لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي…
يحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قدر المستطاع تسيير شؤون البلاد والعباد في ظل الشغور الرئاسي المستمر، وبعد الاجتماع الوزاري الذي ترأسه بداية الأسبوع الحالي وجرى خلاله البحث في الأمور كافة ، واستكمالًا لمناقشة المستجدات لا سيما في ما خص ملف النزوح السوري تقرر عقد جلسة لمجلس الوزراء في 22 الشهر الجاري، واللافت هو إعلان وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين حضوره لأول مرة هذه الجلسة، بعدما كان اتخذ قرارًا سياسيًا بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء، تضامنًا مع قرار “التيار الوطني الحر” باعتبار أن الحكومة هي حكومة تصريف أعمال.
وفي هذا الإطار، يرى شرف الدين في تصريح ل”رأي سياسي”، أن الواجب الوطني يتطلب حضور جميع الوزراء للجلسة المقبلة، لا سيما أن ملف النازحين يعدّ من المواضيع الأساسية والحساسة في هذه المرحلة، حيث سيتم مناقشته بعد أن تم وضعه كبند اساسي على جدول الاعمال، وشدد على ان هناك ملفات لا يمكنها الانتظار في ظل الشغور الرئاسي، متمنيًا أن تنعكس الأجواء الإقليمية المريحة على لبنان بانتخاب رئيس. وأشار الى أن الأمر يحتاج لكتلة مسيحية وازنة للموافقة على اسم الرئيس المقبل، ان كان رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، او قائد الجيش العماد جوزيف عون، لافتًا الى ان على السياسيين والمرجعيات دورا هاما للتوافق والخروج من المأزق الحالي.
ورأى ان اسهم فرنجية وعون لا تزال مرتفعة في الوقت الراهن، معتبراً ان القرار السياسي هو من سيحسم اسم الرئيس المقبل، ولكنه لا يستبعد بالتالي انه في حال لم يتم التوافق على احد منهما ، قد نكون امام اسم توافقي اخر لان كل الأمور واردة مستقبلا.
ورداً على سؤال عن إمكانية زيارة اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النازحين دمشق، اعتبر شرف الدين ان الأجواء باتت مؤاتية وممهدة مع المسؤولين السوريين لبحث الملف، متمنيًا ان يقوم الرئيس ميقاتي بزيارتها باعتبار ان معالجة الازمة يحتاج الى تعاون من قبل الجميع، خصوصا وان الجانب السوري ابدى استعداده للتعاون في هذا الملف، بغض النظر من هو الرئيس المقبل للبنان.
اما على الصعيد الرئاسي، وتحديدا تحرك السفير السعودي وليد البخاري جددت مصادر نيابية التقت السفير، تأكيد التزام المملكة بموقفها في الموضوع الرئاسي، ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع، وأكدت المصادر أن اسهم قائد الجيش لا تزال مرتفعة.
وأعربت المصادر عن تخوّفها من عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية حزيران، اذ أن هناك إمكانية لان تتدحرج الأوضاع الى المزيد من الانهيارات، خصوصا بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان دون تأمين البديل .
اما على صعيد التحرك القطري، فكشفت المصادر أن الوفد القطري الذي زار لبنان مؤخرا، واجرى مروحة من اللقاءات والاجتماعات البعيدة من الاعلام، هو وفد امني استطلاعي سيعود الى بيروت مجدداً خلال الأيام المقبلة، لكنها غمزت بان التحرك القطري يأتي تحت مظلة المملكة العربية السعودية.
المصادر عادت لتؤكد بان الأجواء لا زالت ضبابية فيما يتعلق بملف الاستحقاق الرئاسي نبانتظار المزيد من الاتصالات الإقليمية والدولية .وأشارت الى ان الكلمة الأساس تبقى للسعودية ،معتبرة ان الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد، ولافتة الى أهمية الدور الأميركي في التسوية، خصوصا بعدما فشلت فرنسا في مبادرتها بشأن لبنان وجوبهت برفض كبير من قبل قسم كبير من اللبنانيين.
من ناحيتها تجزم مصادر “الثنائي الشيعي” بان الرئيس المقبل لن ولم يكن سوى رئيس تيار “المردة” وقبل منتصف الشهر المقبل، باعتبار ان المرحلة تتطلب ان يكون فرنجية في قصر بعبدا وهناك عدة أسباب لذلك، أهمها سهولة تواصله مع الجانب السوري بالنسبة لإيجاد حل لأزمة النازحين.
وتوقعت المصادر ان يحصل فرنجية وفور انتخابه على دعم خليجي غير مسبوق ، ولم تستبعد ان يصل الى سدة الرئاسة الأولى من خلال عدد من نواب تكتل “لبنان القوي”، كاشفة ان كلمة السر السعودية باتت في عهدة الرئيس نبيه بري، حيث يُنقل عن السفير البخاري تأكيده ان الرئيس بري سيدعو الى جلسة قريبة لمجلس النواب، على ان يقوم النواب بواجباتهم من خلال حضورهم الجلسة.
اما على صعيد رئاسة الحكومة فأشارت المصادر،الى ان الرئيس تمام سلام هو الأكثر حظا حتى الان لإعادة تكليفه، لأنه اثبت خلال مرحلة توليه الحكم بانه رجل دولة يمكن الاعتماد عليه في المرحلة المقبلة.