مديرة الوكالة الأميركية للتنمية أعلنت عن تقديم تمويل جديد للبنان
عقدت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية سامنثا باور مؤتمراً صحفيًّا في قاعة الإعلام في صالون الشرف في المطار قبيل مغادرتها لبنان قالت فيه: “زرت المجتمع اللبناني الذي يستضيف لاجئين سوريين، وأنا على علمٍ بأعداد تلك المستضيفة للّاجئين. يمكن لهؤلاء الحصول على المياه الآن جرّاء التسريب الكهربائي الجديد الناتج عن تركيب مضخّة تعمل بواسطة الطاقة الشمسيّة في هذا المجتمع”.
وأضافت: “ساعدت الولايات المتّحدة الأمريكيّة في تركيب واحدة من أصل 40 مضخّة تعمل بواسطة الطاقة الشمسيّة في جميع أنحاء لبنان. لقد تعهّدت بمبلغ 8.5 مليون دولار إضافي بهدف العمل مع شركائنا على الأرض لتركيب 22 مضخّةٍ إضافيّةٍ تخدم نصف مليون لبناني آخرين”.
واستطردت: “تحدثت إلى طلاب في الجامعة الأميركية في بيروت، الذين يمثلون مستقبل هذا البلد، وأعلن اليوم عن تقديم تمويل جديد بقيمة 50 مليون دولار، لمساعدة أكثر من 3600 طالب في الحصول على منح دراسية ومساعدات مالية. وبالطبع قابلت القادة السياسيين في البلاد بمن فيهم رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، وأحثهم على وضع احتياجات الشعب اللبناني في المقام الأول وملء هذا المنصب الرئاسي غير المسبوق في سرعة”. وأردفت قائلة : “تحدثت إلى بعض الأفراد في لبنان الذين عبروا عن قلقهم الشديد في شأن مصير هذه الأمة العظيمة بعد سنوات من الخلل السياسي والصدمات الاقتصادية التي تشمل بالطبع جائحة كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت الأليم. أمة أصبح الفقر فيها الآن معيارا معتمدا لما يقارب ¾ من السكان، وهي أمة تتميز بكثرة الأراضي الصالحة للزراعة فيها فقارنة بدول العالم العربي، ومع ذلك فهي تكافح الآن في ظل أزمات انعدام الأمن الغذائي.
أمة تتميز بكونها نقطة التقاء الثقافة والاقتصاد والفكر لآلاف السنين. وأما الآن، فتواجه أزمة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم في القرن والنصف المنصرم، فضلا عن هجرة عدد كبير من المهنيين اللبنانيين الموهوبين إلى بلدان أخرى بما في ذلك المهنيين الطبيين”. مضيفة “تضخم مفرط غير واضح، وحالات وفيات متصاعدة، ونقص في الوقود والخدمات الرئيسة التي جرى قطعها أو في حالة انهيار. من الواضح أن الوضع يزداد سوءا. ولكنني سمعت أيضًا قصة أخرى هنا هذا الأسبوع. قمت بجولة في إحدى أهم الهيئات في الدولة، المتحف الوطني في بيروت. فالتجول في قاعات هذا المتحف اليوم كأن نشهد على تاريخ وثقافة مفترق الطرق القديم هذا. ولكن منذ جيل مضى، كما تعلمون جميعا، وقف هذا المتحف على الخط الأخضر في وسط الحرب الأهلية في البلاد. لمدة 15 عاما، عانى المتحف نفسه من الحصار والإهمال. وقد اتسمت جدرانه بثقوب الرصاص ومخلفات الحرب، وغمرت قاعاته مياه الأمطار. مثلما أعيد بناء هذا البلد واستعادته، لدى لبنان الفرصة نفسها اليوم، للبناء على روح الصمود والتجديد التي يشتهر بها لبنان في كلّ ركن من أركان العالم، بهدف التخطيط لأيّام أفضل في المستقبل. وحتى في خضم حالة عدم اليقين الحالية، ثمة خطوات واضحة يمكن اتخاذها من أجل بناء خطوات واضحة إلى الأمام”.
وأكدت: “لقد بعث الاتفاق التاريخي بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية حياة جديدة في الآفاق الاقتصادية للبنان، ويعد خبرا سارا ونادرا في هذه المنطقة والخارج. إنها إشارة واضحة للعالم الخارجي، وللحكومات والمستثمرين في القطاع الخاص، لوجود إرادة سياسيّة هنا تهدف إلى إجراء تغييرات جوهرية كبيرة تخدم الناس وتهدف إلى الاستقرار وتقاسم الرخاء. وتوفر صفقات الطاقة التي اقترحتها مصر والأردن بالمثل حزمة لإعادة التيار الكهربائي إلى لبنان، وهي ضرورة لإعادة تنشيط الاقتصاد بالطريقة المناسبة”.
وشددت على وجوب “أن تمهد هذه التحرّكات الطريق لقادة لبنان للاستفادة من أفضل الاحتمالات لكسر دوامة الأزمة الاقتصاديّة الراهنة، فضلا عن تقديم صندوق النقد الدولي قرضا بقيمة 3 مليارات دولار، مرهونا بإصلاحات اقتصادية طبيعية ملحة والتي طال انتظارها. ويمكن للبنان أن ينهض من هذه الفترة الضعيفة في تاريخه تماما كما فعل في أعقاب الحرب الأهلية، والولايات المتحدة مستعدة وحريصة على المشاركة بطرق أكثر جوهرية، كما فعلت بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمدة 60 عاما”.
وكذلك شددت على ضرورة “أن يضع القادة السياسيون في لبنان شعب هذا البلد أولا، فضلا عن الأفراد المحتاجين حقا، الأفراد الذين يكافحون، أن يضعوا رفاهيّة هؤلاء الأفراد كأولوية قبل أي حزب، أو طائفة، أو ميول سياسي. ويحتاج لبنان إلى حكومة ذات تفويض لتبني الإصلاحات وتنفيذها. يحتاج لبنان إلى قادة على استعداد لوقف الاقتتال الداخلي، والتوقّف عن توجيه أصابع الاتهام، والتوقف عن إلقاء اللوم على القوى الخارجية، والبدء في حل المشاكل لأبناء هذا البلد الذين انتظروا طويلا”.