الفوعاني: ما نواجهه من ازمات سببه من باع لبنان لكارتيلات الاحتكار والوكالات الحصرية
اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل”، خلال احتفال افتراضي نظمه اقليم بيروت بعنوان “السادس من شباط مقاومة وانتصار ونهج حياة”، أن “هذه الانتفاضة ليست محطة في التاريخ، بل هي التاريخ”.
وقال: “التاريخ كان رمادا، وكنا نلوذ بأذيال الحرمان والقهر، وكان هذا التاريخ الذي كتب ذات يوم منذ وعد بلفور، وعندها قرر المستعمرون لهذه الاوطان أن يزرعوا كتلة سرطانية اسمها العدو الإسرائيلي”، مشيرا الى ان “العرب عجزوا عن إزالة هذه الكتلة، فاستطاع العدو أن يحتل اجزاء كبيرة من المساحات العربية، وسارع العرب بالقول انها نكسة، ولم يجلسوا ليقرأوا بموضوعية ما حصل”.
ورأى أن “المشروع الاسرائيلي الصهيوني، مدعوم من الاقطار في الغرب وغيرها، استطاع ان يوسع اكثر فأكثر، وكانت دائما قبلته لبنان، فاذا بسلسلة من الاجتياحات والاعتداءات، ومازالت مستمرة”.
وتحدث عن المجتمع المقاوم، الذي دعا اليه الامام السيد موسى الصدر، وقال: “في سبعينيات القرن الماضي بعد ان اطمئن الامام إلى ان روح المقاومة موجودة في هذا الشعب، توجه الى انشاء افواج المقاومة اللبنانية، فبدأت مخيمات التدريب التي أطلقها الامام الصدر”. ولفت الى ان “الامام الصدر لم ينتظر ان يكون هناك توازن بيننا وبين العدو، بل نحن تفوقنا عليه بالعقيدة والثقافة وبانشاء المجتمع المقاوم”.
أضاف: “أدرك العدو عند انشاء المقاومة اللبنانية – أمل، ان المقاومة تنطلق من لبنان، لذا كانت المؤامرة لتغييب الامام، وما زالت هذه الجريمة مستمرة. هذه الجريمة كان يعتقد العدو أنها ستوقف المقاومة، ولكن مجاهدي أمل وقفوا على تلال شلعبون وغيرها، ثلة من المؤمنين واخذوا من الامام الحسين الدرس، اننا سوف نهزمهم، فاذا بألوية العدو تتقهقر امام المقاومين الشرفاء، واستطاعت حركة امل ان توقف هذا الزحف وتكسر جبروت هذا الاحتلال”.
واعتبر أن “اتفاق الذل سعى الاسرائيلي ان يكون اول تطبيع معه، ومن يقرأ بنوده يعرف مدى خطر الاتفاق وليس فقط على لبنان، اذ تبدأ من لبنان وتنتهي بكل الاقطار العربية، فكانت انتفاضة السادس من شباط عنوان هزيمة للمشروع الصهيوني”، مشيرا إلى أن “الانتفاضة ليست حركة ظهرت كردة فعل، بل تنتمي الى تاريخ مشرق أسسه الامام الصدر، فكانت الانتفاضة ونجحت عسكريا واسقطت الاتفاق، وألغى البرلمان والحكومة اللبنانية مفاعيل هذه الاتفاقية”.
وتابع: “البعض يصور الانتفاضة حركة تمرد وخروج عن الشرعية، ولكن ما اشبه الانتفاضة بما تعلمناه من معركة كربلاء، وهي في الحقيقة كانت خروجا على مقياس الاتفاق الذي كان يريد العدو ان يفرضه ووقعت عليه اطراف لبنانية، فهي العمالة التي تجري في صدور البعض وشرايينه”.
وقال: “لو تفحصنا ما قاله الامام الصدر، لرأينا أنه يريد ان يكون هناك مجتمع واحد في لبنان ليسقط هذه الحركة العدوانية، وهو الذي دعا الى ضرورة ان يبقى اللبنانيون مع بعضهم البعض متحدين متفقين”، معتبرا أن “هذه الانتفاضة تشكل ثقافة ونهجا يجب ان نستثمر فيه الكثير، فهي التي حققت الانتصار على العدو، وفتحت الباب لسلسلة من الهزائم”.
أضاف: “استطاعت افواج المقاومة في تلك الفترة ان تواجه العدو، وان تواجه ما يقال بانها قبضات حديدية بقبضات حسينية، وتزامنت هذه الانتفاضة مع ذكرى الشهيد حسن قصير وكانت اولى الانتصارات”.
وسأل: “مثال رائع احتذاه الاخوة في فلسطين عندما أطلقوا انتفاضة في وجه العدو، اين نحن من دروسها، وماذا تعلمنا منها اليوم؟ يحب ان نحضرها الى واقعنا في ظل ما نعيشه من حفلات التطبيع ونتائجها التي تشبه حالنا قبل الانتفاضة: ذل وانبطاح، لذا فلتتوحد الاقطار لتواجه العدو يدا بيد”.
وشدد على أنه “لو ان الانتفاضة استثمرت سياسيا واستطعنا ان نعبر الى الدولة المدنية كما طالب الرئيس نبيه بري، لكان اقتصادنا قويا، فالعدو فرض حصارا على لبنان، واذا بالاقتصاد الريعي يتهاوى، فلنستثمر بنفطنا وغازنا وقبل كل ذلك في انسان لبنان”، مؤكدا ان “البعض ما زال يصر ان لبنان مزرعة، وان لبنان مناطق، فيقدم فيدرالية مقنعة، ولم يدركوا ان دماء الشهداء هي التي حمتنا من كل هذه العناوين التفتيتية”.
ولفت الى أن “حركة امل تسبح في بحر الناس، انطلقت بمقاومتها وانتفاضتها، وكانت تنطلق من وجع المحرومين، ولم تمتلك الاسلحة النوعية انما امتلكت الارادة التي انتصرت وما تزال”.
وقال: “لا بد ان نحيي هذه الذكرى بمزيد من القراءات، التي تثبت شعار مقاومة ومواجهة العدو، ولا يمكن ان نطبع او نتعاون او نقوم بهدنة مع هذا الشر المطلق. حركة امل قدمت وكتلتها مشروعا انتخابيا: لبنان دائرة انتخابية واحدة، ولكن لم يتجاوب احد مع هذا الطرح، وما نواجهه اليوم من ازمات، سببه الاول والاخير من باع لبنان لكارتيلات الاحتكار والوكالات الحصرية، ووصلنا الى الانهيار لانهم لم يسمعوا صوت الامام الصدر عندما قال: ايها الحكام اعدلوا قبل ان تجدوا وطنكم في مزابل التاريخ”.
وختم: “في رحاب الانتفاضة، على اجيالنا ان يقرأوها جيدا ويأخذوا العبر التي تشكل منطلقا عقائديا جديدا، وان الانتفاضة هي عيد المقاومة والتحرير والتي انطلقت ولن تنتهي”.