افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
النهار
الردّ اللبناني في الكويت: السلم الأهلي أولاً
تشكل مشاركة لبنان تحديدا اليوم في اجتماع وزراء الخارجية العرب في #الكويت محطة مفصلية بارزة تتجاوز المحطات الروتينية العادية نظرا إلى ان حيزا أساسيا من الاهتمامات المطروحة على هذا الاجتماع تتصل بالرد اللبناني الرسمي على المذكرة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر المحمد الأحمد إلى المسؤولين اللبنانيين في مطلع الأسبوع وطلب جوابا رسميا عليها قبيل انعقاد الاجتماع الوزاري العربي في الكويت. ذلك ان أحدا لا يجهل الاحراج الذي يواجهه لبنان في تبرير أجوبته على نقاط حساسة تعكس عجز السلطة خصوصا عن ترجمة سياسة النأي بالنفس بما يلزم “حزب الله” وقف تورطه في الصراع اليمني وتنفيذ القرار 1559. ولذا ستكون الساعات المقبلة محفوفة بالكثير من الترقب.
وعلى رغم التكتم الشديد الذي احيطت به عملية وضع الرد اللبناني التي تولاها وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب في مشاورات مكوكية اجراها في الأيام الأخيرة بين رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة #نجيب ميقاتي علمت ” النهار” ان الجواب وضع بورقة من صفحتين مستندا في أبرز نقاطها على البيان الوزاري للحكومة وعلى ثوابت أبرزها اتفاق الطائف واجراء الانتخابات في مواعيدها. والجملة المفصلية في ورقة الحكومة اللبنانية تنص على “احترام كل قرارات الشرعية الدولية وجامعة الدول العربية واستكمال تنفيذ مندرجات الورقة ضمن ما يؤدي إلى تحصين الاستقرار في لبنان، مع تأكيد الحكومة اللبنانية التزامها سياسة النأي بالنفس قولاً وفعلاً”. اما طرح “تشكيل لجنة مشتركة لمأسسة العلاقات بين لبنان ودول الخليج” فان هذه العبارة بقي النقاش مستمراً حولها قبل بتها باعتبار ان لبنان ودول الخليج اعضاء في الجامعة العربية وتربطهم العلاقات الدبلوماسية. وبقي الجواب محط تشاور بين بعبدا وعين التينة والسرايا الحكومية إلى ان تمّ التوصل إلى صيغة اخيرة من وحي هذا التشاور وضعها الوزير عبدالله بو حبيب انطلاقا من ورقة كان اعدها الرئيس ميشال عون. وفي هذه الورقة ترحيب بالمبادرة الكويتية المتفاهم عليها خليجيا واستعداد للتجاوب مع كل ما هو ممكن الالتزام به لاسيما الالتزام بـ”اتفاق الطائف” وسياسة النأي بالنفس كما ورد في البيان الوزاري، و”احترام القرارات الدولية وميثاق جامعة الدول العربية ، مع الاشارة إلى ان القرارات الدولية ليست فقط لها التزامات لبنانية بل هناك ايضا ارتباط بمواقف خارجية مثل القرار ١٧٠١ ، فلبنان ملتزم تنفيذه لكن اسرائيل غير ملتزمة وهي تخرقه يوميا برا وبحرا وجوا وتواصل تهديداتها ، واستطرادا تنفيذ القرار ١٥٥٩ له ابعاد تتعلق بأمن لبنان وسيادته ووقف الاعتداءات الاسرائيلية وتحرير الاراضي اللبنانية المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والقسم الشرقي من بلدة الغجر ، اضافة إلى عدم الوصول إلى نتائج عملية في ما خص ترسيم الحدود البرية والبحرية ، ناهيك عن الاجواء الاقليمية والحالات غير الآمنة والمستقرة حول لبنان.
وبالنسبة إلى اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية ثمة التزام لبناني كامل بإجرائها. وتنص الورقة ايضاً على “تأكيد التعاون في المجالات الامنية ومكافحة التهريب إلى دول الخليج ومعالجة الأوضاع الاقتصادية وغيرها من النقاط”. ويقترح الجواب اللبناني “تشكيل لجنة او لجان مشتركة لبنانية – خليجية- عربية لمتابعة البحث في النقاط التي تحتاج إلى متابعة لبنانية وخليجية وعربية اضافة إلى بعدها الدولي من خلال المسؤولية الدولية في تنفيذ القرارات الدولية لاسيما تلك التي تتصل بالأوضاع الاقليمية وهي ليست لبنانية صرف “. ويطلب لبنان في الورقة “مساعدة الدول العربية لاسيما تلك التي تربطها علاقات جيدة مع الدول الكبرى ودول القرار، للضغط من أجل استكمال تنفيذ القرارات الدولية وليس تحميل لبنان وحده مسؤولية التنفيذ”. ووفق المصادر المعنية فان لبنان حرص في الصياغة الجوابية على الاستقرار ومنع اهتزاز السلم الأهلي وان هذه النقطة كانت الأهم لأنه من غير الوارد افتعال مشاكل داخلية.
ونقلت رويترز” عن مصادر مطلعة ان الحكومة اللبنانية تقول في رسالتها إلى دول الخليج إن لبنان لن يكون منطلقاً للتحركات التي تمس بالدول العربية وان الحكومة ملتزمة قولا وفعلا سياسة النأي بالنفس وان الحكومة اللبنانية ستبلغ دول الخليج العربية بأنها ستعزز الإجراءات لمنع تهريب المخدرات.
إلى ذلك، تترقب الاوساط السياسية محطة بارزة الاسبوع المقبل تتصل بملف ترسيم الحدود مع اسرائيل من خلال زيارة الوسيط الاميركي في الملف آموس هوكشتاين إلى بيروت في الثاني من شباط إثر زيارة يقوم بها لتل ابيب، لاستئناف ترسيم الحدود. وأفادت معلومات ان هوكشتاين سيصل إلى بيروت مزودا باقتراح حل بحثه مع المسؤولين الاسرائيليين وسيعرضه على المسؤولين اللبنانيين، اذ ان الاسرائيليين يستعجلون حسم الخلاف قبل الانطلاق في اذار في التنقيب عن النفط في المنطقة المتنازع عليها.
لا مقاطعة سنية
على صعيد المشهد السياسي الداخلي برز أمس التحرك الذي اتخذ طابعا سنيا بعد أيام قليلة من اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وامتناعه وتيار المستقبل عن الترشح للانتخابات النيابية. وأدرج هذا التحرك الأول من نوعه في إطار رسالة مفادها المسارعة إلى تأكيد منع الفراغ على الساحة السنية وبدء البحث في الوسائل للحؤول دون نشؤ تداعيات سلبية واسعة في ظل الارتباك الذي خلفه انسحاب الحريري. وتمثل هذا التحرك بقيام مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بزيارة السرايا ولقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومن ثم لقاء قيادات سنية خلال صلاة الجمعة في المسجد العمري الكبير، التي حضرها الرئيس ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، وما تخلل ذلك من اعلان مواقف بان لا مقاطعة سنية للانتخابات النيابية. واكد المفتي دريان من السرايا ان” دار الفتوى هي حاضنة لجميع اللبنانيين ورمز الاعتدال”، مشيدا بأداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “الذي يقارب في هذه المرحلة الحساسة، المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء”. وكان تشديد مشترك خلال خلوته بميقاتي، على اهمية ان يكون الرد الرسمي اللبناني على الافكار الخليجية ايجابيا بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه العربي. كما ان ميقاتي شدد بدوره على ان “لا مقاطعة سنية للانتخابات لما فيه خير الطائفة وان الاستحقاق سيحصل في موعده”. ورداً على سؤال، أجاب “صحيح أن الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الانتخابات النيابية، لكن نحن حتماً لن ندعو إلى المقاطعة السنية لما فيه خير الطائفة، ومن يرغب بالترشح فليترشح، والانتخابات حاصلة في موعدها المحدد في ١٥ أيار المقبل”.
وفي هذا السياق وزع أمس شريط مصور وجه عبره رجل الاعمال بهاء الحريري رسالة أكد فيها أنه “سيستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، معتبرا “أن أي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى أي مكوّن من مكوّنات المجتمع اللبناني يخدم فقط أعداء الوطن فما بالكم التخويف بالفراغ في أكبر طائفة في لبنان التي لي شرف الانتماء اليها”. وقال “يجب التأكيد أن لا دين ولا أخلاق ولا تربية أبناء الرئيس الشهيد رفيق الحريري تسمح لهم بالتخلي عن مسؤوليتهم بوضع جميع امكانياتهم في سبيل نهضة لبنان الرسالة لبنان الرمز لبنان الوطن وأن عائلة الشهيد رفيق الحريري الصغيرة كما عائلته الكبيرة لم ولا ولن تتفكك بالشراكة والتضامن”، مشيرا إلى أنه “سيخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها”.
الموازنة والكهرباء
على صعيد جلسات مجلس الوزراء لإنجاز درس الموازنة وإقرارها يعقد المجلس جلسة صباح اليوم تستمرّ حتّى الاولى بعد الظّهر وستركز الجلسة اليوم على سلفة الكهرباء وموضوع المساعدات الاجتماعية للمتقاعدين وغيرها من البنود العالقة.
وكان وزير الطاقة وليد فياض أكّد “أنّنا أمام خيارَين إمّا أن تقرّ هذه السلفة أو نرفع تعرفة الكهرباء للتمكّن من زيادة ساعات التغذية”. وقال” لا أريد سلفة للكهرباء وتكفي زيادة التعرفة على الفواتير لشراء المحروقات وفرض توازن مالي”.
وقد حدد مشروع موازنة العام 2022 اعتمادا يوازي حوالي 225 مليون دولار فيما تؤكد أوساط وزير الطاقة والمياه ان الحاجة الفعلية لهذه السنة لا تقل عن 400 مليون دولار ما يعني إما رفع العرفة او الاتكال على سلفة جديدة تأتي من مصرف لبنان وهو الامر المستبعد في هذه الظروف. وتتساءل هذه المصادر عن مصدر الاموال التي يجب تأمينها ايضا لتمويل شراء الفيول من العراق وكهرباء الاردن والغاز المصري، فهذه قروض ويجب تغطيتها بالعملة الصعبة، مما يعني ان مشكلة اساسية تواجه وزارة الطاقة في العام المالي الحالي في حال لم يتم رفع تعرفة الكهرباء، متسائلة عن الالية التي وضعت لتحديد التعرفة الجديدة التي تؤمن التوازن المالي بالنسبة لمؤسسة #كهرباء لبنان في هذه الظروف.
الجمهورية
إستنفار سنّي لاحتواء “الإنكفاء”.. وقلق دولي على “اليونيفيل” ومن تعطيل الانتخابات
مطحنة الأزمة الداخلية على دورانها من سيئ الى اسوأ منذ 774 يوماً، والمناخ السياسي منذ 17 تشرين الاول 2019 ماضٍ في تناقضاته وتقلّباته، وإخضاع المشهد الداخلي لمراوحة أُقفلت فيها كل ابواب الحلول. ومع انطلاق موسم الانتخابات النيابية باتت الصورة الداخلية مؤهّلة اكثر لتقلّبات اضافية واهتزازات على غير صعيد، تُبقي البلد عرضة لاحتمالات غير واضحة المعالم.
وإذا كان «الحدث الحريري» هو الطاغي على هذا المشهد، في ظلّ القراءات المستمرة لمرحلة ما بعد قرار الرئيس سعد الحريري بمغادرته وتيار «المستقبل» الحياة السياسية، فإنّ الوقائع الداخلية، السياسية بشكل عام، والسنّية على وجه الخصوص، بدأت تشي بتوجّه نحو التسليم بمغادرة الحريري كأمر واقع، واحتواء أي ارتدادات اوانعكاسات لقراره على المشهد السياسي بشكل عام وعلى المشهد السنّي بشكل خاص.
السنّة مُستَفزَّون
ويندرج في هذا السياق حضور المراجع السنّية السياسية والدينية في صدارة هذا المشهد، حيث تؤكّد مصادر مسؤولة في هذا الجانب لـ«الجمهورية»، انّ «المستويات السنّية السياسية والدينية مستفَزَّة من بعض أطراف الانقسام الداخلي، التي بدأت تتعامل مع المكوّن السنّي وكأنّه قد فقد توازنه وتفكّك واندثر، وذلك عبر مسارعتها الى الاستثمار على قرار الرئيس الحريري، ومحاولة وراثته، وكذلك وراثة تيار «المستقبل» وجمهوره وتسخيره كعنصر ملحق بها، وسوقه في الاتجاه الذي يخدم غاياتها السياسية والانتخابية».
وبحسب المصادر عينها، فإنّ اللقاء العاجل الذي عُقد في السرايا الحكومية بالأمس بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، هدف الى قطع الطريق على هذا المنحى المسيء للطائفة السنّية، والتأكيد على حضورها الفاعل والأساسي ودورها الأساس في الحياة السياسية، الذي لا يتأثر بأي عوامل، او محاولات لإضعافه او تنتقص منه سواء أكانت مقصودة او غير مقصودة.
وتشير المصادر، إلى انّ زيارة المفتي دريان الى السرايا الحكومية، تنطوي على استشعار لدقّة الوضع الذي استجدّ بعد قرار الرئيس الحريري، وضرورة وقف التفسيرات والتأويلات وأي محاولة لإرباك الساحة السنّية. وفي اللقاء مع الرئيس ميقاتي تمّ استعراض التطورات الاخيرة، وتوقفا عند قرار الرئيس الحريري وما يحيط به، مع التشديد على صيانة الواقع السنّي والنأي به عن أي اختلال، وخصوصاً انّ هذا الاختلال لا يطال الطائفة حصراً بل تأثيراته ستشمل مجمل الصورة في لبنان السياسية وغير السياسية.
ووفق المعلومات الرسمية، فإنّ ميقاتي قدّر لمفتي الجمهورية «حكمته والمواقف الوطنية التي يعبّر عنها، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة، وبالدور الجامع الذي تمثله دار الفتوى». وقال: «إن التحدّيات الكبيرة التي تواجه لبنان واللبنانيين تتطلّب اولاً وحدة الصف الوطني بين جميع المكونات اللبنانية، ووحدة الصف الإسلامي. ونحن نعوّل على حكمة سماحته وتوحيد كل الجهود في سبيل جمع الشمل».
اما المفتي دريان فثمّن عالياً «الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء في شتى المجالات، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، حيث يقارب المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء». واكّد انّ دار الفتوى «حاضنة لجميع اللبنانيين وتشكّل رمز الاعتدال والانفتاح على كافة المكوّنات اللبنانية».
وبعد اللقاء قال ميقاتي رداً على سؤال: «صحيح أنّ الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الإنتخابات النيابية، لكن نحن حتماً لن ندعو الى المقاطعة السنّية لما فيه خير الطائفة، ومن يرغب بالترشح فليترشح، والإنتخابات حاصلة في موعدها المحدّد في 15 أيار المقبل».
ومن السرايا انتقل الرئيس ميقاتي والمفتي دريان الى المسجد العمري الكبير وسط بيروت، حيث ادّيا صلاة الجمعة، وفيها اكّد إمام المسجد الشيخ محمد عكاوي في خطبة الجمعة «أهمية التعاون ووحدة الصف الإسلامي والعمل معاً لمواجهة التحدّيات التي يمر فيها الوطن». مشدّداً على أهمية دور رئاسة الحكومة ودار الفتوى في هذه المرحلة الحرجة التي يمر فيها البلد.
ولدى مغادرته المسجد سُئل الرئيس ميقاتي عن موضوع المشاركة في الانتخابات النيابية فأجاب: «ليس المهم المشاركة الشخصية في الانتخابات أو عدمها، فالانتخابات في موعدها، ونحن لدينا غنى في الطائفة وكل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات».
ورداً على سؤال آخر قال: «الانتخابات في موعدها والطائفة السّنية أساسية ولا يمكن أن تقاطع الانتخابات، وما يعنينا بالدرجة الاولى أن تبقى الدولة ومؤسساتها قائمة وفاعلة».
بدوره قال الرئيس فؤاد السنيورة، انّ ما قاله الرئيس ميقاتي حول موضوع مقاطعة الانتخابات امر جيد، ولا قرار لديّ بالدعوة الى مقاطعتها».
تحرّك دولي
في هذه الأثناء، وفي موازاة الكم الهائل من القراءات والتفسيرات والتأويلات التي احاطت بموضوع الانتخابات النيابية، والتي زرعت نوعاً من التشكيك في إمكان إجرائها في موعدها المحدّد في ايار المقبل، تكثّف الحضور الدولي على هذا الخط، للتأكيد على إتمام هذا الاستحقاق في موعده دون أي معوقات.
وبحسب المعلومات، فإنّ حركة السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو واللقاءات التي يجريانها، تصبّ في هذا الاتجاه، وكذلك الحركة الأممية التي تقودها منسّقة الأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا، التي اكّدت للرؤساء الثلاثة والقيادات الروحية على إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد. وكذلك التأكيد على مسألة غاية في الأهمية مرتبطة باستهداف قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، وهو الامر الذي تنظر اليه الامم المتحدة بقلق بالغ. وقال مسؤول اممي لـ«الجمهورية»: انّ «التحقيقات في الاعتداء على «اليونيفيل» اثبتت انّه متعمّد، في الوقت الذي تمارس فيه هذه القوات دورها وفق ما تقتضيه مهمتها، وبطبيعة الحال فإنّ هذا الامر لن يؤثر على عملها. مع تجديد الدعوة الى كل الأطراف لاحترام قوات الامم المتحدة ودورها في حفظ السلام، كما الالتزام بمندرجات القرار 1701».
يشار في هذا السياق، الى انّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استقبل امس، فرونتسكا في زيارة هي الثانية لها الى الصرح البطريركي في بكركي خلال اسبوع، وجدّد الراعي إدانته الاعتداء الذي تعرّضت له دورية للقوات الدولية «اليونيفيل» في جنوب لبنان الاسبوع الماضي، مؤكّداً على دور هذه القوى مشكورة في حفظ الامن والسلام في تلك المنطقة.
لبنان تحت المجهر
الى ذلك، أبلغت مصادر ديبلوماسية أوروبية الى «الجمهورية» قولها، «إنّ الوضع في لبنان في هذه الفترة، تحت المجهر اكثر من اي وقت مضى».
ولفتت المصادر الى انّ «دول الاتحاد الاوروبي اخذت علماً بقرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، واعتبرته شأناً داخلياً خاصاً، ولا ترى في هذا التطور ما يبعث على الاعتقاد بأنّه يشكّل عامل «لا استقرار» في لبنان».
الّا انّ المصادر، أبدت حذرها ممّا سمّتها «بعض الإثارة» التي بدأت تظهر وتحيط الانتخابات النيابية في لبنان بتشكيك في إمكان اجرائها في الربيع». وقالت: «من الضروري جداً ان تجري هذه الانتخابات، باعتبارها تشكّل استجابة لمطلب الشعب اللبناني لإعادة انتاج صورة سياسية افضل».
وحذّرت المصادر من انّ «عدم اجراء الانتخابات رسالة اكثر من سلبية للمجتمع الدولي، بل بمعنى اوضح، هو تحدٍ للمجتمع الدولي. ما قد يعرّض لبنان لأذى كبير تتسبب به الجهات التي تسعى الى هذا التعطيل. ولقد سبق للمجتمع الدولي أن اكّد على كل مستوياته أنّه لن يتأخّر في إجراءات عقابية رادعة للمعطلين».
وخلصت المصادر الى القول: «الشعب اللبناني يريد الانتخابات، ونحن متيقّنون انّ هذا الشعب لن يقبل بذلك».
حماية الاستقرار
وفي السياق نفسه، رفضت مصادر ديبلوماسية عربية إبداء اي تعليق على قرار الرئيس سعد الحريري بمغادرة الحياة السياسية، واكتفت بالقول: «لطالما كانت علاقتنا طيبة مع الرئيس الحريري، وهو شخصية نقدّرها ونحترمها، ولكن في ما خصّ قراره فليس لدينا أي تعليق».
ولفتت المصادر التي تمثل دولة عربية بارزة، الى «انّ الحل او الحلول لأزمة لبنان ينبغي ان تصدر منه اولاً، ومسؤولية كل الاطراف ان تتفق على بلورة هذه الحلول، ومن ثم يأتي دور الاشقاء والاصدقاء».
واشارت المصادر، الى انّ «ما تريده الأسرة العربية للبنان هو ان يتجاوز ازمته وينعم بالاستقرار، ويجنّب كل ما من شأنه ان يمسّ هذا الاستقرار ويخلق اجواء توتر تلحق الضرر الكبير باللبنانيين وتفاقم الأزمة التي يعانونها».
ورسمت المصادر خارطة اولويات أمام كل الاطراف اللبنانيين، تتلخص بما يلي»
– اولاً، دعم الحكومة اللبنانية، والالتفاف حولها لتتمكن من إجراء الاصلاحات الكفيلة بوضع لبنان على سكة الخروج من الأزمة. ونحن نقدّر ما يبذله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا المجال.
– ثانياً، عدم الوقوع في خطأ تعطيل الانتخابات، حيث لا بدّ من إجرائها في موعدها، ولا نرى مصلحة للبنان في تعطيل هذا الاستحقاق. علماً اننا نسمع من كل القيادات اللبنانية ومن كل المسؤولين ما يؤكّد انّ هذه الانتخابات ستجري. الّا انّ المناخ السائد حالياً في لبنان بدأ يزرع القلق على هذه الانتخابات.
ثالثاً، انّ العرب بأجمعهم، يريدون مصلحة لبنان، وعلى لبنان أن يبادلهم بالمثل، والمبادرة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي الى لبنان تشكّل فرصة لإعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج. فهناك هواجس لدى دول الخليج لا بدّ من ان يعمل لبنان على تبديدها، من خلال إجراء نهائي وحازم بعدم التدخّل في شؤون اي دولة عربية، ما يعني الهجومات التي يشنّها بعض الأطراف اللبنانيين في اتجاه بعض دول الخليج، فهذا الامر أساء لتلك الدول، فضلاً عن انّه إن استمر على هذا المنحى المتفلّت، سيلحق الضرر الكبير جداً بلبنان، وسيُبقي أبواب الأشقاء موصدة في وجهه. ولا يقلّ خطورة عن ذلك موضوع المخدرات واستمرار عمليات التهريب في اتجاه تلك الدول، وهو ما يتبدّى في ما يُكشف عنه في المطار او في المرفأ. إذ انّ لبنان لا يستطيع ان يبقى في موقع العاجز عن ضبط هذا الامر.
الردّ على الورقة
في هذه الأجواء، من المقرّر أن يحمل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى الكويت اليوم، ردّ لبنان على الورقة الخليجية. وقد كان هذا الردّ محل نقاش بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية. وقد عرضت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» ما يفيد مضمونه، مشيرة الى انّه:
– تجنّب الدّوس على اي لغم داخلي.
– لم يأتِ على ذكر القرار 1559، بل اكّد التزام لبنان بشكل عام بقرارات الشرعية الدولية.
– يعكس تاكيد لبنان الرسمي، رفضه التدخّل في شؤون أي دولة عربية.
– يعكس توجّهات الحكومة اللبنانية لناحية توفير الدعم الكامل للجيش وسائر الاجهزة الامنية. وذلك لناحية إجراء الاصلاحات والانتخابات النيابية.
– يؤكّد على الإجراءات المشدّدة التي تُتخذ لمنع التهريب، والتي ادّت الى قمع العديد من المحاولات وتوقيف المهرّبين لمعاقبتهم.
ردّ سلبي
الّا انّ المصادر عينها، لا تبدي تفاؤلًا حيال الردّ الخليجي على الردّ اللبناني، بل تتوقع رداً سلبياً بصورة مباشرة او غير مباشرة، كون هذا الردّ لم يقدّم التزاماً بتنفيذ القرار 1559 الذي يرتبط ضمناً بنزع سلاح «حزب الله»، كما انّه لا يتضمن ايّ التزام بالبند الأساس الوارد في الورقة الخليجية والمتعلق بوقف ما تسمّيه دول الخليج العدوان اللفظي الذي يمارسه «حزب الله» ضدها.
وفي سياق متصل، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في خطبة الجمعة امس، «للإخوة في مجلس التعاون الخليجي، العدو إسرائيل وليس العرب، والخطر يكمن في تل أبيب وليس في الضاحية. نحن جزء من العرب وأوجاعها. وحين تحترق بلاد العرب لا يمكن أن نكون حياديين، لأنّ الأخ لا يمكنه ترك أخيه للنار».
اضاف: «نصيحة من صميم القلب للتعاون الخليجي، كنا نقول «الخليج بخير نحن بخير»، والآن نقول لكم «أطفئوا محركات الطيران والصواريخ عن اليمن، لتعود أيام الخير للخليج والعرب»، والحل لا يبدأ بالقرار 1559، ولا بالقرار 1701، بل بقرار عربي يعيد العرب للعرب. وسلاح المقاومة ضمانة للعرب وليس عليها، وضمانة لبنان».
الشرق الأوسط
ميقاتي والسنيورة: لا دعوة لمقاطعة السنّة للانتخابات اللبنانية
دار الفتوى تجري مشاورات مع شخصيات سنية ووطنية
أعلن، أمس، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، عدم نيتهما الدعوة لمقاطعة السنّة للانتخابات النيابية المقبلة، وذلك بعد علامات الاستفهام التي طرحت حول ما سيكون عليه موقف الطائفة السنّية وشخصياتها، إثر إعلان رئيس «تيار المستقبل»، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، عزوفه عن خوض المعركة، وتعليق عمله السياسي.
وأكد ميقاتي، أمس، إثر لقائه مفتي الجمهورية، عبد اللطيف دريان، الذي زاره في السراي قبل أن يؤديا معاً صلاة الجمعة، أن الانتخابات ستحصل في موعدها، والطائفة السنّية أساسية، ولا يمكن أن تقاطع الانتخابات، وأكد رداً على سؤال لأحد الصحافيين: «صحيح أن الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الانتخابات النيابية، لكن نحن حتماً لن ندعو إلى المقاطعة السنية لما فيه خير الطائفة، ومَن يرغب بالترشح فليترشح، والانتخابات حاصلة في موعدها المحدد في 15 أيار (مايو) المقبل».
وهو ما عاد وأكد عليه الرئيس فؤاد السنيورة، معتبراً أن «ما قاله ميقاتي جيد، ولا قرار لديّ أيضاً للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات»، وهو ما يبدو تمهيداً لما سيكون عليه موقف دار الفتوى التي تجري مشاوراتها مع شخصيات سنية ووطنية وستصدر موقفها النهائي، بالتنسيق مع رؤساء الحكومة السابقين.
وتم التطرق خلال اللقاء الى المواضيع الراهنة، فأطلع رئيس مجلس الوزراء المفتي دريان على الجهود التي تُبذَل لتوطيد علاقات لبنان مع الأشقاء العرب، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا الإطار كان تشديد مشترك على أهمية أن يكون الرد الرسمي اللبناني على الأفكار الخليجية إيجابياً، بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه».
ولقاء دريان وميقاتي هو الأول من نوعه بعد موقف الحريري والإرباك الذي تركه في الساحة الانتخابية، بشكل عام، في لبنان والسنية بشكل خاص، لا سيما مع بعض المعلومات التي سرّبت عن أن هناك اتجاهاً لدى الشخصيات الأساسية في الطائفة لإعلان مقاطعة الانتخابات، بعدما كان رئيس الحكومة السابق تمام سلام أعلن عدم ترشحه.
ورغم أن موقف ميقاتي أتى بعد لقائه المفتي، أكدت مصادر دار الإفتاء لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يعبر أيضاً عن موقفها، رافضةً الحسم عما إذا كان سيصدر عنها موقف حول مشاركة الطائفة السنية في الانتخابات من عدمها، وأوضحت المصادر أن «المفتي دريان يجري في هذه المرحلة الحساسة سلسلة لقاءات ومشاورات مع أطراف سنية ووطنية من مختلف الطوائف، وهي بالتالي لم ولن تكون مع فريق ضد آخر، وستبقى على مسافة واحدة من الجميع». وفي حين تقول إنه «لا يمكن الحسم عما إذا كان سيصدر موقف عن المفتي»، تؤكد أنه في حال صدر سيكون موقفاً مدروساً ويتناسب مع المصلحة الإسلامية والوطنية»، مشددة كذلك على أن «عامل الوقت مهم، والاستعجال ليس مفيداً».
وكشف القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس «المركز الإسلامي للدراسات والإعلام»، لـ«الشرق الأوسط»، أن المفتي يجري اتصالات بعيداً عن الإعلام مع جهات عربية ولبنانية، على رأسها رؤساء الحكومة والفعاليات المؤثرة، لإيجاد الوسيلة الملائمة لسدّ الفراغ الذي تركه اعتكاف الحريري، مشيراً في الوقت عينه إلى أن عدداً من الأحزاب بدأ يعمل على الأرض، محاولاً استقطاب مؤيدي «المستقبل»، فيما قيادات هذه الأحزاب تتجه نحو دار الإفتاء.
ومع إشارة عريمط إلى أن الشارع والرأي العام السني، الذي يشعر بالانكسار، هو أقرب الى مقاطعة الانتخابات، يقول إن قرار المفتي والشخصيات السنية، ولا سيما رؤساء الحكومة السابقين، سيكون منسجماً، ولن يكون هناك تباين فيما بينهم، مع تأكيده على أن هذا الموقف سيكون مبنياً على أسئلة أساسية، وهي: هل المصلحة بالانكفاء أو المشاركة؟ وكيف وإلى أي مدى؟ ومع اعتباره أن الموقف اليوم سابق لأوانه، لمح عريمط المطّلع على موقف دار الإفتاء إلى أن هذا الموقف سيكون مرتبطاً بما سيكون عليه الوضع بعد رد لبنان على المبادرة الكويتية، قائلاً: «لثقتنا في أن الوضع بعد هذا الرد لن يكون كما قبله».
وكان ميقاتي استقبل، أمس، المفتي دريان، وعقدا خلوة تناولت الشؤون الوطنية الراهنة. وتحدث ميقاتي عن «تحديات كبيرة تواجه لبنان واللبنانيين، تتطلب أولًا وحدة الصف الوطني بين جميع المكونات اللبنانية، ووحدة الصف الإسلامي». وقال: «نعول على حكمة سماحته، وتوحيد كل الجهود في سبيل جمع الشمل».
من جهته، قدر المفتي دريان «الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء في شتى المجالات، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، حيث يقارب المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء». وأكد أن «دار الفتوى حاضنة لجميع اللبنانيين، وتشكل رمز الاعتدال والانفتاح على المكونات اللبنانية كافة».
وفي وقت لاحق، أدى ميقاتي والمفتي دريان صلاة الجمعة في المسجد العمري الكبير في وسط بيروت، بمشاركة السنيورة ووزير الصحة، الدكتور فراس الأبيض، حيث ركّز إمام المسجد الشيخ محمود عكاوي، في خطبة الجمعة، على «أهمية التعاون ووحدة الصف الإسلامي، والعمل معاً لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن»، مشدداً على «أهمية دور رئاسة الحكومة ودار الفتوى في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد».
ولدى مغادرته المسجد، سُئِل الرئيس ميقاتي عن موضوع المشاركة في الانتخابات النيابية، فأجاب: «ليس المهم المشاركة الشخصية في الانتخابات أو عدمها، فالانتخابات في موعدها، ونحن لدينا غنى في الطائفة، وكل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات»، وأكد في الوقت عينه أن «الانتخابات ستحصل في موعدها، والطائفة السنية أساسية، ولا يمكن أن تقاطع هذا الاستحقاق، وما يعنينا بالدرجة الأولى أن تبقى الدولة ومؤسساتها قائمة وفاعلة».
الأخبار
السعودية لحلفائها: انسوا الحريري… وإلى الانتخابات
أثناء استقباله المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، في دار الفتوى الثلاثاء الماضي، سألته عن قرار الرئيس سعد الحريري «تعليق» العمل السياسي، فبادر سيد الدار ضيفته بالقول: «الطائفة السنّية تزخر بالطاقات». أمس، وفي خطوة لافتة، زار دريان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الكبير، قبل أن يصطحبه لأداء صلاة الجمعة في الجامع العمري، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة. بعد اللقاء أكد ميقاتي «أننا لن ندعو إلى مقاطعة سنية للانتخابات. وأكيد هناك انتخابات في أيار». قبل ذلك، ليل الخميس، سلّم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بـ«اختفاء» الحريري عن الساحة السياسية، و«سنرى من ستفرز السّاحة السنّية»، معلناً أنه سيخوض الانتخابات بالتحالف مع القوات اللبنانية، ولو خسر بعض المقاعد.
هذه المرة «حسبتها» الرياض جيداً، بإبلاغها كل من يعنيهم الأمر أنه ممنوع الاعتراض على قرار «إعدام» الحريري، أو التضامن مع من كان يطلق عليه دريان «ضمانة لبنان». وممنوع أن يخرج نهاد مشنوق آخر، من دار الفتوى، ويصرح بـ«أننا لسنا قطيع غنم وتحكمنا انتخابات لا مبايعات»، كما بعد خطف رئيس الحكومة السابق في الرياض عام 2017. وممنوع أيضاً أن يقاطع السنّة الانتخابات لنزع أي ذريعة تؤدي للدعوة إلى إرجائها تحت عنوان فقدان الميثاقية.
عملياً، تريد الرياض، سريعاً، طي مرحلة سعد الحريري وأن يطوي النسيان الرجل، وعلى الجميع التفرّغ للمرحلة المقبلة. الأمر السعودي حالياً هو «إلى الانتخابات در»، مع درجة كبرى من التوتير تحت شعار «نزع سلاح حزب الله». وقد بدأ ذلك بالفعل بما سُمّي «المبادرة الخليجية» التي أعادت إحياء القرار 1559.
أمر التوتير يأتي بالتزامن مع مؤشرات من فيينا حول احتمالات كبيرة للتوصل إلى اتفاق أميركي – إيراني في شباط المقبل، بعد مفاوضات نجحت طهران في إجبار واشنطن على أن تنحصر بالملف النووي فقط. فيما كان الأميركيون وحلفاؤهم الإسرائيليون والسعوديون والإماراتيون يرغبون بأن يشمل الـ«ديل» برامج الصواريخ الدقيقة، واليمن، وما يسمّونه «أذرع» إيران في المنطقة، وفي مقدمها المقاومة في لبنان.
ممنوع أن يقاطع السنّة الانتخابات لنزع أي ذريعة تؤدي للدعوة إلى إرجائها تحت عنوان فقدان الميثاقية
بهذا المعنى، فإن إزاحة الحريري تأتي في سياق استراتيجية التوتير هذه. باتت الساحة خالية أمام سمير جعجع الذي تدغدغه أحلام الرئاسة، لـ«تزعيمه» على مجلس النواب المقبل، بعدما أدّى كل ما عليه ليصبح الحصان الوحيد الذي تراهن عليه الرياض: تآمر على الحريري حدّ إخراجه نهائياً من الحلبة، وقدّم في كمين الطيونة أوراق اعتماده كالرجل الوحيد القادر على مواجهة حزب الله. أما الأميركيون الذين كانوا يراهنون على الشارع المسيحي للحصول على «بيضة قبّان» في المجلس المقبل من 10 إلى 15 نائباً، فقد زادوا إلى رهانهم اليوم استقطاب قسم من الشارع السني لرفع غلّتهم إلى ما بين 20 و25 نائباً. وبعدما كان لافتاً رد فعلهم الفاتر على «اعتزال» الحريري، «دشّنوا» حملتهم الانتخابية بالفعل بجولة قام بها وفد من السفارة الأميركية على «تركة» الحريري من نواب عكّار أول من أمس.
بهذا، يبدو أن صفحة التمديد للمجلس النيابي الحالي طُويت (إلى حين؟)، بعدما كان الرهان على أن جنبلاط وحده من يمكن أن يجرؤ ويكفي الجميع «شرّ الانتخابات»، بإعلانه التضامن مع الحريري والعزوف وطائفته عن خوض الاستحقاق، ما يفقده ميثاقيته. علماً أن في التمديد مصلحة لزعيم المختارة الذي يفوز غالبية نوابه بأصوات سنية، كما للحريري نفسه. إذ يعني بقاءه في اللعبة، عبر نوابه في البرلمان، ويجعل قراره «تعليق» العمل السياسي «تعليقاً» بالمعنى الحرفي، لا خروجاً نهائياً. كما أنه، لجبران باسيل، فرصة لالتقاط الأنفاس، والبقاء على رأس كتلة نيابية وازنة لن ينال مثلها غالباً في الدورة المقبلة، ناهيك عن إمكانية مقايضة التمديد للمجلس بتمديد مواز لرئيس الجمهورية. فيما لا يمانع ثنائي أمل – حزب الله تمديداً في انتظار جلاء المشهد الإقليمي بعد مفاوضات فيينا والمحادثات السعودية – الإيرانية وتطورات الميدان اليمني.
عليه، تبدو الأمور متجهة إلى مزيد من التوتير في المرحلة المقبلة بالعودة إلى شعارات الـ 2005، ومزيد من الضغوط الغربية والعربية على لبنان، مع كثير من المال السياسي، من أجل تعبيد طريق المجلس أمام «البطل» الذي سينزع سلاح المقاومة!
اللواء
قرار إسلامي حاسم: لا مقاطعة للانتخابات لبقاء الدولة
الردّ اللبناني على المذكرة الكويتية اليوم: مختصر ومفيد والتزام بمنع التهريب
كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن موقفين كبيرين: الأوّل وطني، دستوري، يتعلق بإجراء الانتخابات في موعدها، والثاني وطني، ميثاقي إسلامي وكبير ايضا، يتعلق بحسم الجدل أو التخمينات بشأن ما ستقدم عليه الطائفة الإسلامية (أهل السنّة والجماعة)، فهي «لا يمكن ان تقاطع الانتخابات»، من زاوية «بقاء الدولة ومؤسساتها قائمة وفاعلة على حدّ تعبيره، ولدى الطائفة كل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات».
وجاء إعلان ميقاتي على مسمع: الرئيس فؤاد السنيورة، ووزير الصحة فراس الأبيض، بعدما ادوا الصلاة إلى جانب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في المسجد العمري الكبير في وسط بيروت، كما شارك في الصلاة رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ محمّد عساف وعلماء وحشد من المصلين.
وفي المعلومات ان اتصالات جرت بين القيادات الإسلامية الرسمية والروحية والسياسية لمناقشة الموقف من زاوية الحرص على الدور الأساسي والفاعل للسنّة في بناء الدولة، وعدم الاستنكاف عن الدور الميثاقي في ولادة لبنان الكبير، فضلا عن مرحلتي الاستقلال والميثاق الوطني، ورسم السياسات الداخلية والخارجية لهذا البلد.
ومن المتوقع ان تستمر المشاورات بما يشبه العملية المفتوحة لملاقاة التطورات المتوقعة في ما خص الوضع في لبنان.
وكان المفتي دريان زار السراي الكبير والتقى الرئيس ميقاتي، وجرى التداول في الوضع المستجد في البلاد، بعد قرار الرئيس سعد الحريري عدم الترشح للانتخابات ودعوة تيّار المستقبل لحذو حذوه، وإرسال الرد اللبناني الرسمي على الأفكار الخليجية لإعادة بناء الثقة مع لبنان إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية.
وجرى الاتفاق على ان يكون الرد اللبناني ايجابيا، بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه.
وفي السياق نفسه، أعلن بهاء الدين الحريري الابن البكر للرئيس الشهيد رفيق الحريري تضامن العائلة والشراكة داخلها. واعلن: بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها. سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واي تضليل او تخويف من فراغ على مستوى اي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط اعداء الوطن، فما بالكم التخويف بالفراغ في اكبر طائفة في لبنان التي لي شرف الانتماء اليها. مستمرون في ما تعلمناه من والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تعلمنا اننا،نحن اهل الاعتدال لا التطرف، نحن اهل الإعمار لا الانهيار، نحن اهل المواطنة لا التفرقة، نحن اهل السيادة لا الارتهان، نحن اهل العمق العربي».
وختم: «ابن الشهيد رفيق الحريري ما بيترك لبنان ، موجودين معكم وقريبا جدا بيناتكم. عاش لبنان حرا سيدا مستقلا».
الرد على مذكرة الخليج
وفي تطور آخر، يغادر اليوم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب حاملاً الرد اللبناني الرسمي الى الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد غداً السبت في الكويت، والذي استكمله امس بلقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ووِصف بأنه «ردّ مختصر لا يتجاوز الصفحة وربع الصفحة، اعده بو حبيب بالتنسيق مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، ومستوحى في اكثر من مضمون البيان الوزاري للحكومة، واكد التزام البنود الخليجية من النأي بالنفس، ومكافحة تصدير المخدرات، والالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701». لكن مصادر رسمية مطلعة قالت لـ«اللواء»: ان الرد يتضمن جوانب كثيرة يمكن ان تُقنع الوزراء العرب خاصة انه يتطرق الى أمور تفصيلية وليس إنشائية وعمومية.
وحسب المصادر الرسمية، ان الحكومة تؤكد في رسالة إلى دول الخليج ان لبنان لن يكون منطلقا للتحركات التي تمس بالدول العربية.. وهذا ما ستقوم به لمنع التهريب.
وأضافت المصادر ان «الحكومة اللبنانية تؤكد في رسالة إلى دول الخليج، ان لبنان لن يكون منطلقا للتحركات التي تمس بالدول العربية»، موضحة ان «الحكومة اللبنانية، تؤكد الالتزام قولا وفعلا بسياسة النأي بالنفس».
وكشفت المصادر، إلى ان «الحكومة اللبنانية، ستبلغ دول الخليج العربية، بأنها ستعزز الإجراءات لمنع تهريب المخدرات».
وكشفت مصادر وزارية ان رد الحكومة اللبنانية على الورقة الكويتية، تضمن أجوبة مقبولة على كل النقاط والمطالب الواردة فيها، استنادا الى الثوابت الاساسية للدولة، وتحديدا ما تضمنه البيان الوزاري للحكومة، والمواقف التي اتخذتها علانية على لسان رئيسها في الاشهر الماضية من مختلف التطورات في المنطقة، والاحداث والاعتداءات التي تعرضت لها بعض دول الخليج العربي.
وحددت المصادر نقطتين او مطلبين اساسيين بالورقة، بقيت الاجابة عليهما عمومية، وغير حاسمة، الاولى فيما يتعلق بموقع لبنان وسياسته العربية والدولية والثانية موضوع تنفيذ القرارات الدولية، ولاسيما القرارين،1860و1559.
وقالت المصادر انه برغم تأكيد الحكومة التزامها تنفيذ القرارات الدولية، ولاسيما القرار1701، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لذلك ،الا انها لم تحدد آلية او موعدا لتنفيذ القرارين المذكورين، بل ذهبت الى ابعد من ذلك، عندما طلبت مساعدة عربية، لوضع تصور معين، لتنفيذ هذين القرارين، لصعوبات محلية واقليمية تحوول دون تنفيذهما، ما يعني ضمنا استنادا للمصادر، تبريرا حكومياً لبقا، لتجنب اعطاء اي التزامات لا تستطيع الحكومة تنفيذها، وتجنبا لاشكالات وتفاعلات داخلية يمكن حدوثها. اما بالنسبة لسياسة لبنان العربية والدولية، ومع تأكيدات الحكومة في جوابها الالتزام بسياسة الناي بالنفس وحرصها على اقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، ومنع كل ما يسيء الى هذه الدول، الا انها لم تحدد ماهية هذه الإجراءات، وما اذا كانت قادرة بالفعل على منعها، وعدم تكرارها، ولاسيما قيام حزب الله، باستغلال الاراضي اللبنانية، للتهجم على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.
وفي الإطار أوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الجواب اللبناني الرسمي على المذكرة الكويتية صار واضحا ومتضمنا لتأكيد واضح على الحرص على أفضل العلاقات مع دول الخليج والعمل في هذا الاتجاه بشكل متواصل والتعاون في جميع المجالات . وعلمت اللواء من المصادر نفسها أن هناك اتفاقا على الصيغة التي يحملها وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب إلى الكويت اليوم مع الإبقاء على المقترح العملاني الأساس لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإنشاء لجنة متابعة أو لجنة لبنانية- خليجية من اجل معالجة أي شوائب تعتري صفو العلاقات بين لبنان ودول الخليج.
وفي مجال آخر أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن النقاش في مشروع الموازنة مستكمل لا سيما أن هناك نقاطا تستدعي تعديلها وايضاحها وليس معروفا ما إذا كانت ستبت في جلسة اليوم ولا سيما الدولار الجمركي وهناك مقترحات بأن يكون على مراحل.
وفي إطار استكمال مناقشات الموازنة ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء صباحا في السراي الحكومي لاستكمال درس مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022. وانتهت الجلسة قرابة الثانية عشرة ظهراً.وسيستكمل البحث في جلسة تعقد عند الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت. سيعقد المجلس جلسة اليوم صباحاً تستمرّ حتّى الاولى بعد الظّهر، لإستكمال البحث في البنود العالقة مثل السياسة الضريبية والدولار الجمركي، وسلفة الكهرباء وموضوع المساعدات الاجتماعية للمتقاعدين وغيرها من البنود العالقة وعددها نحو 17.
وقد نقل عن وزير الطاقة وليد فياض قوله: أنّنا أمام خيارَين إمّا أن تقرّ هذه السلفة أو نرفع تعرفة الكهرباء للتمكّن من زيادة ساعات التغذية، وانا لا أريد سلفة للكهرباء وتكفي زيادة التعرفة على الفواتير لشراء المحروقات وفرض توازن مالي.
ولم يتحدث وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي بعد الجلسة لعدم وجود قرارات او إجراءات يُحكى عنها، لكن مصادر وزارية قالت لـ «اللواء» ان المجلس استمع الى شرح مفصّل من وزير المال يوسف خليل حول التقرير الذي رفعه الى الوزراء وكان بمثابة فذلكة الموازنة، وجرى نقاش مستفيض في كثير من البنود بشكل جدي وعلمي وموضوعي وبعيد عن الشعبوية، وان سقف النقاشات كان عدم تكليف المواطن اي اعباء مالية والبحث عن بدائل منطقية لرفد الواردات، وقد قدم الوزراء الكثير من المقترحات البديلة للضرائب والرسوم بشكل عملي وجدي.
مرشحتان فقط رسمياً
على الصعيد الانتخابي، كشف مدير عام شركة «الدولية للمعلومات» جواد عدرا، عبر «توتير»، أن «عدد المرشحين والمرشحات بعد 17 يوماً على فتح باب الترشح وصل إلى مرشحتين فقط، مقارنة بـ74 للفترة ذاتها في العام 2018».
وعلمت «اللواء» ان المرشحتين هما: خلود الوتار عن دائرة بيروت الثانية، وجوزيفين زغيب عن دائرة كسروان- جبيل.
المساعدات الاجتماعية نافذة
من جهة ثانية، وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر أمس، المرسوم الرقم 8742 تاريخ 28 كانون الثاني 2022، القاضي بتشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لمدة ست سنوات غير قابلة للتجديد على النحو الآتي: القاضي المتقاعد في منصب الشرف السيد كلود كرم رئيساً، المحامي فواز كبارة نائباً للرئيس، القاضية المتقاعدة في منصب الشرف السيدة تيريز علاوي والدكتور على بدران والدكتور جو معلوف والدكتور كليب كليب أعضاء.
وسوف يؤدي الاعضاء الستة اليمين قبل مباشرتهم مهامهم، على أن ينظموا التصاريح عن الذمة المالية والمصالح ومعاقبة قانون الاثراء غير المشروع ويرفعون السرية المصرفية عن حساباتهم وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين.
كما وقع عون المرسوم الرقم 8737 تاريخ 28 كانون الثاني 2022 القاضي باعطاء مساعدة اجتماعية موقتة لجميع العاملين في القطاع العام مهما كانت مسمياتهم الوظيفية والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعد، وإعطاء وزارة المالية سلفة خزينة من اجل تمكينها من سداد هذه المساعدة.
كذلك، وقع الرئيس عون المرسوم الرقم 8738 تاريخ 28 كانون الثاني 2022، القاضي باعطاء منح تعليم بصورة موقتة للمستخدمين والعمال عن العام الدراسي 2021-2022.
ووقع الرئيس عون أيضا المرسوم الرقم 8739 تاريخ 28 كانون الثاني 2022 القاضي باعطاء تعويض نقل شهري مقطوع للعسكريين في الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة والضابطة الجمركية وشرطة مجلس النواب من مختلف الرتب بقيمة مليون و200 الف ليرة لبنانية يضاف الى تعويض الانتقال اليومي المستحق للعسكريين. ويعمل بالمرسوم فور نشره في الجريدة الرسمية.
كذلك، وقع الرئيس عون المرسوم الرقم 8740 تاريخ 28 كانون الثاني 2022 القاضي بتعديل قيمة بدل النقل اليومي الذي يتوجب على صاحب العمل ان يعطيه للاجير عن كل يوم حضوري فعلي الى مركز العمل والمنصوص عنه في المادة الأولى من القانون الرقم 217 تاريخ 30/3/2012 (إعطاء الاجراء تعويض إضافي) بحيث تصبح 65 الف ليرة لبنانية. ويعمل بالمرسوم فور نشره في الجريدة الرسمية.
ووقع ايضاً لمرسوم الرقم 8741 تاريخ 28 كانون الثاني 2022 القاضي بتعديل مقدار تعويض النقل الموقت للعاملين في القطاع العام بحيث يصبح 64 الف ليرة لبنانية عن كل يوم حضور فعلي. ويعمل بالمرسوم فور نشره في الجريدة الرسمية.
وفي سياق الدعم الاجتماعي، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار بعد لقائه رئيس الجمهورية أنّ نحو ٥٠٠ الف تسجلوا على منصة «دعم» للبطاقة التمويلية وبرنامج «امان». وقال إنّ «المهلة تنتهي منتصف ليل ٣١ كانون الثاني، والدفع يبدأ تباعاً بعد التدقيق في الاول من اذار لنحو ١٥٠ الف عائلة الاكثر فقراً بالدولار الاميركي».
برنامج زيارة غالاغير
الى ذلك افاد موقع «فاتيكان نيوز» ان أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير يزور لبنان من يوم الاثنين 31 من الشهر الحالي ولغاية 4 شباط المقبل، للقاء المرجعيات السياسية والدينية، تعبيراً عن «قلق البابا فرنسيس وقربه من الشعب اللبناني والكنيسة في هذه المرحلة الصعبة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا».
اضاف: وتصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لقيام العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي ولبنان، والذكرى الخامسة والعشرين لزيارة القديس يوحنا بولس الثاني الرسولية إلى البلاد في العاشر من أيار 1997 لمناسبة توقيع الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس «رجاء جديد للبنان» ثمرة السينودس الذي عقد في روما عام 1995. ويعود أيضا إلى عام 2012، لعشر سنوات خلت، الزيارة الرسولية للبابا بنديكتوس السادس عشر وفي تلك المناسبة أيضا، وقع في بيروت الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس «الكنيسة في الشرق الأوسط»، عقب سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط الذي عقد عام 2010.
وسيلتقي غالاغير خلال اقامته المسؤولين والبطاركة والأساقفة الكاثوليك والأرثوذكس، بالإضافة إلى القادة الدينيين المسلمين من سنة وشيعة ودروز، وشخصيات من عالم الثقافة والسياسة. كما سيزور بعض الأماكن والجماعات، وسيشارك في افتتاح الندوة حول «يوحنا بولس الثاني ولبنان» التي تنظمها جامعة الروح القدس الكسليك.
900098 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي، عن تسجيل 8116 إصابة جديدة بفيروس كورونا، رفعت العدد التراكمي للاحالات المثبتة منذ 21 شباط 2020 إلى 900098.
مشيرةً إلى أنّه «تمّ تسجيل 17 وفاة جديدة خلال السّاعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيّات إلى 9561»
نداء الوطن
“صحوة سنّية” من “سكرة العزوف”: ما بعد… سعد
بهاء الحريري يستكمل “المسيرة”: لا تفكّك في العائلة ولا فراغ في الطائفة
لأنّ “الطبيعة” لا تقبل الفراغ، كان المشهد السنّي أمس “طبيعياَ” في زمانه وأوانه تحت عباءة دار الفتوى درءاً للإحباط ورأباً للصدع وشتات الأمر بين أبناء الطائفة السنية غداة انسحاب الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي وعزوفه، ترشّحاً وترشيحاً، عن خوض المعترك الانتخابي المقبل، فكان لا بد بالتالي من المسارعة إلى تلقف راية الزعامة السنية التي هوت، لئلا تتشلع تحت وطأة تناتشها بين ضفتي “الرايات السود” و”القمصان السود” فينهش التطرف بجناحيه السني والشيعي لحم الاعتدال الحيّ في غمرة اختلال التوازن العاطفي والسياسي الذي خلّفه “عزوف” الحريري على أرضية قاعدة شعبية مترامية الأطراف بين بيروت والمناطق.
وبهذا المعنى، بدت صورة زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى السراي الكبير أمس، وما أعقبها من صلاة جُمعة جامعة للأبعاد الدينية والسياسية في اتحاد دار الفتوى والسراي الحكومي، أشبه بـ”صحوة سنية” من “سكرة عزوف الحريري”، على ما وصفتها مصادر مواكبة، توكيداً على أنّ الطائفة السنية لا تزال “متماسكة وممسوكة” ولا خوف عليها من التشرذم والتشتت، إنما هي قادرة على تجاوز كبوتها الراهنة واستنهاض أبنائها من “الصدمة النفسية التي خلفها قرار عزوف سعد الحريري وتهيئتهم نفسياً وانتخابياً إلى ضرورة التعامل بواقعية مع الواقع الجديد والشروع في الانتقال السلس نحو مرحلة ما بعد… سعد”!
وكما كان شكل الحدث، كذلك أتى مضمونه متسقاً ومتناسقاً مع الجهود المبذولة لتظهير التماسك على الساحة السنية، لا سيما في ما يتصل بمقاربة الاستحقاق الانتخابي المرتقب، حيث كان الكلام واضحاً وصريحاً إثر لقاء رئيس الحكومة ومفتي الجمهورية في معرض إبداء رفض قاطع لأي مقاطعة سنّية للانتخابات المقبلة في أيار… “فصحيح أن الرئيس الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الانتخابات النيابية، لكن نحن حتماً لن ندعو الى المقاطعة السنية لما فيه خير الطائفة، ومن يرغب بالترشح فليترشح، والإنتخابات حاصلة في موعدها المحدد في 15 أيار المقبل”، وفق ما جزم ميقاتي، قبل أن يعود ويشدد، بُعيد مشاركته في صلاة الجمعة في المسجد العمري الكبير إلى جانب المفتي والرئيس فؤاد السنيورة ووزير الصحة فراس الأبيض وأمين عام مجلس الوزراء ورئيس المحاكم الشرعية السنية العليا ولفيف من العلماء والمشايخ السنة، على أنّ “الطائفة السنية لديها كل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات ولا يمكنها أن تقاطع، وما يعنينا بالدرجة الاولى أن تبقى الدولة ومؤسساتها قائمة وفاعلة”… وهو موقف نوّه به السنيورة وأثنى عليه مكتفياً بالقول رداً على أسئلة الصحافيين: “ما قاله الرئيس ميقاتي بخصوص عدم مقاطعة الانتخابات أمر جيد ولا قرار أيضا لدي بالدعوة لمقاطعتها”.
وكان المفتي دريان، قد أعرب خلال زيارته السراي الحكومي عن تقدير “الجهود التي يبذلها رئيس مجلس الوزراء في المجالات شتى، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، حيث يقارب المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء”، بينما ثمّن ميقاتي “حكمة سماحته والمواقف الوطنية التي يعبر عنها لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة، والدور الجامع الذي تمثله دار الفتوى”.
وتزامناً، اكتمل اليوم السنّي الحافل بالمواقف المتلقفة لكرة نار “العزوف” السياسي والانتخابي للحريري، بدخول شقيقه بهاء على ساحة الأحداث من بوابة إشهار عزمه على حمل راية الحريرية السياسية واستكمال مسيرة والده، قائلاً في كلمة متلفزة: “سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط أعداء الوطن، فما بالكم التخويف بالفراغ في أكبر طائفة في لبنان التي لي شرف الانتماء اليها”.
وإذ أكد رفض التخلي عن المسؤولية “بوضع جميع إمكانياتنا في سبيل نهضة لبنان”، أردف مضيفاً: “عائلة الشهيد رفيق الحريري الصغيرة كما عائلته الكبيرة لم ولا ولن تتفكك، وبالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها (…) ومستمرون في ما تعلمناه من والدي أننا أهل الاعتدال لا التطرف، الإعمار لا الانهيار، المواطنة لا التفرقة، السيادة لا الارتهان، وأهل العمق العربي”.
الأنباء
رسالة جنبلاط ترفض تسليم البلد.. لبنان أنجز الرد على ورقة الكويت وحراك غربي في بيروت
مرة جديدة يثبت وليد جنبلاط أنّه الأحرص على التوازنات الداخلية، والتي يقيسها بميزان من ذهب، وكذلك مواقفه في ظل الأزمة الحالية. هو الذي لا تحدّه حدود، يبقى حريصاً على التنوّع في لبنان، على المكوّنات، دورها، ووجودها.
كل العلاقة الثابتة والتاريخية والوجدانية مع السنّة وتيار المستقبل لا يستخدمها ليسمح لنفسه بالتدخّل في شؤون السنّة، علماً أنّه “دولة الأمة”، وهم ليسوا طائفة بقدر ما لهم علاقة أساسية ووجودية وثيقة بالدولة، ومَن يأخذ لنفسه طائفة الدولة يكون مجتمعاً مفتوحاً على الجميع. هكذا هم السنّة في لبنان، والذين تجلّت صورتهم ودورهم مع رفيق الحريري، واستمرّت المسيرة مع سعد الحريري.
لم يشأ جنبلاط التحدّث عن أحد غيره، مع الحرص على العلاقة والتحالف الثابت مع البيئة الحاضنة لتيار المستقبل، حرصاً على التوازن واستعادته بالمعنى السياسي والسلمي للحفاظ على لبنان كدولة فريدة في هذا الشرق.
ما كاد جنبلاط يطلق رسائله ومواقفه بميزان الجوهرجي، حتى بدأ التفاعل مع الموقف حركةً سريعة لمفتي الجمهورية، عبد اللطيف دريان، باتّجاه السراي الحكومي، واللقاء مع الرئيس نجيب ميقاتي، ومواقف واضحة، حول عدم مقاطعة السنّة للانتخابات، وفيما بعد تأكّد الموقف من قِبل الرئيس فؤاد السنيورة بعد صلاة الجمعة.
جاءت المواقف بعد دعوة من جنبلاط إلى عدم ترك الساحة والمقاطعة أو الانسحاب، لأنّه لا يمكن تسليم البلد للآخرين. قالها بوضوح: “شعرنا باليُتم عندما اغتيل رفيق الحريري واستمرّينا”.
والمقصود الأبعد أنّ الظروف الخاصة التي تحيط بالحريري ودفعته إلى العزوف، يفترض أن تُبقي السنّة في قلب المعادلة لأنّ لا ميزان ولا توازن بدونهم.
وعلى وقع الترقّب لما ستأتي به التحركات السياسية والانتخابية في المرحلة المقبلة، يستكمل لبنان البحث في إنجاز الإجابة على الورقة الكويتية حيث سيُعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد، وسيكون الملف اللبناني حاضراً على الطاولة، بحسب معلومات “الأنباء” الإلكترونية. اتّصالات مكوكية أجريت بين الرؤساء الثلاثة قام بها وزير الخارجية، عبد الله بو حبيب، وقد أُنجز الردّ الذي يتضمن ترحيباً لبنانياً بالمبادرة، وسعياً إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج، مع الحفاظ على وحدته الداخلية، وبدون الدخول في صراعات تؤثّر على الاستقرار.
ولذلك تقول مصادر متابعة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إنّ الصيغة متكاملة لا تستفز أحداً في الخارج أو الداخل، فيما يقترح لبنان تشكيل لجان من دول الخليج للتنسيق في كل الشروط والاتفاق حولها.
وربطاً بهذه الملفات ذات البُعد الإقليمي، ينتظر لبنان زيارة سيجريها وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، وزيارة المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، في منتصف شهر شباط المقبل للبحث في ملف ترسيم الحدود، وإمكانية الوصول إلى تفاهم حول عملية الترسيم أو تقاسم الحقول النفطية من خلال احتفاظ لبنان بحقه تحت الماء بحقل كاريش، والذي يمتد لمساحة أبعد من 860 كلم مربع.
وفيما تتواصل جلسات مجلس الوزراء لدراسة مشروع الموازنة، رأى الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية في قرار رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، تكثيفَ اجتماعات الحكومة في السراي قبل وبعد الظهر بالخطوة الجيّدة، والتي قد تساعد على الانتهاء من دراسة الموازنة قبل آخر الشهر، معتبراً أنّ إقرار المساعدات مسألة مهمة وضرورية، لكنّه سأل عن مصادر تمويل المساعدات، خاصة وأنّه لم يصدر تصريح رسمي يحدّد مصدرها، هل هي من خلال قرض معيّن أو استدانة.
هذا، ووُصف تعيين هيئة مكافحة الفساد بالمسألة المهمة، خاصة وأنّ هذا مطلب صندوق النقد الدولي، ومدرجٌ أيضاً في مقرّرات صندوق النقد الدولي، متوقفاً عند إصرار ميقاتي على بحث مشروع الموازنة بنداً بنداً، معتبراً أنّ هذا أمر جيد، ويبشّر بالخير.
الشرق
جواب لبنان الرسمي على المبادرة الكويتية: «عملنا اللي علينا»
الى الكويت يطير اليوم وزير خارجية لبنان وفي جعبته الردّ «المدوزن» على الورقة الخليجية الاثني عشرية. ردّ مختصر لا يتجاوز الصفحة وربع الصفحة، اعده الوزير عبدالله بو حبيب بالتكافل والتضامن والتنسيق مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي اكد التزام البنود الخليجية، ولو قولا، من النأي بالنفس الى مكافحة تصدير المخدرات التي نشطت فجأة عمليات ضبطها من دون اعلان مصدرها واسماء المتورطين فيها ،فيما ناشد القادرين ان كان لديهم من اقتراح للمساعدة في تنفيذ القرار 1559، لان اي خطوة غير مدروسة في هذا الاتجاه قد تدخل البلاد في حرب داخلية، «نحنا عملنا القادرين عليه اذا عندكن اقتراحات ساعدونا».
مجموعة اجابات لن ترضي حتما الكويتيين ولا اهل الخليج ولا المجتمع الغربي الذي يَعد بـ»المن والسلوى» ومؤتمرات الدعم ان تجاوب لبنان وبالعقوبات القاسية ان «تذاكى» اهل السلطة على عادتهم، وصولا الى ما هو اقسى على الارجح والاختبار الاول في جلسة مجلس الامن في اذار، التي ستناقش ملف لبنان على وقع استياء اممي كبير من استمرار التعرض لقوات اليونيفل في الجنوب وعدم صدور اي نتائج لتحقيقات في الحوادث المشار اليها خلافا لما يعد به رئيس الجمهورية والمسؤولين عند كل حادثة.
لمسات اخيرة
وعشية الجواب من الدولة اللبنانية على الورقة الكويتية، وضعت اليوم اللمسات الاخيرة على الرد الرسمي، خلال استقبال الرئيس بري بو حبيب في عين التينة.
لا مقاطعة
في الاثناء، كان الابرز على الساحة المحلية امس، اللقاء السني السياسي – الروحي الذي جمع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بالقيادات السنية خلال صلاة الجمعة في المسجد العمري الكبير، التي حضرها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، وما تخلله من مواقف تطمئن الى ان لا مقاطعة سنية انتخابيا.وذلك في اعقاب قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله الشخصي وتياره في الحياة السياسية والمرتقب ان تكون له تكملة وتوضيح اضافي في ذكرى 14 شباط التي ستكون مختصرة جدا عبر مؤتمر مصغر او بيان للحريري.
للرد ايجابا
وكان دريان زار السراي قبل الظهر، حيث اكد ان دار الفتوى حاضنة لجميع اللبنانيين ورمز الاعتدال، مشيدا بأداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يقارب «في هذه المرحلة الحساسة، المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء». وكان تشديد مشترك خلال خلوته بميقاتي، على اهمية ان يكون الرد الرسمي اللبناني على الافكار الخليجية ايجابيا بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه العربي.
ميقاتي
ميقاتي بدوره طمأن الى ان لا مقاطعة سنية للانتخابات لما فيه خير الطائفة وان الاستحقاق سيحصل في موعده. ورداً على سؤال، أجاب «صحيح أن الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الإنتخابات النيابية، لكن نحن حتماً لن ندعو الى المقاطعة السنية لما فيه خير الطائفة، ومن يرغب بالترشح فليترشح، والإنتخابات حاصلة في موعدها المحدد في ١٥ أيار المقبل. اما لدى مغادرته المسجد، فسئل الرئيس ميقاتي عن موضوع المشاركة في الانتخابات النيابية فأجاب: ليس المهم المشاركة الشخصية في الانتخابات أو عدمها، فالانتخابات في موعدها ، ونحن لدينا غنى في الطائفة وكل المؤهلات والقدرات للمشاركة في الانتخابات. أضاف «الطائفة السنية اساسية ولا يمكن أن تقاطع الانتخابات، وما يعنينا بالدرجة الاولى أن تبقى الدولة ومؤسساتها قائمة وفاعلة».
الموازنة
على صعيد آخر، وبعدما استقبل ميقاتي السفيرة الفرنسية آن غريو، ترأس جلسة جديدة لمجلس الوزراء في السراي لمواصلة درس مشروع الموازنة. وسيعقد المجلس جلسة غداً (اليوم) صباحاً تستمرّ حتّى الاولى بعد الظّهر للإسراع بموضوع درس الموازنة. وستركز على سلفة الكهرباء وموضوع المساعدات الاجتماعية للمتقاعدين وغيرها من البنود العالقة.
سلفة الكهرباء:
وكان وزير الطاقة وليد فياض أكّد «أنّنا أمام خيارَين إمّا أن تقرّ هذه السلفة أو نرفع تعرفة الكهرباء للتمكّن من زيادة ساعات التغذية». وقال وزير الطاقة لـmtv « «لا أريد سلفة للكهرباء وتكفي زيادة التعرفة على الفواتير لشراء المحروقات وفرض توازن مالي».
الراعي واليونيفيل
من جهة أخرى، جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ادانته الاعتداء الذي تعرضت له دورية للقوات الدولية اليونيفل في جنوب لبنان الاسبوع الماضي مؤكدا على دور هذه القوى مشكورة في حفظ الامن والسلام في تلك المنطقة. كلام الراعي جاء خلال استقباله منسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا في زيارة هي الثانية لها الى الصرح البطريركي في بكركي خلال اسبوع حيث جرى عرض الاوضاع العامة في البلاد والمنطقة.
هوكشتاين وغلاغر
الى ذلك، تترقب الاوساط السياسية محطتين اساسيتين الاسبوع المقبل، الاولى تتصل بملف ترسيم الحدود مع اسرائيل من خلال زيارة الوسيط الاميركي في الملف آموس هوكشتاين الى بيروت في 2 شباط المقبل اثر زيارة لتل ابيب، لاستئناف ترسيم الحدود مزودا باقتراح حل بحثه مع المسؤولين الاسرائيلين وسيعرضه على المسؤولين اللبنانيين، بحسب المعلومات، كون الاسرائيليين يستعجلون حسم الخلاف قبل الانطلاق في اذار في التنقيب عن النفط في المنطقة المتنازع عليها. اما الثانية فزيارة لوزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غالاغير ليُشارك في مؤتمر جامعة الروح القدس – الكسليك: «البابا يوحنّا بولس الثاني ولبنان الرّسالة» (2-3 شباط 2022). وهو مؤتمر يستبِقُ بأشهرٍ ذكرى زيارة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني إلى لبنان (1997)، ويُطلّ على محوريّة الكيان اللّبناني وفرادته في العيش الواحد. اذ تترقب الاوساط ما اذا كان المسؤول الفاتيكاني يحمل افكارا او اقتراحات او نصائح بابوية للمسؤولين، علما ان مصادر معنية اكدت لـ»المركزية» ان زيارة غلاغر محصورة بالمؤتمر فقط ولا تتسم باي طابع سياسي.
البناء
الإمارات تتراجع في جبهات اليمن… وصنعاء وقف الاستهداف رهن بإنهاء العدوان
لبنان في الكويت: القرار الـ425 مفتاح سواه فهل يملك العرب فرض استكماله؟
بهاء لخلافة سعد… وميقاتي والمفتي لا مقاطعة… والانتخابات حُسِمت في موعدها
تشير المعطيات على جبهة الخليج كما على جبهة أوكرانيا بأن السخونة مستمرّة، رغم البرودة المرتقبة على جبهة التفاوض حول الملف النووي الإيراني في فيينا، بعد عودة متوقعة للوفود من عواصمها منتصف الأسبوع المقبل يمكن أن تحمل أول لقاء مباشر بين الوفدين الأميركي والإيراني، وفيما تبدو السخونة الأوكرانية بين قوات شرق أوكرانيا وقوات الحكومة، دون احتكاك مباشر تشترك فيه القوات الروسية أو قوات الناتو، تستمر السخونة في جبهات اليمن والإمارات، مع تقدّم القوات اليمنية في جبهات سبق للميليشيات المدعومة من الإمارات السيطرة عليها، خصوصاً في محافظة شبوة، قرأ فيه البعض تراجعاً منظماً من الإمارات لفتح كوة تفاوضية تنتهي بوقف استهداف اليمن للعمق الإماراتي بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وعلى هذا الصعيد أكدت مصادر يمنية في صنعاء لـ «البناء» أن القرار اليمنيّ هو مواصلة المواجهة تحت قاعدة «الإمارات ليست آمنة»، سواء بمواصلة العمليات البرية داخل اليمن، أو بإبقاء سلاح إستهداف العمق الإماراتي على الطاولة، مع تحديد التوقيت والعمق والنوعية، في حينها. وأضافت المصادر لن نؤخذ بالخداع مرة أخرى، ولذلك فهي غير معنية بكل الكلام عن تموضع وإعادة انتشار وشرطها لإعلان وقف الإعصار اليمني الذي استهدف عمق الإمارات إنهاء العدوان وفك الحصار.
لبنانياً، يقدّم وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أجوبة لبنان، التي قرر الرؤساء الثلاثة التوافق حولها، ومحور الجواب اللبناني يقوم على إعتبار القرار 425 مفتاح كل القرارات الدوليّة التي يلتزمها لبنان، وفقا لهذا الفهم، والقرار 425 الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية لم ينفذ بعد، ولا يستحق على لبنان أي موجب باستثناء أحكام وقف الأعمال العدائية التي نص عليها القرار 1701، لحين استكمال تطبيق القرار 425، وهذا نص واضح في القرار 1701 لجهة ربط الانتقال الى مرحلة وقف إطلاق النار الشامل، بإنهاء القضايا المتنازع حولها وخصوصاً مزارع شبعا، وسيقول بوحبيب للوزراء العرب في الكويت، هذا هو وضع القرارات الدولية المعطل عند حدود مزارع شبعا والرفض الإسرائيلي للانسحاب منها، ليفتح بعدها النقاش حول قضايا مثل سلاح المقاومة، على طاولة حوار وطني لبناني، فهل يمكن للعرب الذين تبنوا طلب الانسحاب الإسرائيلي من المزارع في قمتهم المنعقدة في بيروت عام 2002 أن يساعدوا في تحقيق هذا المطلب، ليتسنى الانطلاق نحو ما بعده، وفيما عدا هذه النقطة سيقول بوحبيب إن لبنان جاهز للتعاون مع أي لجنة عربية لمتابعة تفصيلية لسائر البنود. وتوقعت مصادر دبلوماسية متابعة للملف أن لا يحصل لبنان على القبول وأن لا يقابل بالرفض، وأن الـ «لعم» ستكون هي الجواب العربي بمثابة ربط نزاع للبحث في الكواليس حول تبريد العلاقة بين دول الخليج وحزب الله، سواء لجهة المطالبة بتأكيد خروجه عسكرياً من اليمن، أو لجهة الخطاب الإعلامي المتبادل، لكن دون انفراجات مالية في التعامل العربي، لأن هذا الأمر رهن القرار الأميركي في ضوء مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي.
في الشأن السياسي والانتخابي انتهت فترة التريث التي سادت الأجواء السياسية بعد إعلان الرئيس سعد الحريري انسحابه مع تياره من المشهدين السياسي والانتخابي، مع تبلور موقف دار الفتوى ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجهة رفض الدعوة للمقاطعة وإعلان المضي بالانتخابات، فيما ربطته مصادر متابعة للملف الانتخابي بموقف سعوديّ نجح بضمان الدعم الفرنسي وبتأمين موقف النائب السابق وليد جنبلاط، تحت عنوان، مع الحريري وجدانياً ومع السعودية سياسياً وانتخابياً. وجاء موقف بهاء الحريري مساء أمس، بإعلان عزمه ملء فراغ والده وشقيقه، ليكشف الربط بين عناصر المشهد وفق الصيغة التي كانت مطروحة يوم تمّ احتجاز الحريري في السعودية وأجبر على الاستقالة عام 2017، وبدأ الترويج لإعلان شقيقه بهاء بديلاً له في الزعامة. وعلق أحد القيادات السياسية على هذه العناصر مجتمعة بالقول، يبدو أن قرار دفن الحريري سياسياً يشمل الجميع، والمضي بجملة بهاء الحريري الشهيرة يوم تشييع والده، بقوله، «يا قوم بدنا ندفن الرجل»!
وفي غمرة الانشغال اللبناني بمناقشة وإقرار موازنة العام 2022، تتجه الأنظار اليوم الى الكويت التي تحتضن اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة جملة ملفات وقضايا عربية وخليجية مستجدّة، ومن ضمنها الملف اللبناني.
ويحمل وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الأجوبة اللبنانية على الورقة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي الى لبنان وتتضمّن 12 بندًا تطلب دول الخليج من لبنان تطبيقها.
وتشير مصادر «البناء» الى أن بو حبيب عمل على صياغة الردّ بالتشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث تم الاتفاق على صيغة موحدة بينهما ونقلها بو حبيب الى عين التينة في لقائه الخميس الماضي مع الرئيس نبيه بري الذي أجرى تعديلات عليها في بعض البنود لتخرج صيغة موحّدة سينقلها وزير الخارجية الى المجتمعين في مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم. وتضيف المصادر أن «صيغة الردّ النهائية تخضع للتنقيح في وزارة الخارجية لوضع اللمسات الأخيرة عليها لا سيما في بند سلاح حزب الله والقرارات الدولية».
وفيما أفيد أن حزب الله لم يكن بعيدًا عن المشاورات السياسيّة حول الورقة، كشفت المصادر أن الرد اللبناني لن يتضمن مقاربة مسألة سلاح المقاومة ولا القرار 1559 بل سيتولى وزير الخارجية شرح الموقف اللبناني بهذا الخصوص من منطلق المصلحة اللبنانية ووحدة الصف الداخلي.
وفيما تردّد وجود تباين في الموقف بين ميقاتي وبو حبيب حول بند سلاح حزب الله والقرار 1559، لفتت أجواء مطلعة على موقف السراي الحكومي لـ»البناء» الى أن «الخطوط العريضة للردّ اللبنانيّ أصبحت شبه واضحة، إنما الجواب النهائي قيد التحضير بالتشاور ما بين وزير الخارجية والرؤساء». كاشفة عن «تسوية وسطية للبند 1559»، مضيفة: «هناك جواب يشير الى تفاصيل حوله مع رغبة الحكومة اللبنانية بالاتجاه الإيجابي لأفضل العلاقات مع الخليج».
في المقابل، أشارت أوساط مطلعة على موقف بعبدا لـ»البناء» الى أن «رئيس الجمهورية ميشال عون لم يُسجل أية ملاحظات أو تحفظ على بنود الورقة الكويتية باستثناء البنود المتعلقة بسلاح حزب الله والقرارات الدولية وتحديدًا القرار 1559 الذي لا توافق ولا إجماع عليه بين الأفرقاء اللبنانيين، بل هو محل خلاف بينهم منذ عقود وهذا يتطلب حواراً وطنياً سبق ودعا اليه رئيس الجمهورية»، مشيرين الى أن «موضوع سلاح حزب الله ودوره في الإقليم يتخطى حدود لبنان وقدرته».
وتضيف الأوساط: «الرئيس عون يؤيد الحفاظ على العلاقة المميّزة مع دول الخليج، لكنه حريص أيضًا على الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية وبأن لا يسبب فتح بند السلاح ودور الحزب أزمة سياسية وتوترات داخلية نحن بغنى عنها في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة الذي يعيشها لبنان»، وكشفت أن لبنان سيطلب من العرب المساعدة لحل قضية سلاح الحزب بشكل لا يؤدي الى أي توتر داخلي.
أما السؤال الذي استرعى انتباه الأوساط: ما الذي استدعى دسّ بند سلاح المقاومة ضمن الورقة، فيما رئيس الجمهورية أدرج ضمن جدول أعمال الحوار الوطني بند الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان؟ علمًا أن حلفاء الأميركيين والخليج هم الذين عطلوا انعقاد الحوار لا سيما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟
ووفق المعلومات حول مضمون الورقة، فإن لبنان سيؤكد تمسكه باتفاق الطائف وبالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701 الذي يؤمن الاستقرار في الجنوب منذ العام 2006 حتى الآن، رغم التوترات والخروق التي تحصل بين الحين والآخر، وكذلك تأكيد تمسكه بأفضل العلاقات مع محيطه العربي والخليجي، والسعودية تحديداً، وكذلك مع العالم، والنأي بالنفس ومكافحة تهريب المخدرات. وسيطلب لبنان من المؤتمرين تفهّم دقة وحساسية وتركيبة الواقع اللبناني وسيطلب منهم مساعدته في عقد حوار عربي – لبناني في مسألة سلاح حزب الله وتسليح الجيش اللبناني كي يصبح قادراً على حماية لبنان لا سيما أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لا تزال محتلة من العدو الإسرائيلي.
وفيما لم يصدر أي موقف من حزب الله حيال الردّ اللبناني، لفتت مصادر سياسية في فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن «إسرائيل حاولت بدعم الولايات المتحدة الأميركية القضاء على حزب الله ونزع سلاحه ولم تستطع وكذلك في أيار الـ2008 وفي الحرب الإرهابيّة على سورية ولبنان والعراق والمنطقة، ولم تستطع، بل سجل الحزب والحلفاء انتصارات مدوية لا زلنا ننعم بنتائجها حتى الآن وغيّرت مصير ومستقبل المنطقة، وبالتأكيد لن تستطيع أوراق بالية ومبادرات خداعة وبيانات واهية النيل من السلاح والمقاومة وتشويه صورتها». وأبدت المصادر اعتقادها بأن هدف التصعيد الخليجيّ والحرب الإعلاميّة والنفسيّة على لبنان هو فتح الطريق للحوار مع حزب الله عبر الحكومة اللبنانيّة كوسيط على ملفات إقليميّة تتعلق بأمن إسرائيل وأمن الخليج.
وقال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال خطبة الجمعة: «نقول للعرب أطفئوا محرّكات الطيران والصواريخ عن اليمن، لتعود أيام الخير للخليج والعرب»، ورأى قبلان أن «الحلّ لا يبدأ بالقرار 1559، ولا بالقرار 1701، بل بقرار عربي يُعيد العرب للعرب. وسلاح المقاومة ضمانة للعرب وليس عليهم، واليوم سلاح المقاومة ضمانة لبنان وضرورة ردعه وحمايته، فهو السلاح الذي استعاد لبنان وسيادته، وعزّز استقلاله، وحفظ عيشه المشترك، وهو الآن أكبر حاجة وطنيّة لمنع أي حرب أهلية أو مغامرة طائفية أو غزو إسرائيليّ أو تكفيريّ. ووجود لبنان اليوم على الخريطة إنما هو بفضل سلاح المقاومة وقوتها».
ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاثنين المقبل في حوار خاص على قناة «العالم» عند الساعة 8,30 مساءً ويتطرق خلالها الى جملة ملفات محلية وإقليمية ودولية.
وفيما استقبل ميقاتي السفيرة الفرنسية آن غريو، أفادت معلومات بأن وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، ألغى زيارته الى لبنان بسبب انشغاله بمتابعة أزمات أوكرانيا وبوركينا فاسو.
من جهتها، أفادت «مجموعة الأزمات الدولية»، في تقرير ضمّ 10 دول لقائمة المراقبة للعام 2022 منها لبنان وتونس وأوكرانيا، صنّفها التقرير على أنها «تواجه صراعات مميتة أو حالات طوارئ إنسانية او أزمات أخرى»، بأنه «مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، تزداد مؤسسات الدولة ضعفًا أيضًاً، مما يقوّض قدرة أجهزة الأمن المركزيّة على الحفاظ على النظام، وسط تصاعد محتمل في الاضطرابات الاجتماعيّة».
وأشارت المجموعة، إلى أنه «في الوقت نفسه، فإن التوترات الإقليميّة – بين إيران وحلفائها، من جهة، وإسرائيل بالإضافة إلى السعودية وحلفائها في الشرق الأوسط من جهة أخرى – تلعب دورًا في السياسة الداخلية اللبنانيّة».
واعتبرت المجموعة، أنه «في حين لا يبدو أن «إسرائيل» ولا حزب الله، يريدان صراعًا مفتوحًا في الوقت الحالي، فإنهما سيقومان بعمليّات ضد بعضهما، حتى لو كانت محدودة النطاق، فإنّها قد تأتي مع خطر كبير من التصعيد من خلال سوء التقدير أو الخطأ أو غير ذلك»، مشيرة إلى أن «الهجمات من لبنان من قبل الجماعات المسلحة الأخرى التي لها علاقات، حتى لو كانت غامضة، مع إيران وحزب الله، مثل حركة «حماس» الفلسطينيّة، ستزيد من الخطر».
وبرز أمس، اللقاء الذي جمع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالقيادات السنيّة خلال صلاة الجمعة في المسجد العمريّ الكبير، التي حضرها ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، حيث أكدت المواقف أن لا مقاطعة سنيّة انتخابيًا.
وكان دريان زار السراي وأكد أن دار الفتوى حاضنة لجميع اللبنانيين ورمز الاعتدال، مشيداً بأداء ميقاتي الذي يقارب «في هذه المرحلة الحساسة، المواضيع الوطنية والداخلية بروح المسؤولية العالية، وبما يتناسب مع الدور الوطني الجامع لرئاسة مجلس الوزراء». وكان تشديد مشترك خلال خلوته بميقاتي، على أهمية ان يكون الرد الرسمي اللبناني على الأفكار الخليجية إيجابياً بما يتوافق مع الثوابت الوطنية وعلاقات لبنان التاريخية مع محيطه العربي.
بدوره طمأن الى أن لا مقاطعة سنية للانتخابات لما فيه خير الطائفة وأن الاستحقاق سيحصل في موعده. ورداً على سؤال، أجاب «صحيح أن الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الانتخابات النيابية، لكن نحن حتماً لن ندعو الى المقاطعة السنية لما فيه خير الطائفة، ومن يرغب بالترشح فليترشح، والانتخابات حاصلة في موعدها المحدد في ١٥ أيار المقبل».
إلا أن المستجدّ الذي يحمل مؤشراً على طبيعة المرحلة المقبلة على مستوى الساحة السنية، هو اعلان شقيق سعد الحريري رجل الأعمال بهاء الحريري في كلمة له أمس، أنه سوف يستكمل مسيرة رفيق الحريري، وقال: «اي تضليل او تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط أعداء الوطن فما بالكم التخويف بالفراغ في أكبر طائفة في لبنان التي لي شرف الانتماء اليها». وأضاف: «يجب التأكيد على أن لا ديننا ولا أخلاقنا ولا تربيتنا نحن أبناء الرئيس الشهيد رفيق الحريري تسمح لنا بالتخلي عن مسؤوليتنا بوضع جميع إمكانياتنا في سبيل نهضة لبنان، لبنان الرسالة، لبنان الرمز، لبنان الوطن».
وأضاف: «عائلة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الصغيرة كما عائلته الكبيرة لم ولا ولن تتفكك بالشراكة والتضامن، وسوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها».
وتؤشر مواقف بهاء الحريري بحسب مراقبين على أنه سيدخل المعترك السياسي اللبناني بشكل مباشر من بوابة الانتخابات النيابيّة، كما يؤشر الى أن أحد أهداف إقصاء سعد الحريري هو إخلاء الساحة لقوى وشخصيات أخرى مدعومة من الخارج لتكون أداة طيعة لتنفيذ المشروع الخارجي في لبنان. وتوقع المراقبون المزيد من التخبط في الشارع السني رغم اجتماع ميقاتي والسنيورة والمفتي دريان أمس.
وأشارت مصادر تيار المستقبل لـ»البناء» الى أن «لا يمكن سد الفراغ الذي خلفه الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، وإن كان بهاء الحريري، فالأحجام معروفة ولا يمكن دخول قوى جديدة لا نعرف عنها شيئاً».
واستكمل تيار المستقبل هجومه على القوات اللبنانية، وأشار منسّق الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى في حديث تلفزيوني عن «القوّات اللبنانية»: «نحنا ما تغزّلنا ولا يوم بنوّاب حزب الله، كما فعل سمير جعجع ولم نقل له “الى اللقاء” كما قالت النائبة ستريدا جعجع بل لدينا ربط نزاع مع الحزب تخوّفاً من فتنة سنّية – شيعية”. وأضاف: “شو بتفرق القوّات اللبنانية عن حزب الله” فهم خوّنوا أي طرف لم يقف معهم”، لافتاً الى أنه تلقى اتصالاً من مسؤول رفيع بالقوّات اللبنانية ليقول له إن خطاب الدكتور سمير جعجع لم يكن موفّقاً عندما خاطب البيئة السنيّة». وأشار عبد السلام الى أن النائب جبران باسيل “عندو انفصام” وتعاطفه مع الرئيس سعد الحريري هو تعاطف تماسيح.
في غضون ذلك، ترأس ميقاتي جلسة جديدة لمجلس الوزراء في السراي لمواصلة درس مشروع الموازنة، على أن يعقد المجلس جلسة صباح اليوم تستمرّ حتّى الاولى بعد الظّهر للإسراع بموضوع درس الموازنة. وستركز على سلفة الكهرباء وموضوع المساعدات الاجتماعية للمتقاعدين وغيرها من البنود العالقة.
وكان وزير الطاقة وليد فياض أكّد «أنّنا أمام خيارَين إمّا أن تقرّ هذه السلفة أو نرفع تعرفة الكهرباء للتمكّن من زيادة ساعات التغذية». وقال: «لا أريد سلفة للكهرباء وتكفي زيادة التعرفة على الفواتير لشراء المحروقات وفرض توازن مالي».
أما الدولار الجمركيّ فيبدو أنه حسم بتعديله لسعر 20 الف ليرة، الا أن مصادر حكوميّة اكدت بأن «رفع الدولار الجمركي لن يرفع أسعار المواد الأساسية الصناعية والزراعية المستوردة بل فقط السلع الكمالية».
ووقع رئيس الجمهورية المراسيم التالية: إعطاء مساعدة اجتماعية موقتة لجميع العاملين في القطاع العام مهما كانت مسمياتهم الوظيفية والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعد وإعطاء وزارة المالية سلفة خزينة من أجل تمكينها من سداد هذه المساعدة.
إعطاء منح تعليم بصورة موقتة للمستخدمين والعمال عن العام الدراسي 2021-2022.
تعديل مقدار تعويض النقل الموقت للعاملين في القطاع العام، بحيث يصبح 64 الف ليرة لبنانية عن كل يوم حضور فعليّ.
والمرسوم 8742 القاضي بتشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.