المرعبي لموقعنا: الاولوية هي انتخاب رئيس للجمهورية
لينا الحصري زيلع- خاص رأي سياسي
مرة جديدة تحل ذكرى الاستقلال في لبنان بظل شغور المركز الاول في الدولة اللبنانية، بسبب تقاعس عدد من المسؤولين اللبنانيين من القيام بواجباتهم الدستورية لملء الشغور الرئاسي، وذلك نتيجة انانياتهم ومصالحهم الخاصة، ويبدو ان الفراغ الرئاسي المؤجل حتى البحث فيه مع سقوط كافة المبادرات بدأ يؤثر بشكل مباشر على دور الدولة وادائها ككل، وهو انسحب على المراكز القيادية الواحدة تلو الاخرى، نتيجة حسابات خاصة شخصية وضيقة لبعض المسؤولين في الدولة الذين يتصرفون بعيدا عن المصلحة الوطنية العليا، والتي يجب ان تكون هي الاولوية، وبات المواطن اللبناني وحده هو من يدفع ثمن خلافات مسؤوليه، مما انعكس على حياته اليومية فاقدا ادنى مقومات العيش الاساسية.
وفي هذا الاطار، سأل موقع “رأي سياسي” النائب والوزير السابق طلال المرعبي عن رأيه باداء الطبقة السياسية عشية ذكرى الاستقلال فقال: “يأتي عيد الاستقلال ولبنان منهك بمآسيه، وشعبه يعاني ويتكبد الخسائر في ظل شغور متمادي بدءً من موقع رئاسة الجمهورية وامتدادا الى المراكز القيادية والادارية والعسكرية العليا التي تؤثر على البلد ككل، لذلك فالاولوية يجب ان تكون بانتخاب رئيس للجمهورية وفي اسرع وقت ممكن، خصوصا اننا نمر بظروف فائقة الدقة”.
واكد المرعبي على ضرورة ان انتظام عمل مؤسسات الدولة والتي لا يمكن ان يتم الا بانتخاب رئيس للجمهورية لتعود هذه المؤسسات للعب دورها الطبيعي، ولفت الى ان لبنان يمر باوضاع استثنائية وخطيرة، خصوصا بعد اندلاع حرب غزة، حيث ان العدو الاسرائيلي يتصرف بوحشية تجاه الابرياء والاطفال والنساء، وبالتالي فان هناك مخططات لا نعرف مدى عمقها عند العدو الاسرائيلي، والى اين يريد ان يصل حسب ما قال المرعبي الذي شدد على ضرورة ان نكون على يقظة، وان نبذل كل الجهود الممكنة لمحاولة تجنيب لبنان هذه الحرب، التي لا يمكننا تحملها في ظل الظروف المأساوية والصعبة التي نعيشها.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يخاف على لبنان، قال المرعبي:” لا اخاف على لبنان كوطن، بل لديّ خوف كبير على اللبنانيين، الذين لم يحسموا امرهم وينتخبوا رئيس للجمهورية بسبب خلافاتهم المتواصلة، والتي تؤثر على البلد وتنهكه اكثر فاكثر، وتدخل الناس في سراديب ودهاليز لا طائل منها نتيجة الحسابات الخاصة والطاغية لديهم”.
داعيا جميع المسؤولين لاعطاء الاولوية لما فيه مصلحة الوطن، والتي تكون اولا بالتوجه الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية حسب ما ينص عليه الدستور واتفاق الطائف، ومن ثم تشكيل حكومة انقاذية والعمل على ملء الشغور في مراكز الدولة.
واعتبر المرعبي ان هناك خرق واضح وفاضح من قبل المسؤولين للدستور والقوانين، بحيث يطبق كل مسؤول ما يراه مناسبا لمصالحه الخاصة وذلك دون رقيب او حسيب، مشيرا الى ان هناك عدد كبير من النواب لا يقومون بواجباتهم ولا بدورهم الطبيعي، رغم ان رئيس المجلس نبيه بري يبدي استعداده التام لعقد جلسات تشريعية، لذلك هناك تقصير نيابي فادح وتقاعس في ممارسة دورهم بمحاسبة الحكومة حتى لو كانت مستقيلة في هذه الفترة لانها تعمل، ومن واجب المجلس النيابي محاسبتها، ومحاسبة بعض الوزراء على تقصيرهم.
مطالبا النواب الى الوقوف الى جانب كل المواطنين والاستماع الى مطالبهم والاهتمام باوضاعهم بشكل مباشر، خصوصا ان الشعب اللبناني يعيش معاناة غير مسبوقة بسبب الظروف الراهنة والازمات المتتالية على كافة المستويات.
وحول ما اذا كان يتوقع ان تكون هناك خارطة جديدة ترسم للمنطقة، قال المرعبي:” يبدو ان هناك محادثات تجري تحت الطاولة بين عدد من الدول الاساسية، لذلك علينا الانتظار لنرى ماذا يمكن ان يتم الاتفاق عليه، وكيف سيكون مسار الامور، ونتمنى في كل الاحوال ان لا يكون لبنان جزء من المخططات التي قد تعيد تقسيم المنطقة وترتيب الامور، ونحن نريد ان يبقى لبنان بعيدا عن الخارطة الجديدة، من خلال المحافظة على كيانه واستقلاله وسيادته”.