أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: مرحلة الـ”لامكان آمن”

لم يكن قصف منطقة المصيلح، في قضاء الزهراني، مجرّد ضربة عسكرية محدودة في الزمان والمكان. بل مثّل تحوّلًا نوعيًا في قواعد الاشتباك بين إسرائيل ولبنان، وأعاد طرح سؤال ملحّ: هل لا يزال هناك مكان آمن في لبنان؟
من المعلوم أن المصيلح على بُعد كيلومترات من مدينة صيدا، وتُعدّ نقطة حيوية تتقاطع فيها الاعتبارات الجغرافية والأمنية والسياسية. فالقصف الأخير، أعاد رسم خارطة الخطر المحتمل ليشمل مساحات كانت تُعتبر سابقًا “خارج بنك الأهداف.
فقصف المصيلح لم يكن اعتباطيًا. ففي توقيته ومكانه، يحمل رسائل واضحة:
-توسيع رقعة الاستهداف، بحيث لم تعد الاعتداءات محصورة بمناطق الجنوب الحدودية، بل باتت تشمل العمق اللبناني. وهذا يعني أن إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها حتى في المناطق “غير التقليدية”.
ـضرب الهيبة والسيطرة، اذ من المعلوم أن المصيلح ليست مجرد بلدة، بل لها رمزية خاصة، كونها قريبة من مركز القرار الشيعي في الجنوب وهو دارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وضربها قد يكون أيضًا محاولة لكسر المعنويات أو زعزعة صورة السيطرة الأمنية الكاملة.
-ان قصف المصيلح، بعد أيام من استهداف مناطق في بعلبك يُظهر أن قواعد اتفاق الهدنة بدأت تتآكل أو تُعاد صياغتها على نار ساخنة.
وإذا كان الجنوب هو الخط الأمامي للمواجهة، فإن توسع الضربات يعني شيئًا واحدًا بالنسبة لاسرائيل: لا منطقة بعيدة عن النيران. من البقاع إلى جبل لبنان، ومن صيدا إلى بيروت، بات كل لبنان ساحة محتملة للاستهداف، ما يضع المدنيين في مرمى نار حرب جديدة، خصوصا ان البعض يخشى أن تكون هذه الضربات تمهيدًا لعدوان موسّع، في ظل غموض المشهد الإقليمي وتزايد الضغوط الدولية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى