خاصأبرزرأي

“التيار” يتطاير…فهل هناك وجوه جديدة ستغرد خارج السرب؟

حسين زلغوط
خاص- “رأي سياسي”:
يبدو ان المبادرة التي أطلقها عضو تكتّل لبنان القويّ النائب إبراهيم كنعان منذ ما يقارب الإسبوعين بهدف لم شمل “التيار” من خلال “التراجع عن كلّ المواقف والقرارات المسبقة من فصل واستقالات وإحالات مسلكية، ووقف الحملات الإعلامية بين أبناء البيت الواحد، وإعطاء مهلة أسبوع لحلّ إشكالية الالتزام من خلال حوار مباشر يجب أن يبدأ بالتفاهم على سقفه ومضمونه” ، لم تلق الآذان الصاغية من النائب جبران باسيل الذي تعود له صلاحية طرح مثل هذه المبادرة على جدول اعمال اجتماع المجلس السياسي للتيار، وبما انه لم يفعل حتى الساعة فهذا يعني أن ليس لديه رغبة في التعاطي الايجابي مع ما أوصت به هذه المبادرة، لا بل انه يرفضها.
ويؤكد مقربون من النائب كنعان لموقع “رأي سياسي” ان مهلة الاسبوع التي اعطيت هي مهلة حث وليست مهلة اسقاط، ومفاعيل المبادرة مستمرة انطلاقا من شعارها “قوتنا في وحدتنا” حرصاً على “التيار” ودوره في المعادلة المسيحية والوطنية على حد سواء.
ويكشف هؤلاء انه الى الآن لم يطرأ أي جديد في شأن ما طرح، وأن الكرة الآن هي في ملعب قيادة “التيار” ، فاذا كانت حريصة على رأب الصدع تتفاعل معها، واذا لم تفعل عندها لكل حادث حديث.
ويلفت هؤلاء النظر الى ان كنعان يتريث في الاقدام على اية خطوة إفساحاً في المجال كي لا يقطع حبل الودّ، وحرصاً على مسيرة التيار.
وفي رأيهم أن المسار السياسي للتيار الوطني الحر بتراجع مستمر نتيجة التقلبات القيادية في المواقف وفي التحالفات والاصطفافات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نكون مع الرئيس نبيه بري وضده في نفس الوقت، ونكون مع “القوات اللبنانية” وضدها، ومع الإبراء المستحيل ومع الوزير السابق جهاد ازعور، كل هذا يعني ان الإختلاف والتقارب ليس على اساس تفاهمات سياسية، واذا كان باسيل يعتقد ذلك فهل تم بحث ذلك في الأطر التنظيمية فهذا لم يحدث، ويبدو انه لن يحدث على الاطلاق، فالنائب باسيل يتفرد في القرار، لكن دائما التداعيات تكون على كامل “التيار” وليس عليه شخصياً.
ويختم هؤلاء بالقول: لا يريد “الوطني الحر” الإنتقال من المبدأية السياسية التي دفع ثمنها غالياً الى مسألة السمسرة السياسية.
وفي السياق سأل موقع “رأي سياسي” أحد النواب في تكتل “لبنان القوي” عن حقيقة الخلاف داخل “التيار الوطني الحر” فأكد أن الخلاف سياسي في جوهره وليس تقنيّاً إداريّاً، فالنائب باسيل يتفرد في اخذ القرار ونسج التحالفات وفتح المعارك الساسية هنا وهناك دون التشاور مع أحد وهذا أضر بمصالح “التيار كثيراً.
وأكد هذا النائب انه من الصعب وسط أجواء كهذه أن يفتح اي حوار بين النواب الأربعة الذين غادروا “التكتل” وباسيل ، كاشفا عن وجود كثيرين في صفوف التيار يتريثون في إعلان خروجهم علّ المساعي الجارية تنجح في وصل ما انقطع وتعود المياه الى مجاريها.
وهو يرى أنّ مبادرة كنعان ولدت ميتة، بدليل تهجم باسيل عليها في اليوم التالي بدلا من طرحها للنقاش داخل اجتماعات الهيئة السياسية، فالنظام الداخلي يفترض ان يكون ديمقراطياً وصولاً الى الرأي السليم شرط أن يمر بمصفاة النقاش ووجهات النظر المختلفة.
وعما اذا كان من بات يغرد خارج سرب “التيار” بصدد الذهاب الى تشكيل حركة اصلاحية يقول النائب المذكور كل شيء وارد انما كل شيء في وقته حلو.
وفي ظل حالة التبعثر الحاصلة داخل التيار من الطبيعي التساؤل عما اذا كانت الأمور ستقف عند هذا الحد، ام ان سبحة الاستقالات ستستمر مع قابل الايام سيما وأن المعلومات تفيد بأن وجوهًا جديدة بصدد الانسحاب في حال لم يصار إلى ترميم التصدع الحاصل داخل ” التيار”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى