اقتصاد ومال

الحرب التجارية الأميركية – الصينية تضع الأسواق المالية على حافة الهاوية

تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، في حين قفز الدولار، وانخفضت أسهم «هونغ كونغ» من أعلى مستوياتها في شهرين، يوم الثلاثاء؛ إذ وضعت الولايات المتحدة والصين الأسواق المالية على حافة الهاوية بفضل الرسوم الجمركية المتبادلة؛ مما أثار شبح صراع تجاري أوسع ومدمر.

وقال كبير الاقتصاديين في «إيه إم بي» في سيدني، شين أوليفر، تعليقاً على تراجع الأسعار: «قصة الحرب التجارية لا تزال حية وبصحة جيدة، ولا يزال أمامها الكثير لتقدمه»، وفق «رويترز».

وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» التي انتعشت بعد اتفاق المكسيك وكندا لتأجيل فرض الرسوم الجمركية الأميركية، بنسبة 0.2 في المائة. كما هبطت العقود الآجلة للأسواق الأوروبية بنسبة 0.1 في المائة، وانخفض اليورو إلى ما دون 1.02 دولار، بسبب التوترات بشأن جر أوروبا إلى هذا النزاع.

وتأثرت العملات أيضاً، فقد تعرّض الدولار الكندي والبيزو المكسيكي لضغوط بيع، في حين ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2 في المائة إلى 108.78.

كما قلّص مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ، الذي سجل أعلى مستوياته في 2025 نتيجة التوقعات بأن الصين ستتفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مكاسبه ليظل مرتفعاً بنحو 2 في المائة.

ودخلت الرسوم الجمركية الأميركية الإضافية بنسبة 10 في المائة على الصادرات الصينية حيز التنفيذ عند الساعة 05:01 (بتوقيت غرينتش)، وبعد دقائق أعلنت بكين تحقيقاً مع «غوغل» وفرض رسوم جمركية على واردات النفط والفحم والغاز والسيارات والمعدات الزراعية الأميركية ابتداءً من 10 فبراير (شباط).

وقال رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في آسيا لدى «إس إم بي سي» في سنغافورة، جيف نيغ: «الوضع لا يزال متقلباً للغاية. أتوقع تزايد حالة عدم اليقين، وقوة الدولار، وارتفاع زوج الدولار الأميركي/اليوان الصيني فوق 7.40».

وانخفض اليوان في الخارج إلى 7.3236 مقابل الدولار، بعد دخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، في حين تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.7 في المائة إلى 0.6180 دولار.

وتظلّ الأسواق الصينية مغلقة بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، حيث يركز المستثمرون على تحديد نطاق تداول العملة الصينية صباح الأربعاء للحصول على أدلة على موقفها التفاوضي.

وقال السكرتير الصحافي لترمب إنه سيتحدث مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في الأيام القليلة المقبلة، لكن على عكس أميركا الشمالية، لا يزال من غير الواضح أين سيجدون أرضية مشتركة.

وأوضح كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في «نومورا» في طوكيو، ناكا ماتسوزاوا: «إنها قصة مختلفة تماماً؛ لأن الصين منافس اقتصادي بالإضافة إلى كونها سياسية». وأضاف: «ما لم تقدّم الصين تنازلات اقتصادية ضخمة، فلا أعتقد حقاً أن ترمب سيتراجع عن هذه التعريفات الجمركية».

وأدى عدم اليقين الناتج عن سياسات ترمب التجارية إلى بداية متقلبة للأسبوع، مع تقلبات ملحوظة في الأسواق الكبرى. وسجل الدولار الكندي أكبر نطاق يومي له منذ بداية الوباء، وتعرّضت العملات المشفرة لضغوط شديدة.

وواجهت عملة «البتكوين» ضغوط بيع، إذ تراجعت بنسبة 3 في المائة إلى 98750 دولاراً. في الوقت نفسه، دفع قلق المستثمرين الذهب إلى الاقتراب من مستويات قياسية مرتفعة، في حين تعرضت السندات لضغوط طفيفة، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 4.57 في المائة.

وأشار كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في «جيه بي مورغان»، مايكل فيرولي، إلى أن «زيادة حالة عدم اليقين بشأن السياسة سيكون من الصعب احتواؤها». وأضاف: «بالنسبة إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، من المرجح أن تعزّز هذه التطورات ميوله للبقاء على الهامش والابتعاد عن الأضواء قدر الإمكان».

وتفوّقت مجموعة «يو بي إس» على التوقعات بأرباح الربع الرابع، معلنة إعادة شراء للأسهم، في حين تفوّقت «بي إن بي باريبا» على التوقعات؛ ولكنها خفّضت هدف الربح لهذا العام.

ومن المتوقع أن تصدر «غوغل» تقاريرها بعد إغلاق الأسواق الأميركية يوم الثلاثاء، إذ يراقب المستثمرون من كثب إنفاقها الكبير على الذكاء الاصطناعي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى