افتتاحية اليوم: إجراءُ الانتخاباتِ البلديةِ بموعِدِها رسالةٌ إيجابيةٌ للمجتمعِ الدولي

بعثت الحكومةُ، أمس، برسالةٍ مهمةٍ إلى المجتمعِ الدولي، من ناحيةِ احترامِ مواعيدِ الاستحقاقاتِ الدستورية، من خلال إنجازِ المرحلةِ الأولى من الانتخاباتِ البلديةِ والاختياريةِ، التي تتداخلُ فيها الانتماءاتُ العائليةُ بالسياسيةِ. وفي دلالةٍ واضحةٍ على أهميةِ حصولِ هذه الانتخابات، التي تُعطي انطباعًا واضحًا عمّا ستكونُ عليه الانتخاباتُ النيابيةُ في أيّار من العامِ المقبل، تجلّى الاستنفارُ السياسيُّ الواضحُ لمواكبتِها من قِبل رئيسَي الجمهوريةِ والحكومة، العماد جوزاف عون ونواف سلام، والوزراءِ المختصّين، والأجهزةِ الأمنيةِ كافةً.
ما من شكٍّ أن حصولَ الانتخاباتِ البلديةِ على النحوِ الذي جرت فيه، وما انتهت إليه من نتائج، قد عكس مؤشرًا طبيعيًّا وواضحًا للمزاجِ الشعبيِّ وتقلباتِه، مع المرحلةِ الجديدةِ التي بدأ يعيشُها لبنان، بعد انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ وتأليفِ الحكومة. وقد كانت هذه الانتخاباتُ بمثابةِ “عرسٍ وطنيٍّ”، طال انتظاره من قِبل الناخبين، بفعلِ التمديدِ الذي حصل على مدى السنواتِ الماضية.
وفي هذا السياق، اعتبر مصدرٌ نيابيٌّ، لموقعِ “رأي سياسي”، أن نجاحَ الحكومةِ في إجراءِ الانتخاباتِ البلديةِ في موعدِها المحدَّد، أعطى رسالةً إيجابيةً للداخلِ وللخارج، بأن حكومةَ العهدِ الأولى حريصةٌ على إعادةِ انتظامِ عملِ مؤسساتِ الدولةِ ومرافقِها، وتعزيزِ مسيرةِ النهجِ الديمقراطيِّ في لبنان. كما أن ما حصل، أمس، سيكون نموذجًا جيدًا لاستعدادِ الحكومةِ على التعاملِ مع الاستحقاقاتِ المقبلة، لا سيّما الانتخاباتِ النيابيةِ المقرَّرةَ العامَ المقبل، بالجديةِ نفسِها. وهذا، من شأنِه، أن يُعزّز ثقةَ المجتمعِ الدوليِّ، التي كانت شبه مفقودةٍ بلبنان.
تبقى الإشارةُ هنا إلى أن بابَ الترشيحاتِ كان قد أُقفل بـ 9321 مرشّحًا، من ضمنِهم 8142 ذكورًا، و1179 إناثًا. وقد فازت بالتزكيةِ 66 بلديةً، في حين بلغت نسبةُ الاقتراعِ الإجماليةِ في محافظةِ جبل لبنان حوالي 41.61%، وبلغ عددُ المقترعين 347,110 ناخبًا.