المفتي قبلان: ما تملكه المقاومة حال الحرب المفتوحة كاسر لكل التوازنات..
أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال خطبة الجمعة الى، أن “الكل يدرك أن ما يجري في غزّة هو حرب منطقة لا حرب قطاع، وهي حرب خطيرة، ولها ما لها من أثر استراتيجي كبير، ومنذ اللحظة الأولى يقول نتنياهو:”إن ردّنا على ما قامت به حماس سيغيّر وجه الشرق الأوسط”، وهو ما دفع واشنطن والأطلسي للحضور الكثيف في هذه الحرب وما زال، بخلفية شراكة حرب تطال المنطقة وعمقها، وما تقوم به واشنطن والأطلسي في غزة وباب المندب وصولاً إلى الدفاع المستميت عن الكيان الاسرائيلي بوجه الصواريخ التي تطال إيلات وأسدود وغيرَها، يؤكّد خريطة هذه الحرب التي تطال صميم المنطقة”.
واعتبر أن “منذ اليوم الأول جرت الحرب وفقاً لسيناريو اسرائيلي أميركي أطلسي يعمل على ضرب هيكل المنطقة وتوازناتها، وهذا يفترض أن لبنان الكيان معنيّ بهذه الحرب، بل هو في صميمها، بحيث لا يمكن عزله عن النار لا وطنياً ولا أخلاقياً ولا إنسانياً، وبالتالي من يريد للمقاومة أن تتوقّف عن القتال فهو يحكم من حيث يدري أو لا يدري على لبنان بالسقوط والزوال”.
وشدد على أن “خيارنا المحسوم مواجهة هذه الحرب، ولن نسمح لتل أبيب بأن تأخذ أنفاسها لا في لبنان ولا في قطاع غزة؛ وما تملكه المقاومة حال الحرب المفتوحة هو كاسر لكل التوازنات السابقة، وحذارِ من اللغة التي تتعارض مع مصالح لبنان الاستراتيجية”.
في سياق منفصل، توجه قبلان لحكومة تصريف الاعمال، بالقول أن “الحل بالنهوض والعمل الدؤوب في كل القطاعات، ولن تقوم قائمة للبلد دون تأمين الأسواق وموازنة الصحة والبرامج الاجتماعية وحماية اليد اللبنانية العاملة، وإعطاء موظفي القطاع العام والمتقاعدين بالأسلاك العسكرية والمدنية حقوقهم؛ ودعونا من لعبة التحفيزات وزواريبها المكشوفة؛ ولا بد من وضع حد لفلتان الأسواق والشركات والجريمة والعصابات”.
وأكد أن “مواجهة الانهيار العام تبدأ بتسوية رئاسية ميثاقية ولا ينسى أحد أن البلد شراكة والمجلس النيابي ضرورة سيادية، وحمايتَه أكبر الضرورات السيادية، والاقتصادَ الأسود يأكل البلد، والفساد مستشرٍ، والرقابة والمحاسبة في خبر كان، والنزوح خطر ديموغرافي وجنائي ومهني واجتماعي داهم، والحلّ بفتح البحر وإغلاق أبواب مفوضية النازحين، وملاحقة كل جمعياتها، لأن عين واشنطن على انهيار طويل، وفراغ خطير، وفق مشروع يعمل على تفكيك لبنان، وحذارِ من اللغة الطائفية والتقسيمية، لأنها مادة حريق للبنان. على أن المطلوب من الدولة أن تكون حاضرة أيضاً في الجنوب، خاصة أن لبنان بلا الجنوب لا قيمة له ولا سيادة، وما يقدّمه أهل الجنوب اليوم والمقاومة يفوق ما يقدّمه أي أحد”.