رأي

واشنطن بوست: قتل الظواهري انتصار مهم لبايدن لكن حدوثه في كابول “عار عظيم”

قال المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” مارك إي ثيسن إن أيمن الظواهري كان في “وسط كابول” بسبب الانسحاب الكارثي لبايدن من أفغانستان.

واعتبر في مقال رأي إن إعلان الرئيس بايدن في يوم الإثنين عن مقتل زعيم القاعدة في العاصمة الأفغانية كابول “هو خبر عظيم. فقد تمت إزالة مجرم تلوثت يديه بدماء ألاف الأمريكيين من على وجه الأرض. ويستحق بايدن الشكر لأنه أمر بالعملية نهاية هذا الأسبوع التي قتلت الظواهري، الذي قال بايدن إنه كان يعيش في “وسط” كابول”.

ويتساءل الكاتب: ماذا كان يفعل الظواهري في وسط كابول؟ فبحسبه فبعد الانسحاب الكارثي من أفغانستان، صيف العام الماضي، أكد بايدن أن القاعدة قد “خرجت” من البلد. وقال في آب/أغسطس العام الماضي ردا على سؤال “أنظر، دعنا نضع هذا في السياق” “ما هي مصلحتنا في أفغانستان الآن وقد ذهبت القاعدة؟ ذهبنا إلى أفغانستان لهذا الهدف الواضح وهو إخراج القاعدة من أفغانستان. وهو ما فعلناه”.

وفي نفس الشهر استبعد وزير الخارجية أنطوني بلينكن وجود القاعدة في أفغانستان وقال إن هناك “بقايا” لا تشكل خطرا جديا على التراب الأمريكي. ويقول الكاتب إنه “بعد عام تقريبا نحتفل بالغارة التي قتلت الساعد الأيمن لأسامة بن لادن وخليفته، وسط عدد من الأسئلة: فلم يظهر الظواهري في مناطق بعيد من جبال الهندكوش بل وفي قلب عاصمة طالبان في أفغانستان، ماذا كان يفعل في العاصمة؟ ومن دعاه؟ وبمن كان يلتقي؟ وماذا تعني عودة القاعدة إلى البلد الذي قامت بالتخطيط من أراضيه لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001؟”.

وفي مؤتمره الصحافي، قال بايدن إنه تمت ملاحقة الظواهري وتحديد مكانه في بداية هذا العام، حيث انتقل إلى أفغانستان لكي ينضم إلى عائلته. وأن الإستخبارات الأمريكية تعرف عنه محل إقامته في وسط العاصمة الأفغانية منذ أيار/مايو. ويقول الكاتب “فكر بما يعني هذا؟”، فبعد أشهر من انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان انتقل الظواهري وعائلته إلى كابول. وقال بايدن إن الظواهري أعد “أشرطة فيديو” دعا فيها للهجوم على الولايات المتحدة وحلفائها.

ويعلق الكاتب أنه “لو عرف أنه في كابول منذ أيار/مايو وأنه يقوم بإعداد تسجيلات فيديو يحث فيها أتباعه على قتل الأمريكيين في “الأسابيع الماضية”، فهذا يعني أن الظواهري كان يخطط ويحرض على عمليات خارجية ضد الولايات المتحدة من أفغانستان وبحماية من طالبان على الأرجح”.

ولم يكن هذا ليحدث لو استمع بايدن لقادته العسكريين وأبقى على قوة صغيرة في أفغانستان منعت من سيطرة طالبان على السلطة. والسؤال الملح هو عن العلميات التي كان الظواهري يخطط لها، وللأسف فإننا قد لا نعرف ابدا. وعلى خلاف الغارة التي نفذتها القوات الخاصة في عام 2011 وقتلت أسامة بن لادن، فلم يقم فريق بقتل الظواهري، لأن الولايات المتحدة ليست لديها قوات على الأرض في أفغانستان.

وكانت عملية قتل الظواهري من خلال طائرة مسيرة مما يعني عدم قدرة الأمريكيين على البحث في المكان وأخذ أجهزة كمبيوتر وأدوات إلكترونية كما فعلوا في أبوت أباد، بعد مقتل بن لادن. واستطاعت المخابرات الحصول على كنز من المعلومات بعد مقتل بن لادن وتعرفوا على العمليات التي كانت القاعدة تخطط لها وهويات وأمكنة وجود الشخصيات المهمة. فالعملية بالمسيرة حرقت مع جسده كل المعلومات التي كان يملكها. وبحسب الكاتب فمن الدروس المستخلصة من هذه الغارة هي أن القاعدة عادت إلى أفغانستان.

ويقول في الأخير إنه “من الجيد أن الظواهري قد قتل ويستحق بايدن الثناء. ولكنه يستحق اللوم لأن انسحابه خلق الظروف لعودة الإرهابي المطلوب عالميا الإنتقال الى كابول والتخطيط من المدينة التي تم تحريرها من القاعدة وطالبان بدماء الجنود الأمريكيين الشجعان. لو استمع بايدن لنصيحة قادته العام الماضي لما انتقل الظواهري ابدا إلى كابول. وقتل الظواهري هو أهم انتصار خارجي لبايدن، ومقتل زعيم القاعدة في كابول هو أكبر عار للسياسة الخارجية”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى