أبرزرأي

لهذه الأسباب تسعى واشنطن والغرب لعدم توسع رقعة الحرب

كتب حسين زلغوط خاص رأي سياسي

يكاد لا يمر يوم منذ الثامن من تشرين الاول الماضي، أي اليوم الذي تلا عملية “طوفان الاقصى” إلا ويتوجه فيه عدد لا بأس به من الدبلوماسيين الغربيين الى بعض القيادات اللبنانية بأسئلة استفسارية حول ما إذا كان لبنان من الممكن ان يدخل الحرب مع اسرائيل أم لا، ولم يتلقى هؤلاء الى الآن أجوبة صريحة وحاسمة، وهو ما جعلهم يحتارون حول ما يكتبون في تقاريرهم الى دولهم حيال هذه المسألة.
وبعد ان أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بشكل علني انخراط الحزب في هذه الحرب منذ الثامن من تشرين الاول، تحولت اسئلتهم لتصبح هل من الممكن ان تتوسع هذه الحرب وتتخطى المناطق المتاخمة للحدود، على غرار ما حصل في تموز من العام 2006، وجاءهم الجواب كذلك من السيد نصرالله نفسه عبر خطاب له ايضا بأن هذا الموضوع يحدده الميدان، لتتحول اسئلة السفراء الغربيين من استفسارية الى تحذيرية ، والتهويل بأن اتساع رقعة الحرب سيدخل المنطقة برمتها في آتون حرب لا تبقي ولا تذر، وقد خاطبت السفيرة الاميركية في لبنان دورثي شيا اكثر من مسؤول لبناني قائلة إن البوارج الاميركية الموجودة الآن في البحر المتوسط جاءت ليس لمراقبة الاحداث الجارية وحسب ، وانما هي ستنخرط في اي حرب واسعة يخوضها “حزب الله” مدعوماً من ايران، وهذا ان حصل ستكون له ارتدادات قوية على لبنان الذي يعج بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي دعت من التقت بهم الى الضغط بكل قوة من أجل الحفاظ على الوضع على ما هو عليه، حتى ان هناك من اشار الى ان مسؤولين اميركيين عن طريق اصدقاء طلبوا التواصل مع “حزب الله” لهذه الغاية وجاء جواب الحزب بالرفض المطلق.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الاهتمامات الدولية بمعرفة مسار ومصير الحرب الدائرة اليوم وخصوصا من قبل الولايات المتحدة ودول اوروبية ناجمة من خوف على لبنان أم ماذا؟.

وفق كل التقديرات فإن واشنطن تضع في سلّم اهتماماتها أمن وحماية اسرائيل وقد ظهر ذلك جليا من خلال الزيارات السريعة التي قام بها الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرا خارجيته ودفاعه الى تل ابيب في اعقاب عملية “طوفان الاقصى” محملين بالدعم العسكري والمالي والمعنوي، مع اعطاء الضوء الأخضر لإجتياح غزة ، وهذا يعني ان تحذير اميركا من توسيع الحرب ناجم عن خوف من هلاك اسرائيل ، وثاني الاسباب الخوف على وجودها في المنطقة حيث ان عدة قواعد عسكرية تابعة لها في سوريا والعراق تتعرض يوميا للهجمات والصواريخ وعبر المسيرات ، وفي حال توسعت الحرب فإن هذه الهجمات ستزداد ويصبح وجودها في الشرق الاوسط محفوفاً بالمخاطر، وهي لتجنب كل هذه الامور مجتمعة تضغط للحؤول دون توسع رقعة الحرب.

أما الأسباب الغربية فلا تختلف من حيث الشكل عن الاسباب الاميركية ، زائد ان بعض الدول الاوروبية ترى ان اندلاع حرب واسعة بين لبنان واسرائيل سيؤدي الى حركة نزوح للسوريين وغيرهم عبر البحر الى دول اوروبية ، وهذا الامر يقلق كثيرا بعض الدول التي يتواجد فيها أعداد هائلة من النازحين السوريين، سيما وان هذه الدول تعاني كثيرا من تأثير الحرب الروسية- الاوكرانية على الاقتصاد، حيث تجاوزت خسائر الدول الاوروبية نتيجة هذه الحرب ما يزيد عن 800 مليار يورو ، وهذا يعني ان هذه الدول لن يكون في مقدورها استيعاب المزيد من النازحين اليها، وهي لأجل ذلك تعمل على ان يبقى لبنان في منأى عن الحرب كي لا يضطر اعداد هائلة من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وجنسيات اخرى الهروب اليها بما يؤدي الى تفاقم ازماتها الداخلية اكثر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى