خاصأبرزرأي

هل تدخل واشنطن الى جانب إسرائيل في حربها مع ايران؟

حسين زلغوط
خاص_ موقع “رأي سياسي”:

في ظل تصاعد الحرب غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل، يتزايد الجدل عالميًا حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستتدخل بشكل مباشر في هذا الصراع أم لا. ومع أن واشنطن حافظت تاريخيًا على علاقات وثيقة مع إسرائيل، إلا أن الدخول في حرب مفتوحة مع إيران بالنسبة لها يحمل تبعات سياسية وعسكرية واقتصادية هائلة. فهل بات التدخل الأميركي وشيكًا؟ أم أن واشنطن ستكتفي بالدعم غير المباشر؟
لطالما كانت إسرائيل الحليف الأوثق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتتمتع بدعم عسكري واستخباراتي ضخم، يشمل مساعدات سنوية تفوق 3.8 مليار دولار، وفي أي نزاع كبير، يمكن أن تتوقع تل أبيب “دعماً غير مشروط” من واشنطن، لا سيما من الإدارات الجمهورية وبعض الديمقراطيين الوسطيين، وهو ما شاهدناه خلال الحرب الاسرائيلية المستمرة على غزة.
لكن الى الآن ورغم الدعم لإسرائيل، لا ترغب الولايات المتحدة في التورط في حرب شاملة بالشرق الأوسط. فبعد عقدين من الحروب في أفغانستان والعراق، أصبح الرأي العام الأميركي أكثر تحفظًا تجاه التدخلات الخارجية، كما أن أي صراع مفتوح مع إيران قد يؤدي إلى:
تهديد أمن القوات الأميركية في العراق وسوريا والخليج، وتعطيل صادرات النفط العالمية ورفع الأسعار، وتأجيج مشاعر العداء لأميركا في العالم الإسلامي.
من غير المرجح في الوقت الراهن أن تبادر الولايات المتحدة إلى شن ضربات مباشرة ضد إيران إلا في حال: تعرضت إسرائيل لهجوم إيراني مباشر واسع النطاق، أو وقوع هجمات على القوات أو المصالح الأميركية في المنطقة لا سيما في منطقة الخليج، أو استخدام إيران أو وكلائها في الشرق الاوسط أسلحة غير تقليدية.
وعدا ذلك فانه من المتوقع ان يبقى الدعم محصورا باللوجستي والاستخباراتي وهذا السيناريو الأكثر احتمالاً، حيث يمكن أن تقدم واشنطن: منظومات دفاع جوي متقدمة (مثل “ثاد” و”باتريوت”). معلومات استخباراتية آنية عن تحركات إيران، ودعم دبلوماسي في المحافل الدولية خصوصا في الأمم المتحدة لتبرير أي رد إسرائيلي.
وفي حال اتسعت رقعة الحرب بين طهران وتل أبيب، قد تلجأ الولايات المتحدة للعب دور الوسيط بين الأطراف، خاصة إذا ضغط الحلفاء الأوروبيون أو ارتفعت أسعار النفط بشكل يضر الاقتصاد الأميركي، كون ان هناك احتمال كبير بأن تلجأ ايران الى اقفال مضيق “هرمز”.
لكن اليوم تواجه إدارة الرئيس دونالد ترامب معادلة صعبة: فهي مطالبة بالدفاع عن أمن إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تواجه ضغوطًا داخلية لعدم التورط في حرب قد تخرج عن السيطرة.
حتى الآن، يبدو أن الولايات المتحدة تفضل سياسة “الردع دون الانخراط”. لكنها تملك مفاتيح كثيرة يمكن أن تغير مسار الحرب، إذا شعرت بأن المصالح الحيوية الأميركية مهددة. ومع أن التدخل المباشر مستبعد في الوقت القريب، فإن أي تصعيد كبير أو خطأ في الحسابات قد يفرض على واشنطن الدخول في حرب لا ترغب بها، لكنها قد لا تستطيع تجنبها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى