أبرزرأي

لبنان يواجه قطوع التمديد “لليونيفل” من دون اي تعديل في المهمة والتحرك.

تيريز القسيس صعب

خاص_ رأي سياسي

بات مؤكدا ان لبنان يتحضر لخوض مواجهة ديبلوماسية قاسية خلال الايام المتبقية من هذا الشهر والتي تسبق التجديد السنوي لقوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني في ٣١ من الجاري.
وازاء هذا الامر فإن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قد يتوجه مطلع الاسبوع المقبل إلى نيويورك للمشاركة في جلسة التجديد لليونيفل، متابعا طلبا لبنانيا بتغيير او ادخال تعديل في مهمة اليونيفيل لتتماشى مع واقع الأرض الجنوبية، على ان تكون اي مهمة او تحرك لهذه القوة منسقة مع الجيش اللبناني.
هذا الامر استدعى تحركا ديبلوماسيا لافتا لابوحبيب مع المراجع الدولية والديبلوماسية الغربية المعتمدة في لبنان، وذلك بهدف إيضاح وجهة النظر اللبنانية إزاء هذا الطلب، والذي بات يشكل كل سنة ازمة ومشكلة بين لبنان والامم المتحدة لتمرير التجديد لليونيفيل بكل سلاسة ومن دون اي ضغوط تمارس على لبنان.
الا ان هذا العام تحديدا، فإن التجديد للقوات الزرق لن يمر مرور الكرام من دون شد حبال، ومكاسب سياسية وديبلوماسية تفرضها الظروف الدولية والاقليمية.
فالدول الدائمة العضوية الولايات المتحدة الاميركية، بريطانيا وفرنسا ترفض رفضا قاطعا تغيير القرار الصادر العام الماضي والذي يتيح “لليونيفيل التحرك بحرية من دون التنسيق مع الجيش”، في حين ان روسيا والصين تتحفظان عن تاييد لبنان، لا بل تحاولان الإبتعاد بديبلوماسية عن رفض او دعم هكذا طلب.

مسودة فرنسية

وتوقعت مراجع ديبلوماسية في نيويورك ان تشهد جلسة مناقشة قرار التجديد كلاما عالي السقف من قبل مندوبي الدول الأميركية، البريطانية والفرنسية، حيث سيتناولون تطورات الاوضاع الامنية الاخيرة لاسيما حادثة الكحالة وشاحنة سلاح “حزب الله”، اضافة الى المعارك التي شهدتها المخيمات الفلسطينية في صيدا وتداعياتها على الوضع العام، وتوغل إسرائيل باتجاه الجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة، ونصب خيمتين ل “حزب الله” في مزارع شبعا. كذلك فإن المداخلات ستتناول ايضا مسألة الصواريخ الفلسطينية التي اطلقت في اتجاه اسرائيل، والحادثة الاخيرة التي تعرضت لها دورية “اليونيفيل”السنة الماضية في العاقبية، وادت الى مصرع جندي ايرلندي وجرح آخرين، اضافة الى المضايقات اليومية التي تواجهها هذه القوة في تنقلاتها في بعض المناطق الجنوبية…..
في المقابل اكدت معلومات فرنسية في نيويورك ل “رأي سياسي” ان مسودة قرار التجديد التي وضعتها فرنسا باتت اليوم في متناول الجهات الدولية.
وقالت ان فرنسا حريصة على دور اليونيفيل في الجنوب وهي تعتبر ان وجود هذه القوات يشكل عاملا قويا للامن والاستقرار في هذه البقعة الحدودية مع اسرائيل وفي المنطقة بشكل خاص.
وقالت إن المسودة لم تتطرق إلى الطلب اللبناني الداعي الى تنسيق تنقل حركة اليونيفيل مع الجيش، لا بل ابقى قرار التجديد على القرار الذي صدر العام الماضي من دون اي تعديلات او تغيرات، في حين ان الحكومة اللبنانية تطمح الى العودة للاتفاق الموقع بينها ومجلس الامن والذي يحدد طبيعة عمل القبعات الزرق وحركتهم بالتنسيق مع الحكومة والجيش.
حتى الساعة لا تبدو ان الاتصالات الديبلوماسية التي يقودها بوحبيب والفريق الديبلوماسي في نيويورك إيجابية ومسهلة، وربما لن تثمر في احداث متغيرات ما قد تعدل في مضمون مسودة القرار.
اما الصين وروسيا اللتيين تعملان على خط موازي للتخفيف من وطاة قرار التجديد، لم تنجحا في اقناع بعض الدول على ادخال تعديلات على هذه المسودة لانهما مكبليين ومحاصريين في حال استخدما “الفيتو”، وهذا يعني نسف القرار من رمته، لا بل اكثر من ذلك، تطيير وجود القبعات الزرق في الجنوب. وباعتقاد المصدر انه ليس امامهما الا الامتناع عن التصويت او عدم التصويت.
وتلفت المصادر إلى أن تحرك اللوبي اللبناني مع المراجع السياسية في الادارة الاميركية واتصالاتهم مع قياديين ومسؤوليين في الكونغرس او في الامم المتحدة، يعطي صورة أوضح عن هشاشة الوضع السياسي في لبنان وتداعياته.
وتوقعت المصادر ان الولايات المتحدة الاميركية قد تفرض مزيدا من العقوبات خلال الأشهر القادمة، وهذا دليل واضح ومحفز على التشدد الدولي في اتخاذ اي قرارات من شانها إنهاء الوضع المذري والغير سليم في لبنان

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى