رأي

مرشَّحو الوجاهة ولوائح الأنانيات!

كتب صلاح سلام في “اللواء”:

كثرةُ المرشحين وتعدُّد اللوائح في كل الدوائر الإنتخابية، يبقيان ظاهرة إيجابية في صلب النظام السياسي الديموقراطي المُهدّد بالإختناق من أزماته الإقتصادية والمعيشية، في ظل سلطة عاجزة عن اتخاذ أدنى الإجراءات للحفاظ على ما تبقَّى من مقومات الدولة. 
كمية المرشحين لا تدل على توفر النوعية المطلوبة في معظم الدوائر، حيث أدى غياب التنظيمات الحزبية الوطنية الشاملة إلى نوع من التفلُّت في تقديم الترشيحات، وتغليب الكيديات العائلية والفردية والسياسية الضيقة، على المعايير الوطنية والأخلاقية والمهنية، ودون إعطاء أي اعتبار لحسابات الربح والخسارة، وبقيت مستلزمات الوجاهة الزائفة هي الدافع الأول والأخير «للطارئين» على العمل السياسي. 
لم تنفع محاولات جمع اللوائح واختصار عدد المرشحين في تحقيق الأهداف المرسومة لها، بسبب الأنانيات المهيمنة على «أغرار» السياسة، وكأنهم يخوضون معارك الحياة والموت في ساحات الوغى الإنتخابية، وعلى نتائجها يتوقف، ليس مستقبلهم السياسي وحسب، بل ومستقبل الوطن ومصير مواطنيه! 
ومن المحزن فعلاً أن يكون تمثيل بيروت وطرابلس بما تستحق العاصمتين الأولى والثانية من مكانة وطنية وسياسية، موضع إختبار قاسٍ هذه المرة، بسبب تشظي التحالفات الإنتخابية، وما نتج عنه من كثرة اللوائح حيث بلغت في سيدة العواصم سبع لوائح، وفي الفيحاء إحدى عشرة لائحة! 
التنافس بين لوائح من لون سياسي واحد في المدينتين، سيفسح المجال لخصوم الخط السياسي الواحد بإختراق التمثيل الأكثري التقليدي، ويُتيح للطارئين فرصة الوصول إلى المقعد النيابي، وسيؤدي في الوقت نفسه إلى خسائر غير محددة للفريق المشرذم والمتشظي سعياً لمكاسب غير واقعية، بل هي بالتأكيد وهمية. 
وما حصل بين جماعات المجتمع المدني وفصائل حراك ١٧ تشرين من إنقسامات وصراعات وصلت إلى حد التعارك على المقعد الإنتخابي الواحد، قضى على آخر الرهانات على إمكانيات التغيير المنشود في البنية السياسية الحالية الفاسدة، عبر إنتخابات ١٥ أيار. 
لا ضرورة للخوض في الوحول الإنتخابية، وتسمية لوائح الشرذمة ومرشحي الوجاهة، «فالشمس طالعة والناس قاشعة»، وأجواء الإحباط والقرف تُهيمن على شرائح كبيرة من الناخبين وفي مختلف الدوائر الإنتخابية، من عكار شمالاً إلى النبطية وصور جنوباً إلى البقاع غرباً ووسطاً وشمالاً، وهو ما ستظهره صناديق الإقتراع ، فى حال جرت الإنتخابات في موعدها، ولم يتم تأجيلها في اللحظات الأخيرة!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى