مصر تُعزز آليات التعاون مع السودان في مكافحة الأوبئة

تعمل مصر على تعزيز آليات التعاون الصحي مع السودان، خصوصاً في مجالات مكافحة الأوبئة، ودعم المنظومة الصحية، والاستجابة لحالات الطوارئ، وذلك مع انتشار الأمراض التي تفشّت في ولايات سودانية عديدة، في ظل استمرار الحرب الدائرة بالبلاد منذ أكثر من عامين.
واستقبل نائب رئيس الوزراء المصري وزير الصحة والسكان، خالد عبد الغفار، وزير الصحة السوداني، هيثم إبراهيم عوض الله، الأربعاء، لبحث سُبل تعزيز التعاون الصحي بين البلدين، ومتابعة الموقف التنفيذي لمشروع دعم مرضى القصور الكلوي السودانيين المقيمين في مصر، بالتعاون مع «منظمة الصحة العالمية» و«مركز الملك سلمان للإغاثة».
وقال المتحدّث باسم وزارة الصحة المصرية، حسام عبد الغفار، «إن الاجتماع تناول مناقشة آليات تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الأوبئة، ودعم النظام الصحي السوداني، والاستجابة للطوارئ»، مشيراً إلى أن «مصر أكَّدت استعدادها لتقديم دعم شامل يشمل توفير 200 ألف علبة ألبان صناعية شبيهة بلبن الأم، و200 أسطوانة أكسجين، إلى جانب التعاون في القطاع الدوائي، ومكافحة الأمراض المتوطنة».
ويعيش السودان أوضاعاً صحية صعبة نتيجة تفشّي «وباء الكوليرا»، إلى جانب انتشار «الملاريا» و«حُمّى الضنك»، في ظل نظام صحيّ مُتداعٍ.
وقبل أيام، حذّر مكتب «الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية»، من أن هناك أكثر من 3 آلاف وفاة، و120 ألف مصاب جرّاء «الكوليرا» في السودان.
وأكّد المكتب، عبر منصة «إكس»، أن النظام الصحي في السودان يواجه صعوبة في مواجهة «وباء الكوليرا» بعد تدمير 75 في المائة من مرافقه جرّاء الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، مشيراً إلى أن «نقص التمويل المستدام يُهدد بتقويض جهود الاستجابة الجارية لمواجهة الوباء».
وحسب المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، فإن اللقاء الوزاري تضمن «الاتفاق على إرسال قافلة طبية مصرية إلى مستشفى عثمان دقنة في بورتسودان، تضم نخبة من الأطباء لتقديم خدمات طبية وجراحية متخصصة».
وأكّد وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، «التزام مصر الراسخ بدعم الأشقاء في السودان، انطلاقاً من العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين».
وفي مايو (أيار) الماضي، شددت السلطات الصحية في مصر إجراءاتها الوقائية على مختلف المنافذ الحدودية، في إطار خطة تستهدف منع تسلل «الكوليرا» إلى البلاد، «على خلفية التفشّي المتسارع للمرض في السودان»، وفق بيان لوزارة الصحة المصرية.
و«الكوليرا» هي عدوى حادة تُسبب الإسهال، وتنجم عن استهلاك أطعمة أو مياه ملوثة بالبكتيريا المسببة للمرض. ويعاني معظم المصابين إسهالاً خفيفاً أو معتدلاً، ويمكن علاجهم بمحلول تعويض السوائل عن طريق الفم، إلا أن المرض قد يتطور بسرعة، ومن الحيوي بدء العلاج بشكل مبكر لإنقاذ الأرواح.
وأشار مستشار وزير الصحة المصري لشؤون الرعايات والطوارئ، شريف وديع، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى أن «بلاده قدّمت الرعاية الطبية لنحو 300 ألف سوداني مقيم على أراضيها منذ اندلاع الحرب، إضافةً إلى تقديم نحو 50 ألف جرعة من اللقاحات والطعوم».




