لماذا النساء أكثر قدرة على مقاومة “كورونا” من الرجال؟
خلال العالم الماضي، تم الإبلاغ عن أن نحو 63% من وفيات فيروس كورونا المستجد في أوروبا، من الرجال، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وفي كل مرحلة من معركة العلماء والخبراء والأطباء التي استمرت عامين ضد كوفيد، أثبت أن الرجال هم الجنس الأضعف في محاربة الفيروس التاجي، الأمر الذي يرجع إلى هرمونات النساء.
وبناءً على أحدث بيانات هيئة الخدمات الصحية البريطانية الوطنية “NHS” توفى الرجال بأعداد أكبر بكثير من فيروس كورونا، وكانوا أيضاً أبطأ في الحصول على التطعيم.
ووفقاً لمايكل موسلي، طبيب سابق عمل في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ومشهور بتقديم برامج تلفزيونية عن علم الأحياء والطب، تشير الدراسات إلى أن النساء يتم حمايتهن من بعض أسوأ آثار العدوى بكوفيد، بفضل هرموني الأستروجين والبروجسترون الأنثويين.
ولذلك، يعطي الباحثون الآن الرجال المصابين بكوفيد هذه الهرمونات لمعرفة إمكانية ذلك في منع الاستشفاء لفترات طويلة والوفاة جراء الفيروس التاجي.
الطرق المختلفة التي يستجيب بها الجنسين لفيروس كورونا لافتة للنظر، ففي بداية الوباء مباشرة، أظهرت البيانات الواردة من الصين أن ثلثي الموجودين في المستشفى كانوا من الرجال.
بالإضافة إلى أن الرجال الذين أصيبوا بفيروس كوفيد كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 50%، وفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ولا يعني ذلك أن النساء لا يمرضن أو يتوفين من كوفيد، ولكن هذا يحدث بأعداد أقل.
ولا شك في أن هذا مرتبط بشكل جزئي بكون الرجال سيئين في الاعتناء بصحتهم (يدخنون أكثر ويأكلون فاكهة وخضروات أقل من النساء)، كما وجدت دراسة أميركية العام الماضي أنهم كانوا أقل عرضة لارتداء الكمامات الواقية والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
كما أن الرجال أكثر عرضة لزيادة الوزن: 80% من الرجال فوق 55 عاماً يعانون زيادة الوزن أو السمنة (مقارنة بـ68 % من النساء)، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض شديد الأعراض أو الوفاة من كوفيد في حالة الإصابة به.
ولكن هناك أيضاً عامل الهرمونات، فالنساء أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية لأن الإستروجين والبروجسترون يعززان من قوة جهاز المناعة، ولكن يبدو أن هرمون الذكورة، التستوستيرون، يثبطها، وفقاً للصحيفة.
والنتيجة هي أن النساء عادة ما يكون لديهن استجابة مناعية أقوى بكثير للعدوى (إذ يساعد الإستروجين على تنظيم الخلايا التائية، وهي جزء حيوي من جهاز المناعة) كما أنهن ينتجن استجابة مناعية أقوى للقاحات المضادة لكوفيد.
وبسبب هذه القوة الخارقة التي يحركها الهرمون، تقل أيضاً احتمالية وفاة النساء بسبب السرطان مقارنة بالرجال.
وكان باحثون في ووهان قد وجدوا أن النساء اللائي لديهن مستويات منخفضة من هرمون الإستروجين كن أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة.
ووجدت دراسة حديثة من كلية “كينغز لندن” البريطانية، أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عاماً ويتناولن حبوب منع الحمل المركبة (مزيج من الإستروجين والبروجسترون) أقل عرضة للإصابة بأعراض من النساء اللواتي لا يتناولن حبوب منع الحمل.
وبالمثل، فإن النساء اللائي يتناولن العلاج بالهرمونات البديلة (على شكل هرمون الإستروجين) أقل عرضة للوفاة بسبب كورونا، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة برلين بألمانيا.
ويبحث العلماء الآن فيما إذا كانت الهرمونات الأنثوية يمكن أن تساعد الرجال على محاربة كوفيد أم لا.