إردوغان: أثق في روسيا بقدر ثقتي في الغرب.
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه «يثق في روسيا بقدر ثقته في الغرب»، موضحاً أنه «ليس لديه أي سبب لعدم الثقة بهما»، وذلك في مقابلة أجراها مع «بي بي إس» الأميركية في وقت متأخر من يوم الاثنين، نقلتها «أسوشييتد برس»،
وحضر إردوغان أمس (الاثنين)، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفي معرض شرحه لاجتماعه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار إردوغان إلى أنه فشل في إقناعه باستئناف مبادرة حبوب البحر الأسود التي انسحب منها الكرملين في يوليو (تموز)، لكنه حصل على تعهد من روسيا بتوريد مليون طن من الحبوب إلى أفريقيا.
وقال: «بقدر ما يمكن الاعتماد على الغرب، فإن روسيا يمكن الاعتماد عليها بالقدر نفسه. على مدى السنوات الخمسين الماضية، كنا ننتظر على عتبة الاتحاد الأوروبي، وفي هذه اللحظة من الزمن، أثق في روسيا بقدر ما أثق في الغرب».
وحافظت أنقرة على علاقات وثيقة مع كل من روسيا وأوكرانيا خلال الحرب التي استمرت 19 شهراً. وفي يوليو من العام الماضي، توصلت تركيا والأمم المتحدة إلى اتفاق للسماح بشحن الحبوب الأوكرانية بأمان من موانئها على البحر الأسود، مما يساعد في تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
وانسحبت موسكو من الاتفاقية قبل شهرين بحجة عدم احترام اتفاق موازٍ يسمح لها بتصدير المواد الغذائية والأسمدة.
ويزور إردوغان نيويورك بعد 4 أشهر من فوزه في الانتخابات التي مددت حكمه المستمر منذ 20 عاماً لخمس سنوات أخرى. وشهدت ولايته الجديدة علامات على تحسن في علاقة أنقرة المتوترة في كثير من الأحيان مع الغرب.
وفي حديثه بإحدى الفعاليات أمس، بدا أن الزعيم التركي يتراجع عن التعليقات التي أدلى بها مباشرة قبل مغادرته إلى نيويورك، والتي أشار فيها إلى أن تركيا يمكن أن تنهي محاولتها المستمرة منذ 24 عاماً للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال إردوغان، بحسب نص الاجتماع الذي نشره مكتبه: «نرى أن نافذة الفرصة قد فتحت لتنشيط العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في فترة حرجة».
وأضاف: «نواصل التأكيد على أهمية تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي».
وأشار إردوغان أيضاً إلى تحسن العلاقات مع واشنطن، التي ركزت مؤخراً على موافقة أنقرة على طلب عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وصفقة محتملة لتزويد تركيا بطائرات مقاتلة من طراز «إف – 16».
وقال إردوغان: «نحن سعداء بتطور تعاوننا مع الولايات المتحدة».
وأضاف: «لقد حللنا معظم الجمود خلال المحادثات مع (الرئيس الأميركي جو) بايدن وقررنا إجراء مزيد من المحادثات بما يتماشى مع جدول الأعمال الإيجابي».
وتركيا والمجر هما العضوان الوحيدان في حلف شمال الأطلسي (الناتو) اللذان لم يوافقا على طلب السويد للانضمام إلى الحلف، وهو ما قدمته استوكهولم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. ومن المقرر أن يناقش البرلمان التركي هذه القضية عندما يعود من عطلته الشهر المقبل.
وأشار بعض أعضاء الكونغرس الأميركي إلى أن توفير طائرات «إف – 16» لتحديث الأسطول التركي المقاتل يعتمد على موافقة أنقرة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
لكن إردوغان كرر أنه «لا ينبغي الربط بين هذين الموضوعين»، رغم أنه قال إن القرار بشأن السويد يقع على عاتق البرلمان التركي، حيث يتمتع حزبه وحلفاؤه بالأغلبية.
وقال لشبكة «PBS»: «إذا لم يتخذ البرلمان قراراً إيجابياً بشأن هذا العرض، فلن يكون هناك ما يمكن فعله».
كما رسم إردوغان خطاً فاصلاً بين طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. لكنه دعا في يوليو، الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى «فتح الطريق أمام تركيا»، مقابل فتح طريق السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأوضح في حديث للشبكة، أن «موقف السويد وموقفنا الحالي في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أمران منفصلان».
وبالانتقال إلى الحرب في أوكرانيا واتصالاته مع بوتين، قال إردوغان إنه «من الواضح تماماً أن هذه الحرب ستستمر لفترة طويلة»، لكن الزعيم الروسي «كان مؤيداً لإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن… هذا ما قاله وأنا أصدق تصريحاته».