القومي لمناسبة الاول من آذار: في لبنان مشهدان متناقضان
أشارت عمدة الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان لمناسبة الأول من آذار عيد مولد مؤسس الحزب أنطون سعاده، الى أن “سعاده هو الرد الطبيعي من الأمة السورية التي لا ترضى القبر مكانا لها تحت عين الشمس”، لافتا الى أنه “اليوم رغم كل الصعوبات التي مرت بنا خلال السنوات الماضية، ها نحن نتلمس نبض الحياة يقوى أكثر في شرايين الأمة التي اختارت طريقها الواضح لدحر مشاريع العدوان”.
ورأت “في لبنان المقاوم مشهدين متناقضين: أولهما لبنان الذي أريد له أن يكون صيغة الاستعمار وصاحب الوظيفة المخالفة لطبيعته. لبنان المؤلف من مزارع الطوائف المتعايشة في ما بينها بفعل نظام لا يمت الى أنظمة الدول بصلة. فهذه التركيبة وصلت إلى نهايتها مع انهيار اقتصادي كبير خلال فترة وجيزة، رافقه انهيار مؤسسات الدولة وتلاشي هيبتها. إذ هناك من يسعى إلى جعل القضاء استنسابيا رهينة لمشيئة السياسيين ورجال الدين. ويراد للأجهزة الأمنية أن تخرج من دورها في حماية الدولة والمواطن لتتحول إلى أجهزة تأتمر بأوامر سياسيين وتجار كبار، فيما المواطنون فقراء مهددون بأمنهم الغذائي والاجتماعي. وبالرغم من كل ذلك، فإن المسؤولين في الدولة يتصرفون وفق إملاءات الخارج أو تنافر المنافع الجزئية الداخلية غير آبهين بالحالة الاقتصادية – الاجتماعية التي عجزت الحكومة عن وضع أبسط الحلول لها، بل ذهبت إلى وضع موازنة ترهق المواطن أكثر، وتزيد من معاناته إلى حد لا يحتمل إطلاقا”.
واعتبرت أن “المسؤولين يزيدون في الوطن إذلالا برضوخهم لأوامر خارجية تفقد الدولة سيادتها، ويعزفون عن الذهاب إلى حلول تعاكس الرغبة الأميركية، فلا يحصلون على دعم من الولايات المتحدة ولا هم قادرون على التعاون مع أخصامها أو منافسيها. فيبقى البلد بدون كهرباء ولا حلول للنفط ولا للمرفأ ولا للنقل، وتزداد هموم المواطن بما يبشرونه به من رفع كلفة الاتصالات”.
وأشارت الى أن “المشهد اللبناني يختتم بالإعداد للاستحقاق الدستوري النيابي الذي يتجنب السواد الأعظم من السياسيين الخوض فيه، حتى لا يجنوا ما ارتكبوه خلال العقود الماضية”.
ورأت أنه “في المقلب الآخر ترى لبنان المقاوم الذي حرر معظم أرضه بقوة المقاومة، ودون مفاوضات أو التزامات تجاه العدو، فواجهه بندية داقا أول المسامير في نعشه. لبنان الذي يعي بوضوح مفهوم السيادة والمصلحة العامة وهم المواطن. لبنان الذي يعرف أن الاستقلال والحرية والسيادة تصان بالقوة، وأن الحق لا يكون حقا في معترك الأمم إلا بمقدار ما تؤيده القوة. لبنان هذا غير مقبول في مفاهيم الاستعمار الغربي، ويشكل مصدر قلق للصهيونية العالمية وأدواتها، فتشن عليه الحروب من كل الأنحاء وبكل الأشكال. وتزرع فيه الفتن تحت شعارات شتى. إنما لبنان هذا وصل إلى مرحلة من الوعي والقدرة تمكنانه من الصمود وصد هذا الهجوم الذي يستهدف الآن الاستيلاء على ثرواته النفطية والغازية عبر الضغط على الحكومة اللبنانية للقبول بترسيم خط الحدود الوهمية بين لبنان وفلسطين المحتلة عن طريق اعتماد معايير لا تخدم سوى مصلحة كيان عصابات الاحتلال وتسلب من لبنان بالمفاوضات 1480 كيلومترا من مياهه الغني قعرها بالثروات الطبيعية”.
وذكرت أن “الاحتلال راهن على أجيال ولدت بعد قيام كيانه الاغتصابي، فظن أن تطويعها يسير وانقيادها سهل، فكان جواب أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أن كل جيل جديد يولد هو أقوى وأصلب من الجيل الذي سبقه، فبرهن على أنه عصي على التطبيع، مؤمن بجذوره وانتمائه، مقدس لأرضه وسمائه، يقاوم ويقاتل ويجاهد بما تيسر له من أدوات وبما ابتدع وطور واخترع من أساليب. سقط رهان العدو على التفريق بين أبناء شعبنا الواحد داخل الأرض المحتلة. فها هي غزة رغم محاصرتها تنتصر للعاصمة الفلسطينية القدس. وها هم أهلنا المرابطون في أرضنا المحتلة عام 1948 ينتفضون في مواجهة عصابات الاحتلال. وها هي الضفة الغربية من نابلس – جبل نارها إلى جنين وصولا إلى كل مدنها وقراها تواجه قوات العدو يوميا غير آبهة بغطرسته أو جبروته.
وأشادت بـ”استمرار تشدد الكويت لجهة استصدار قوانين وقرارات جديدة تكرس من خلالها سلاح مقاطعة كيان العدو”، مسجلة “للرياضيين من أبناء الكويت تخليهم عن الفوز ببطولات دولية حتى لا يمنحوا لاعبين من حملة جنسية كيان الاحتلال شرعية لكيانهم الغاصب”.