أبرزرأي

مهاجمة روسيا بأسلحة غربية.. إلى أين تتجه حرب أوكرانيا؟

كتب كريستوف هاسلباخ في DW.

بات مسموحا لأوكرانيا الآن استخدام صواريخ أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا، وفق تقارير. وبالفعل أعلنت روسيا أن أوكرانيا أطلقت ستة صواريخ أمريكية على أراضيها. كل هذا يضع ألمانيا تحت الضغط لتسليم أوكرانيا صواريخ من نوع تاوروس.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) في بيان أن أوكرانيا أطلقت ستة صواريخ “أتاكمز”، أمريكية الصنع، على منطقة بريانسك الروسية. وقالت الوزارة، في بيانها إن الجيش أسقط خمسة من هذه الصواريخ، وألحق أضرارا بالسادس.

يأتي هذا بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أنّ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن سمح للمرة الأولى لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” ATACMS الأمريكية لضرب أهداف في عمق روسيا. ويقال إنَّ بايدن تخلى عن رفضه تسليم  أوكرانيا هذه الصواريخ بعد أن بات من المعروف أنَّ  روسيا نشرت قوات كورية شمالية في المنطقة الحدودية الروسية.

وكذلك قامت بريطانيا وفرنسا بتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، ولكن لم يتم استخدامها بعد ضد روسيا نفسها، بينما ترفض ألمانيا حتى الآن تزويد أوكرانيا بأسلحة مشابهة.

صواريخ “أتاكمز” الأمريكية

وصواريخ “أتاكمز” هي صواريخ قصيرة المدى من انتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية (Lockheed Martin). لقد تم تسليم النماذج الأولى من هذه الصواريخ إلى القوات المسلحة الأمريكية في عام 1990. واستخدمها الجيش الأمريكي في مناطق من بينها العراق وأفغانستان.

وتم تطويرها منذ ذلك الحين عدة مرات. وهذه الصواريخ تطلق من على مركبة مجنزرة أو من قاذفة صواريخ مدفعية، وتصل إلى هدفها في مسار دائري بمدى يبلغ أقصاه نحو 300 كيلومتر.

وتستخدم في رؤوسها الحربية بشكل خاص ذخائر عنقودية. ويصل ثمن الصاروخ الواحد منها إلى نحو مليون وسبعمائة ألف دولار أمريكي. وبحسب مجلة “وارزون” (Warzone) الإلكترونية فقد استخدمت القوات المسلحة الأوكرانية لأول مرة في خريف عام 2023 صواريخ “أتاكمز” ضد مواقع روسية، لكنها تقع ضمن أراضٍ أوكرانية تحتلها روسيا.

والآن بات مسموحًا لأكرانيا بموجب قرار من الرئيس جو بايدن أن تطلق هذه الصواريخ على أهداف داخل روسيا نفسها أيضًا – مثلًا في منطقة كورسك.

صواريخ “ستورم شادو” البريطانية و”سكالب” الفرنسية

وصواريخ “ستورم شادو” (Storm Shadow) البريطانية و”سكالب” (SCALP) الفرنسية هي صواريخ كروز جوالة. وعلى النقيض من الصواريخ، التي تتبع رحلتها إلى حد كبير مسارًا قوسيًا محددًا، فإنَّ الصواريخ الجوالة تطير بشكل موازٍ للأرض وعلى ارتفاع منخفض يبلغ أقل من 50 مترًا وتقوم أثناء ذلك بمسح التضاريس. 

وتمتاز صواريخ كروز الجوالة بصعوبة اكتشافها من الرادارات. وعلى العكس من صواريخ “أتاكمز” الأمريكية فإنَّ صواريخ “ستورم شادو” و”سكالب” يتم إطلاقها من الطائرات. وهذه الصواريخ المستخدمة منذ عام 2002 هي من إنتاج شركة “إم بي دي أيه” (MBDA) الأوروبية. ويصل ثمن الصاروخ الوحد منها إلى نحو مليون ومائة ألف يورو.

وقد استُخدمت أيضًا في العراق في عام 2003، وفي فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا في عام 2011، وفي عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش).

لقد سلمت بريطانيا وفرنسا هذه الصواريخ الجوالة إلى أوكرانيا في عام 2023، وتم إطلاقها من قاذفات قنابل أوكرانية من طراز سوخوي سو-24. ولكن هذه الصواريخ البريطانية والفرنسية لم يتم استخدامها حتى الآن – مثل صواريخ “أتاكمز” الأمريكية – إلَّا في مناطق أوكرانية تحتلها روسيا. ويبلغ مدى النماذج المُسلمة إلى أوكرانيا نحو 250 كيلومترًا.

صواريخ “تاوروس” الألمانية السويدية

وصواريخ تاوروس الألمانية السويدية هي أيضًا صواريخ جوالة يتم إطلاقها من طائرات مقاتلة، ثم تحلق على ارتفاع منخفض جدًا فوق الأرض وتبحث بشكل ذاتي عن هدفها المبرمج مسبقًا. بيد أنَّ صواريخ “تاوروس” يبلغ مداها 500 كيلومتر ويساوي ضعف مدى صواريخ “ستورم شادو” و”سكالب”، التي تم تسليمها إلى أوكرانيا.

ويبلغ ثمن الصاروخ الواحد منها نحو مليون يورو، ويتم استخدامها لضرب أهداف محتملة، مثل المخابئ أو مراكز القيادة، التي توجه منها قواتُ العدو عملياتها العسكرية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ صواريخ “تاوروس” يمكنها أيضًا اختراق العديد من الجدران الخرسانية المسلحة السميكة. ومن أجل ذلك يرتفع الصاروخ بشكل حاد قبل مسافة قصيرة من الهدف ويضرب من الأعلى في هبوط عمودي بطاقة حركية عالية.

ويشار إلى أنّ  المستشار الألماني أولاف شولتس أعلن مرارًا وتكرارًا عن رفضه تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، بسبب خشيته من أن يؤدي ذلك إلى  جر ألمانيا إلى الحرب.

في المقابل يؤيد تسليم صواريخ تاوروس إلى أوكرانيا كبار سياسيي حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحكومي، وكذلك سياسيو حزبي الاتحاد المسيحي المعارض. وهم يريدون أيضًا السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ تاوروس لمهاجمة أهداف داخل روسيا، تمامًا كما قرَّر جو بايدن الآن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى