هل يبدّل الانهيار المُتسارع موقف “الحزب”؟
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تتكثف الحركة المحلية على الضفة الرئاسية. في الساعات المقبلة، استقبالات لافتة مرتقبة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حيث يفترض ان يلتقي رئيسَ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
في الموازاة، ينشط الحزب التقدمي الاشتراكي بقوة ايضا، على الخط الرئاسي: رئيسه وليد جنبلاط استقبل حزب الله الاسبوع الماضي، كما التقى باسيل منذ يومين في دارة ابنته داليا، قبل ان يوفد امس عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما انه استقبل مساء امس في كلمنصو، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وتم عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية.
وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن الرجلين، اي بري وجنبلاط، يبحثان في ما يمكن فعله لخرق الجمود الحاصل وذلك في ظل المخاوف المتعاظمة، خاصة لدى المختارة، من اهتزاز الوضع الاجتماعي تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشي من جهة وفي ظل الجديد “القضائي” الذي طرأ منذ أيام مع عودة المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار الى ملفه، من جهة ثانية.
الدينامية الجبنلاطية المعطوفة الى اللقاءات في الصرح البطريركي تأتيان بعد ان باتت القوى الداخلية هذه على بينة من ان الخارج غير مهتم راهنا بالوضع المحلي الآخذ في التردي، وبأن لا مبادرة فعلية او جدية اليوم في شأن لبنان ورئاسته وأزمته. وبالتالي، اذا لم يُبادر اللبنانيون، فإن المراوحة السلبية القاتلة ستستمر وستكبر معها فرضية الانفجار الاجتماعي، للاعتبارات المذكورة أعلاه.
الاتصالات المكوكية الدائرة جيدة، بحسب المصادر، غير انها كلّها ستبقى بلا بركة اذا لم يقتنع حزب الله بالتخلي عن مرشحه غير المعلن بعد اي فرنجية. فحتى الساعة، الضاحية لا تبدو في هذا الصدد، بدليل ان اللقاء الذي جمع الحزب وباسيل لم يحقق اي تقارب رئاسي بينهما لان الضاحية لم تتخلّ عن الزعيم الزغرتاوي.
لكن هل يمكن للتطورات المحلية المتسارعة ان تدفع بالضاحية الى تغيير حساباتها والى تليين موقفها من الرئاسة، بحيث تنفتح على مرشح توافقي، فيلاقيها داعمو المرشح النائب ميشال معوض في منتصف الطريق ويتم التفاهم على اسم لرئيس للجمهورية؟ ام ان الحزب سيبقى جامدا منتظرا سيرَ الفريق الآخر بمرشّحه هو؟ العامل الأمني – المعيشي، يُفترض ان يلعب دورا كبيرا في حسم الحزب خياراته الا اذا كان سيبقى يُبدّي مصالحَه ومصالح ايران على مصلحة ناسه واللبنانيين…