مجموعة السبع تدعو إلى مواصلة فتح الأسواق العالمية وسط مخاوف نقص إمدادات الحبوب بسبب الحرب في أوكرانيا

أدان وزراء الزراعة في الدول الصناعية السبع بشكل جماعي حرب روسيا على أوكرانيا وأصدروا نداء لفتح الأسواق وسط مخاوف متزايدة من نقص الحبوب العالمي.
وفي بيانهم الختامي بعد انتهاء اجتماعهم مساء السبت التزم الوزراء بالمساعدة في «ضمان الإمدادات الغذائية للشعب الأوكراني ودعم المزارعين الأوكرانيين في الحصول على المُدخلات الأساسية، بما في ذلك الوقود والأسمدة والأعلاف والبذور، وفي إنتاج مواد غذائية كافية وآمنة وتحتوى على عناصر غذائية مفيدة».
وانتقد وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير حظر الهند تصدير القمح، قائلا إن جميع الدول «وخاصة الدول المُصدِّرة الكبرى، تتحمل أيضا مسؤولية بقية العالم». وفي وقت سابق، أعلنت نيودلهي حظراص فوريا على صادرات القمح، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي لسكانها (1.4 مليار نسمة). وسيتم تنفيذ عقود التصدير التي أبرمت قبل صدور المرسوم، لأن هذا الإجراء يتعلق بالصادرات المستقبلية. ولن يكون هناك صادرات مستقبلاً إلا بإذن خاص من نيودلهي التي ستقرر في كل حالة على حدة الموافقة على الطلبات الواردة من بلدان أخرى «لتلبية حاجاتها».
وحتى السبت كانت الهند تُبدي استعدادها لمساعدة الأسواق العالمية في حال حدوث مشاكل في الإمدادات.
وقال وزير التجارة والصناعة بيوش غويال الشهر الماضي «لقد حرص مزارعونا على الاهتمام ليس فقط بالهند لكن بالعالم بأسره».
وكانت الهند أشارت إلى رغبتها في زيادة صادراتها السنوية من القمح اعتباراً من الأول من نيسان/أبريل من 7 إلى 10 ملايين طن ما يخفف الضغط عن القطاع.
كما أعلنت أيضاً أن وفودا ستتوجه إلى عدة دول في شمال افريقيا وتركيا وفيتنام وتايلاند ولبنان «لدرس سبل تعزيز صادرات القمح من الهند». ولم يتضح ما إذا كان برنامج الزيارات على حاله.
ويأتي إعلان نيودلهي في وقت تواجه الهند موجات حر شديد منذ شهرين. فآذار/مارس الفائت كان الأكثر حرارة في تاريخ البلاد، واستمرت موجة الحر في الأسابيع الأخيرة مع درجات حرارة تزيد أحيانًا عن 45 درجة. وتوقع خبراء تغير المناخ أن تتعرض الهند لموجات الحر هذه أكثر فأكثر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر أشارت الحكومة إلى أن هذه الظروف المناخية ستؤدي لأول مرة منذ ست سنوات إلى انخفاض محصول القمح بنسبة 5% على الأقل مقارنة بعام 2021. وقد تم حصاد حوالي 110 ملايين طن العام الماضي.
و أوصىوزراء الزراعة خلال اجتماعهم بإثارة الموضوع خلال اجتماع لرؤساء دول وحكومات مجموعة السبع في حزيران/يونيو، حيث ستكون الهند حاضرة كضيف.
وأدت حرب روسيا على أوكرانيا إلى ارتفاع هائل في أسعار الحبوب، مع التأثير المحسوس في البلدان النامية على وجه الخصوص. وأثارت الحرب أيضاً مخاوف من نقص الغذاء العالمي حيث تعد أوكرانيا واحدة من أهم منتجي القمح في العالم وكذلك مُوّرِّدا رئيسيا للذرة وزيت طهي الطعام.
وأعلن وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير بعد اجتماع مع نظرائه «إذا بدأ الجميع بفرض مثل هذه القيود على الصادرات أو حتى إغلاق الأسواق فلن يؤدي ذلك سوى إلى تفاقم الأزمة وسيضر ذلك بالهند وبمزارعيها».
وأضاف «لقد قررنا رفض القيود على التصدير وندعو إلى إبقاء الأسواق مفتوحة. وندعو الهند لتحمل مسؤولياتها كدولة عضو في مجموعة العشرين».
ويهدد ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية يهددان بخطر المجاعة والاضطرابات الاجتماعية لا سيما في البلدان الفقيرة التي تستورد احتياجاتها من الحبوب بكميات كبيرة.
ويثير هذا الاطار أيضًا مخاوف من اتخاذ الدول المصدرة تدابير حمائية: ففي نهاية نيسان/أبريل حظرت إندونيسيا، أول منتج لزيت النخيل في العالم تصديره لاحتواء ارتفاع الأسعار في السوق المحلية والشح.
من جهتها أعلنت منظمة «غرينبيس» المعنية بحماية البيئة عدم رضاها عن نتائج مؤتمر وزراء زراعة دول مجموعة السبع. وقال ماتياس لامبرشت، خبير الزراعة الألماني في المنظمة في تصريحات صحافية أمس أنهملم يوضحوا الإجراءات الملموسة التي سيتخذونها من أجل دعم استقرار الأسواق.
وتابع القول «على سبيل المثال لن يكون هناك غرام قمح واحد متوفرا لإمداد الأشخاص المهددين بالجوع، إذا توقفت الصادرات من أوكرانيا».
وحسب تصريحات وزير الزراعة الألماني جيم أوزديمير، تعتزم مجموعة السبع مراقبة أسعار السلع الغذائية والإنتاج على نحو أقوي مما كان يحدث من قبل، موضحا أن ذلك سيسري مثلا على أسعار السماد.
… وتتعهد بمواصلة الضغط الاقتصادي على روسيا وعزلها سياسياً
فايسنهاوس (ألمانيا) – رويترز: تعهد وزراء خارجية دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى بتعزيز عزلة روسيا الاقتصادية والسياسية، ومواصلة تزويد أوكرانيا بالسلاح ومواجهة ما وصفته وزيرة الخارجية الألمانية «بحرب القمح» التي تشنها موسكو.
وبعد اجتماعهم في منتجع فايسنهاوس المطل على بحر البلطيق، تعهد دبلوماسيون كبار من بريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بمواصلة مساعدتهم العسكرية والدفاعية «طالما كان ذلك ضرورياً».
وجاء في بيان مشترك أنهم سيعالجون أيضا ما وصفوه بالتضليل الروسي الذي يهدف إلى إلقاء اللوم على الغرب في مشكلات الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو وحثوا الصين على عدم مساعدة روسيا أو تبرير الحرب التي تشنها. وقال البيان «سنُسرِّع جهودنا لتقليل وإنهاء الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية وبأسرع وقت ممكن، والبناء على التزامات مجموعة السبع بالتخلص التدريجي أو حظر واردات الفحم والنفط الروسي». وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحافيين «هل فعلنا ما يكفي لتخفيف تبعات هذه الحرب؟ إنها ليست حربنا. إنها حرب رئيس روسيا، لكن تقع على عاتقنا مسؤولية عالمية».