
حسين زلغوط – خاص, موقع رأي سياسي:
إرتفع في اليومين الماضيين منسوب التساؤلات حول ما اذا كان لبنان أصبح على عتبة الدخول في حرب واسعة النطاق، بعد أن وسّعت اسرائيل من دائرة اعتداءاتها التي طالت أمس الأول ولأكثر من مرة مناطق في بعلبك، وتكثيفها الغارات الجوية وقوتها التدميرية على منازل وأحياء على طول القرى على الحدود مع فلسطين المحتلة، تزامناً مع أصوات ترتفع داخل الكيان الإسرائيلي بضرورة الهجوم على لبنان وأبرز هذه الأصوات هو وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير زعيم حزب العظمة اليهودية اليميني المتطرف.
من حيث المستجدات العسكرية، فان ما تقوم به إسرائيل على مدى ساعات اليوم منذ عدة أشهر، والرد العنيف على ذلك من قبل “المقاومة” يوحي وكأن الحرب الواسعة واقعة لا محال، غير أن عوامل كثيرة تجعل من امكانية قيام اسرائيل بحرب شاملة على لبنان غير متوافرة الى الآن ، وأول هذه العوامل أن لا قدرة للجيش الاسرائيلي المنهك القيام بمثل هذا الأمر وهو يعاني من نقص في العدد والعتاد رغم الجسر الجوي الأميركي الذي يزود تل أبيب بالأسلحة التي تستخدم جميعها في غزة بعد نفاذ مستودعات الجيش الاسرائيلي، ناهيك عن قرار الادارة الأميركية الحاسم الرافض لمثل هذه الحرب، حيث وكما هو معلوم فان واشنطن ومعها دول غربية ما تزال تعمل على ضبط ايقاع المواجهات القائمة بين المقاومة من جهة واسرائيل من جهة ثانية والحؤول دون انفلات الأمور على غاربها كل من زاوية مصالحه، ومصلحة اسرائيل، لأنهم على علم مسبق بأن أي حرب في الوقت الراهن لن تكون فيها تل أبيب الغارقة في رمال غزة هي المنتصرة.
من هنا فإن المقاومة كما يٌعلن يومياً على لسان أكثر من مسؤول فيها مرتاحة على وضعها رغم كل ما يحصل، وهي الى الآن تتعامل مع الواقع الميداني بثبات وعزم، واستعداد لأي طارئ كونها لا تسقط من حساباتها أي إحتمال. وفي هذا السياق يكشف مصدر وزاري لموقع “رأي سياسي” أن لدى المقاومة في لبنان كما في فلسطين ما سيفاجئ اسرائيل التي لا تعرف ما سينتظرها في الجنوب إن هي قامت بأي حماقة تجاوزت فيها الخطوط الحمر، حيث أن هناك من التجهيزات والدقة في العمل واختيار الأهداف في العمق الإسرائيلي ما يفوق أي توقع.
وفي رأي المصدر أن المقاومة تتّبع مسار ذكي في المواجهات جعل الاسرائليين يخشون حصول عمليات اخلاء في الجولان المحتل على غرار ما حصل في المستوطنات في غلاف غزة وعلى طول الحدود الشمالية في لبنان، كما أن العمل الإحترافي للمقاومة في ضرب أماكن معينة للجيش الاسرائيلي جعل هذا الجيش في مأزق، حيث أن صواريخ المقاومة تطاله في الليل كما النهار رغم كل التدابير الإحترازية التي يقوم بها .
وإذ يعتبر المصدر الوزاري أن كل الإحتمالات واردة لناحية امكانية توسعة الحرب، فإنه يعتقد أن اسرائيل لن تكون قادرة على خوض حرب طويلة الأمد وهي غير معتادة أو مؤهلة لذلك، نعم لبنان يتضرر من أي حرب شاملة ، لكن في النهاية ان الكيان الاسرائيلي سيتصدع كل ما طال أمد الحرب ولم يحقق هدفه، مع الإشارة هنا الى أن أصحاب القرار في اسرائيل لا يملكون معرفة الى ما ستؤول اليه هذه الحرب إن وقعت.
وفي تقدير المصدر أن العدو الإسرائيلي سيحاول الضغط على الحافة أي على طول الحدود مع لبنان ، غير أن ذلك لن يغير من الواقع الميداني شيئاً، لأنه في المقابل سيشتد رد المقاومة، ولن يكون في قدرة الاسرائيلي الاستمرار طويلاً في هذه اللعبة التي ستكون اضرارها كبيرة، وان كان يعتمد إخفاء خسائره منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات.
وحول ما اذا كان يتوقع تحركاً ما لتجنب توسع الحرب، يسارع المصدر الوزاري الى التأكيد بأن كل الموفدين الدوليين الذين زاروا لبنان منذ تشرين من العام الماضي جاؤوا سعيا لوقف المواجهات في الجنوب ليس سعياً لاستقرار لبنان، إنما خوفاً على اسرائيل التي لا قدرة لها على خوض حرب على جبهتين.