
حسين زلغوط.
خاص رأي سياسي…
يرجح أن يحمل هذا الاسبوع معطيات جديدة حول ملف الاستحقاق الرئاسي ، في ظل مواقف أطلقت في الساعات الماضية اوحت بقرب الاعلان عن اتفاق بين المعارضة ممثلة ب”القوات اللبنانية” ، و”التيار الوطني الحر” على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور في مواجهة مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، من دون ان يكون هناك تأكيد نهائي من الجانبين بأن هذا الاتفاق بات نهائياً ، أم ما قد تم الاعلان عنه مجرد مناورة لا أكثر، وانه سرعان ما سيتكشف هذا الامر في الساعات المقبلة حيث يفترض ان يصدر عن “التيار” موقفا رسميا يؤكد أو ينفي ذلك.
وبغض النظر عما سيكون عليه الحال ، فإن ما سجل من تطورات مع نهاية الاسبوع الماضي أوحى بان حال المراوحة قد تكسر، وحرك المياه الرئاسية الراكدة، من دون ان يعني ذلك اننا بتنا على مسافة قريبة من الدخول الجدي في مدار الانتخاب الفعلي لرئيس الجمهورية ، كون أن هناك من الاطراف السياسية لم تعلن موقفا صريحا وهم يشكلون “بيضة القبان” مثل تكتل “الاعتدال الوطني” ، كما ان هناك ممن لا يزال موقفهم مبهما ويقفون في المنطقة الرمادية بانتظار الربع الساعة الاخير من قرب انطلاق السباق الرئاسي بشكل جدي لتحديد موقفهم ، وهم بذلك يعملون على قاعدة ” ما تقول فول حتى يصير بالمكيول”.
ووفق المعلومات ، فان المعارضة لم تنتزع بعد موقفاً من النائب جبران باسيل على عكس ما ترّوج له “القوات اللبنانية” التي تزعم انها تلقت اشارات ايجابية من طرف باسيل بأن ازعور يلقى قبولا ” علما أن أحداً من اعضاء تكتل “لبنان القوي” لم يجزم بعد بحصول اي اتفاق بين الجانبين ، وان كل ما يقال ما زال مجرد رغبات، كما ان نواب في تكتل “الجمهورية القوية” الذين يؤكدون قرب الاتفاق مع “التيار” على اسم أزعور هم انفسهم يقرون بان هناك تفاصيل مهمة ما تزال بحاجة الى بحث، سيما وان ازعور نفسه ابلغ من يعنيهم الامر بانه يرفض ان يكون مرشحا صداميا بل تسوويا برضى غالبية الاطراف.
وما دامت الشياطين تكمن دائما بالتفاصيل في اي عملية تفاوضية حول مشكلة ما ، فان ذلك يعني انه من الصعب القول عن قرب مغادرة المنطقة السلبية في ما خص الاستحاق الرئاسي، لا بل اننا ربما نكون امام مرحلة جديدة في حال قررت المعارضة رفع سقف المواجهة، بطرح ازعور مقابل فرنجية، وان كان هناك من يعتقد بان ورقة المعارضة ما تزال هشة، حيث من غير المستبعد ان يلقى أزعور المصير نفسه الذي لاقاه النائب ميشال معوض.
والى حين اتضاح الصورة اكثر حول نتائج المشاورات التي تجري بين “معراب” و” ميرنا الشالوحي” والتي يقودوها نواب من الطرفين ، فإن الأنظار تتجه مجددا الى العاصمة الفرنسية ، حيث من المقرر ان يلتقي غدا الثلاثاء الرئيس ايماونيل ماكرون في قصر الاليزية البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، الذي سيحاول وفق مصادر مقربة من بكركي ان يعود ومعه الموقف الفرنسي الحاسم من ملف الاستحقاق الرئاسي، بعد ان يدلي بدلوه حول الوضع اللبناني من مختلف جوانبه والمخاطر التي يمكن ان تقع على لبنان نتيجة استمرار الفراغ وعدم انتظام عمل المؤسسات ، وهو سيطالب رأس السلطة في فرنسا بلعب دور فاعل لتفادي المزيد من الانهيارات التي يغرق فيها لبنان من رأسه الى اخمص قدميه ، كما انه سيركز على مسألة النازحين السوريين وضرورة معالجة هذا الملف ، بالاضافة الى الهجرة الهائلة في صفوف الشباب المسيحيين نتيجة تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن الصراعات السياسية في البلد .
ووفق هذه المصادر فان البطريرك الماروني لن يخفي استياؤه من انحياز فرنسا الى جانب مرشح للرئاسة ومحاولة التسويق لذلك اقليميا ودوليا عن طريق طرح مقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة، وانه سيحاول اقناع الفرنسيين بالعدول عن ذلك، من دون ان يعرف ما اذا كان البطريرك سيطرح امام ماكرون اسم أزعور ام لا.