حسين زلغوط
خاص – رأي سياسي:
هل وصلت إشارات مشجعة من خلف البحار حملت “اللجنة الخماسية” الموكل اليها التفتيش عن مخرج لمأزق الملف الرئاسي، الى التحرك مجددا لمقاربة هذا الملف، ام ان هذا التحرك يأتي على قاعدة “جرب حظك مرة ثانية”.؟
مع بداية الشهر الحالي زار الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة، لكنه إرتأى أن يجتمع مع مستشار الديوان الملكي نزار العلولا للبحث في الملف اللبناني، وغادر لودريان المملكة من دون أن يرشح أي معلومة ولو بسيطة عن هذا الاجتماع، لكن في لبنان حمّل هذا اللقاء اكثر مما يحتمل وقيل آنذاك لو لم يكن هناك من معطيات مشجعة لما كان لودريان التقى العلولا. وبعد وقت قصير جال بعض اعضاء سفراء “الخماسية” كل على حدا على بعض القيادات اللبنانية لاستمزاج رأيهم حول بعض النقاط واستكشاف ما اذا كان بالإمكان تبادل بعض التنازلات في سبيل اخراج الملف الرئاسي عن رف الانتظار على عتبة الدخول الى العام الثالث من شغور كرسي الرئاسة في قصر بعبدا، وقد اعتبر السفراء ان اعلان الرئيس نبيه بري فصل الملف الرئاسي عن حرب غزة خطوة مهمة يبنى عليها لرمي حجر في المياه الرئاسية المتجمدة.
حمل السفراء خلاصة ما سمعوه ممن التقوهم من المسؤولين اللبنانين الى قصر الصنوبرة حيث عقدوا اجتماعا لم يصدر في اثره أي بيان واقتصرت الاشارة الى حصول الاجتماع عن طريق صورة وزعت للسفراء الخمسة وهم جالسون حول الطاولة المستديرة. وفتح الباب واسعا امام اللبنانيين للاجتهاد والتكهن وحياكة المعلومات غير المبنية على أي معطى مما حصل في مقر السفير الفرنسي، غير أن بعض المعلومات تجزم بأن الشرخ لا يزال نفسه ولم يبدّل اي من القوى السياسية موقفه من كيفية اجراء الاستحقاق، وهو ما يعني ان المهمة الجديدة لـ”الخماسية” التي قيل انها ستجتمع اليوم في مقر السفير السعودي وليد بخاري، لن يكون في مقدورها أن تفتح ولو كوة بسيطة في جدار الأزمة.
في هذا السياق يجزم مصدر وزاري تحدث الى موقع “رأي سياسي” بأن المشهد السياسي لم يطرأ عليه أي تعديل، وهو ما زال على حاله منذ بداية الأزمة الرئاسية، مما يعني ان هذا العام لن يكون هناك رئيسا يجلس على كرسيه في قصر بعبدا، على الرغم مما يقال بأن هناك “قبة باط” ايرانية ورغبة فرنسية بحصول انتخاب رئيس قبل أفول العام الحالي.
ويؤكد المصدر ان ما يجري في المنطقة وما هو متوقع من أحداث غير مريحة يفرض انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، لكن للأسف فإن العوامل المطلوبة للوصول الى هذا الهدف ما تزال غير متوافرة، فلا القيادات السياسية في لبنان تبدي مرونة في امكانية العمل على قاعدة تبادل التنازلات كما يفترض أن يحصل عند البحث عن حل لمشكلة ما، ولا الارادة الدولية موجودة وجادة في حل هذه الازمة على الرغم من المواقف التي تطلق من هنا وهناك.
وفي رأي المصدر الوزاري انه ما دامت المواقف داخل لبنان لم تتبدد قيد أنملة، فان زيارة الموفد الفرنسي ان هي حصلت قبل نهاية هذا الشهر لن تحمل معها “المن والسلوى” بل ربما تكون نسخة عما سبق من جولات قام بها هذا الرجل. وقد تكون فرنسا على علم بالنتيجة مسبقاً لكن هي ستحاول من باب ان باريس ما تزال تضع لبنان في أولوياتها وهي ستبذل قصارى جهدها من أجل أن تضعه على السكة الصحيحة لكي ينتظم عمل مؤسساته الدستورية قبل ان يقع في فم التنين.