيخو بشكل كبير جراء أداء الحزب الشعبي الضعيف خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 تموز/يوليو، وفاز بها الحزب ولكن بنتيجة لا تمكّنه من تشكيل حكومة، بعدما توقعت كل استطلاعات الرأي فوزه بفارق كبير.