أبرزرأي

السبب الذي يجعل ترمب يتصور أنَّه سيفوز

كتبت كاثرين ميلر في صحيفة نيويورك تايمز.

إذا فاز دونالد ترمب، فسيكون لدى الأشخاص الذين صوَّتوا له مجموعة من الأسباب لوضعه في هذا المنصب، لكن هناك الكثير من الناخبين المحتملين الذين سيصوّتون له على الرغم من أنَّهم لا يحبونه كثيراً، أو يحبون أجزاء فقط من شخصيته أو برنامجه.

وربما يكون هناك أيضاً مَن لديهم فهمهم الخاص لما يرونه، وقد يكون ذلك مرتبطاً بالطريقة التي شعروا بها تجاه إدارته أو يشعرون بها تجاه إدارة بايدن، ويمكن تلخيص ذلك من خلال ما قاله حاكم جورجيا بريان كيمب مؤخرا: «قد تكون لا تحب دونالد ترامب شخصيًا، لكنك ستحب سياساته أكثر بكثير من سياسات (المرشحة الديمقراطية) كامالا هاريس. إنه قرار عملي». لكن كيفية فهم ترمب لهذا القرار قد تكون مختلفة، ففي حال فاز في الانتخابات، فإن تفسيره للفوز قد يكون مختلفاً وأكثر قتامة مما أراده حتى العديد من الأشخاص الذين صوتوا له.

فالطريقة التي تحدث بها ترمب عن مدن مثل سبرينغفيلد بولاية أوهايو والهايتيين الذين قال المسؤولون إنهم موجودون هناك بشكل قانوني للعمل تشبه إلى حد كبير ما جرى في حملة عام 2016، والتي رأينا فيها خلطاً قاتماً بين المشاكل الحقيقية والمزيفة، والأشخاص الحقيقيين الذين وقعوا في فخ آليات التدقيق والإساءات الرهيبة، والضغوط المتزايدة على السياسيين، فترمب ينسج كل شيء في أسطورة لإثبات أنه كان على حق.

وفي خطابات حملته، الممزوجة بالنكات والارتجالات، غالباً ما يتحدث ترمب عن الانتقام السياسي، وتهديد الحرب العالمية الثالثة، والخراب الذي أصبحت عليه البلاد، وفي إحدى الخطابات، تحدث عن كيفية «تحرير» ولاية ويسكونسن من «غزو القتلة والمغتصبين والبلطجية وتجار المخدرات وقُطَاع الطرق وأعضاء العصابات الشريرة»، وكيف «احتلت» عصابات المهاجرين «مئات» البلدات والمدن في جميع أنحاء الغرب الأوسط، مما ترك سلطات إنفاذ القانون «مذعورة». ويبدو أن ترمب قد حرَف سبب وجود برامج مثل وضع الحماية المؤقتة والإفراج الإنساني، على سبيل المثال، إذ اعتبر أن هايتي غير مستقرة وخطيرة للغاية للعودة إليها، قائلاً: «لدينا تحذيرات سفر، لا تذهبوا إلى هنا، لا تذهبوا إلى هناك، لا تذهبوا إلى البلدان المختلفة، فهي تستقبل أسوأ الناس أمثال القتلة، والمجرمين».

وفي نقاط مختلفة، صعَد ترمب من وضع المهاجرين مستخدماً مصطلحات ثقافية وحضارية لا يمكن إصلاح تأثيرها بسهولة، على عكس الاقتصاد، قائلاً: «لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر خطورة من هذا، لأنه يتعلق بالنسيج الأساسي لمجتمعنا».

ولكن، كما أشار الرئيس السابق عدة مرات مؤخراً، فإنه قال أثناء خطابه في ويسكونسن: «كما تعلمون، لقد فزت في عام 2016 بسبب ملف الحدود، وكان ذلك أحد الأشياء الكبيرة، لقد فزت لأسباب عديدة».

فهذه واحدة من التفسيرات الشائعة لفوزه في عام 2016، ومن الواضح أنه يعتقد أنه يمكن الفوز بسبب ملف الحدود مرة أخرى، ومع ذلك فإنه لن تكون هناك طريقة حقيقية لمعرفة ذلك، فصحيح أنه يكاد يكون من غير القابل للنقاش أن مواقفه بشأن الهجرة ساعدته في ضمان ترشيح الحزب الجمهوري في وقت كانت فيه سياسة الهجرة التقييدية تهيمن على الحركة المحافظة، منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكن في ذلك الوقت، لم يكن هناك الكثير من الساسة الجمهوريين يشاركونه نهجه، وكان لا يزال هناك نقاش نشط داخل الحزب.

وقد كان من الصعب معرفة السبب الدقيق وراء فوزه وخسارة (منافسته الديمقراطية في ذلك الوقت) هيلاري كلينتون كل تلك السنوات الماضية، إذ كانت نتائج انتخابات 2016 متقاربة للغاية، حيث فصلت بضع مئات الآلاف من الأصوات في عدد قليل من الولايات في النهاية بين الفوز والخسارة، وقد يكون من الممكن أن يكون الأمر متعلقاً بملف الحدود، أو ربما بكلينتون نفسها والأشياء التي فعلتها أو لم تفعلها أكثر من ارتباطه بترمب، أو بسبب رغبة الناس في التغيير أو مئات الأسباب الأخرى، فلا توجد طريقة حقيقية لمعرفة سبب محدد بشكل موضوعي وحاسم.

ولكن إذا فزت بالرئاسة بنسبة 0.4% واثنين من أصوات المجمع الانتخابي فإنك تفوز بكل شيء، إن الفوز في السباق الرئاسي يمكن أن يصبح قوة تعيد تشكيل السياسة نفسها، وخاصةً مع وجود ترمب صاحب الكاريزما، فقد شكل فوزه السابق المشهد السياسي على مدى السنوات الثماني الماضية، سواء أثناء وجوده في منصبه أو خارجه.

وهناك ميل للتركيز على ما لم يفعله ترمب أثناء وجوده في منصبه، مثل إنهاء الجدار، ولكن خلال فترة ولايته، على سبيل المثال، انخفضت معدلات قبول اللاجئين إلى أدنى مستوى لها منذ عقود، وكان من الصعب للغاية دخول الولايات المتحدة من خلال برنامج اللاجئين؛ إذ كان يتعين على المتقدم اجتياز عمليات الفحص وتلبية العديد من المعايير، ومن الناحية النظرية، فإن هذا هو نوع البرنامج الذي يدعمه الأشخاص المهتمون بالأمن، كما أن برنامج اللاجئين يتماشى بالتأكيد مع فكرة أميركا كمكان مفتوح لأولئك الذين عانوا في حياتهم، لكن ترامب كان يعارض قبول اللاجئين من سوريا في عام 2015.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى