أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: التطبيع بين لبنان واسرائيل ليس سهلًا

بلا شك أو ريب فقد أحدثت الدعوة التي أطلقتها مساعدة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس ، بتشكيل مجموعات عمل دبلوماسية لحل المشكلات بين لبنان وإسرائيل، إرباكاً سياسياً على كافة المستويات كون أن مثل هذه الدعوة تنطوي على مخاطر كبيرة، لبنان لا قدرة له على تحملها أو مواجهتها ،باعتبارها تشكل أول خطوة على طريق تطبيع العلاقات بين لبنان واسرائيل.
واذا كانت مصادر مقربة من رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام، قد نفت أن يكون أي طرف دولي فاتحهم بذلك، الا أن ارتدادات ذلك ما تزال تدوي في الوسط اللبناني الذي يخاف أن يضعف لبنان أمام الضغوط التي يمكن ان تمارس عليه والإنصياع الى الرغبات الأميركية والإسرائيلية منذ عقود.
في المعلومات المؤكدة حتى الآن أن الموفدين الأميركيين إلى لبنان لم يطرحوا في لقاءاتهم مع الرؤساء الثلاثة، مسألة تطبيع العلاقة بين لبنان وإسرائيل مدخلاً لحل المشكلات بينهما، وعلى رأسها انسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتفظ بها في جنوب لبنان، والأخرى المتداخلة بين البلدين وعددها 13، وصولاً إلى تثبيت الحدود الدولية التزاماً بما نصت عليه اتفاقية الهدنة الموقعة بينهما عام 1949، الا أن ما يسُرّب عن احتمال تطبيع العلاقات اللبنانية – الإسرائيلية تمهيداً للتوقيع على معاهدة للسلام بين البلدين بعضه صحيح، سيما وان الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب تسعى لتوسيع اطار التطبيع بين الدول العربية واسرائيل، وهو عهد قطعه ترامب لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن التي تبدو مستعجلة لإطلاق مفاوضات سلام مع لبنان وسوريا، وهو ما سبق لمبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أن تحدّث عنه أخيراً، معرباً عن التفاؤل حيال إمكان انضمام السعودية إلى الاتفاق الإبراهيمي، لافتاً إلى أن التحوّلات السياسية في المنطقة قد تمتد لتشمل لبنان وسوريا، ويمكن للبنان أن يتحرك قريباً للانضمام إلى اتفاقات السلام، ساهياً عن باله أن لبنان ليس كغيره من الدول، فهو له خصوصياته وحساباته، ولو كان من السهل أخذ لبنان اليه لما كان استطاع مجلس النواب اللبناني اسقاط اتفاق 17 أيار الذي وقع بين لبنان واسرائيل في العام 1983، ولكان هذا الإتفاق ما زال ساري المفعول إلى يومنا هذا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى