الشيخ حداد لموقعنا: ما احوجنا اليوم ان نتحلى بصفات رسول الله
الشيخ الدكتور اسامة حداد – خاص رأي سياسي
مولد النبي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو ميلاد امة وميلادا للأخلاق الفاضلة والقيم السامية، وبمولد خاتم الأنبياء تغيِّر الواقع السيِّئ الذي كانت تعيشه البشرية، إلى واقع أصبح مثالاً يُحتذى به في الحضارة والطُّهر والنقاء، وفي ذكرى مولد رسول الله يقول المفتش العام للأوقاف الإسلامية في دار الفتوى الشيخ الدكتور أسامة الحداد لموقع “رأي سياسي”: “ما أحوجنا اليوم أن نفهم سنة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام فهماً صحيحاً فنَتَجَمَّلَ ونتحلى بصفاته الكريمة، لنكونَ على هديِهِ صلى الله عليه وسلم، لا سيما في هذا الزمان الذي ابتعد فيه الناس عن دينهم، فلنهذب أنفسنا، ولنطهر جوارحنا، ونربي أبناءنا على هذه الأخلاق الإسلامية السامية، وعلى محبةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم منْ خلالِ التأسِي بصفاتِهِ وأخلاقِهِ، ودراسةِ سيرتِهِ العطرةِ المباركَةِ، وسيرةِ أهل بيته وأصحابِهِ رضوانُ اللهِ عليهِمْ أجمعينَ، الذينَ ربَّاهُمْ، فصنَعَ منهُمْ خيْرَ أُمةٍ أُخرجَتْ للناسِ..فلنتعلم منه صلى الله عليه وسلم كيف تعامل مع أسرته، حيث كان يحدِّثهم بأطيب الكلمات وأرقِّ التعابير، ويلاطفهم، ويُدخل السرور على قلوبهم، واذا أردتم أن تعرفوا أخلاق رجل فاسألوا عنه زوجته، وها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه تصف أخلاقه بقولها: “كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ “.
اضاف:” كان رسول الله على درجة عالية من المحبة في تعامله مع مجتمعه، فكان يشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، ويهتمُّ بقضاياهم، ويسعى لحلِّها، ومن هنا يستمد المجتمع قوته وصلابته، ويطمئن الناس إلى بعضهم البعض، وتزداد ثقتهم ببعض، فيزول من المجتمع البغض والكراهية، ويحل الوئام والمودة، وتزول الآلام وتتحقق الآمال. وكان صلى الله عليه وسلم قدوة في قيادته، فهو القائد المتواضع الناجح الذي يسهر على مصالح الناس، ويستشعر قدر المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤول، ويغرس هذا المفهوم في النفوس”.
ويقول الشيخ الدكتور حداد :”فلنفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم كما يُحب، وليكن حبنا له حباً عملياً وليس عاطفياً فقط، والحب العملي هو أن نقتدي بهديه ونعمل بسنته ونتخلق بأخلاقه.”.
تابع قائلا: “جميل جداً أن نشاهد الفرح بالمولد النبوي الشريف .. ولكن الأجمل أن يفرح النبي صلى الله عليه وسلم بأخلاقنا وسلوكنا وتعاملنا مع غيرنا”.
وختم بالقول :”نسأل الله تعالى أن يفهمنا جوهر ديننا، ويخلقنا بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وكل عام وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وطاعته حيّة فينا وفي سلوكنا ومجتمعنا”.