كيفية تعلم المشاعر الايجابية …

هل تعاني من التشاؤم الدائم وتعجز عن النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس؟ علماء النفس يقولون إن بإمكانك تعلم التفاؤل وإن هذه المشاعر الإيجابية من الممكن أن تكون مكتسبة
التفاؤل المكتسب هو مفهوم ظهر في أحد فروع علم النفس والذي يسمى علم النفس الايجابي وقد تم توصيف التفاؤل المكتسب من قبل عالم النفس مارتن سيليجمان الذي يعتبر مؤسس حركة علم النفس الإيجابي.
وفقاً لسليجمان، فإنه بإمكانك أن “تتعلم” كيف تكون متفائلاً، وهذا التفاؤل المكتسب يعتبر من الطرق المهمة لمساعدة الناس على تحقيق مستويات أفضل من الصحة العقلية والجسدية والنفسية.
وقد ألف سليجمان كتاباً يركز على سيكولوجية التفاؤل المكتسب. وساعد عمله في إلهام صعود علم النفس الإيجابي.
يقترح الباحثون أنه إضافة إلى كونها وراثية جزئياً، فإن مستويات التفاؤل تتأثر أيضاً بتجارب الطفولة، وضمن ذلك الدفء الأبوي والاستقرار المالي.
ومع ذلك، يشير عمل سليجمان إلى أن من الممكن تعلم المهارات التي يمكن أن تساعدك على أن تصبح شخصاً أكثر تفاؤلاً. إذ يمكن لأي شخصٍ تعلم هذه المهارات، بغض النظر عن مدى تشاؤمهم.
وتشير أبحاث سليجمان إلى أنه قد يكون من المفيد تعليم الأطفال مهارات التفاؤل في وقت متأخر بما فيه الكفاية في مرحلة الطفولة بحيث يتمتع الأطفال بمهارات ما وراء المعرفية لتكييف أفكارهم الخاصة، وأشار إلى ضرورة اكتساب هذه المهارات قبل بداية سن البلوغ. قد يكون تعليم مثل هذه المهارات خلال هذه الفترة الحرجة هو المفتاح لمساعدة الأطفال على درء عدد من الأمراض النفسية، وضمن ذلك الاكتئاب.
يعتقد سليجمان أنه يمكن لأي شخص أن يتعلم كيف يصبح أكثر تفاؤلاً. لذلك قام بتطوير اختبار التفاؤل المكتسب المصمم لمساعدة الناس على اكتشاف مدى تفاؤلهم.
يُعرف نهج سليجمان بنموذج “ABCDE” للتفاؤل المكتسب، ويتضمن:
- المرحلة الأولى: تحديد نوع المحنة التي تمر بها
- أفكارك حول المحنة التي تمر بها: كيف نفسر هذه المحنة
- النتيجة: الطريقة التي نتصرف بها أو نستجيب لها أو نشعر بها، حيال هذه المحنة
- تحدي معتقداتك: الجهد الذي نبذله للجدل أو الاعتراض على الاعتقاد الذي كوّناه عن هذه المحنة
- التنشيط: النتيجة التي تظهر من محاولة تحدي معتقداتنا
لاستخدام هذا النموذج لتعلم أن تكون أكثر تفاؤلاً، إليك بعض الأمثلة:
المرحلة الأولى:
فكر في نوع من الشدائد التي واجهتها مؤخراً. قد يكون شيئًا متعلقًا بصحتك أو عائلتك أو علاقاتك أو وظيفتك أو أي نوع آخر من التحديات التي قد تواجهها.
على سبيل المثال، تخيل أنك بدأت مؤخراً خطة تمرين جديدة ولكنك تواجه مشكلة في الالتزام بها.
أفكارك حول المحنة التي تمر بها
قم بتدوين الأفكار التي تدور في ذهنك عندما تفكر في هذه المحنة. كن صريحًا قدر الإمكان ولا تحاول تلطيف مشاعرك أو تعديلها.
في المثال السابق، قد تفكر في أشياء مثل “لا أستطيع الالتزام بخطة التمرين تلك” أو “لن أتمكن مطلقًا من تحقيق أهدافي” أو “ربما لست قويًا بما يكفي لتحقيق أهدافي”.
النتيجة
فكِّر في نوع العواقب والسلوكيات التي ظهرت من المعتقدات التي سجلتها في الخطوة 2. هل أدت هذه المعتقدات إلى تقدم إيجابي، أم أنها منعتك من تحقيق أهدافك؟
في مثالنا، قد تدرك بسرعةٍ أن المعتقدات السلبية التي عبرت عنها جعلت من الصعب عليك الالتزام بخطة التمرين. ربما بدأت في تخطي التدريبات أكثر أو بذلت جهدًا أقل عندما ذهبت إلى صالة الألعاب الرياضية.
تحدي معتقداتك
فكر في معتقداتك من الخطوة 2 وابحث عن أمثلة تثبت خطأ هذه المعتقدات. ابحث عن مثال يتحدى افتراضاتك.
على سبيل المثال، قد تفكر في كل الأوقات التي أنهيت فيها تمرينك بنجاح، أو حتى في الأوقات الأخرى التي حددت فيها هدفًا وعملت على تحقيقه ووصلت إليه أخيراً.
التنشيط
فكِّر في شعورك الآن بعد أن تحديت معتقداتك.
بعد التفكير في المرات التي عملت فيها بجد لتحقيق هدفك، قد تشعر بأنك أكثر نشاطًا وتحفيزاً. الآن بعد أن رأيت أنه ليس ميؤوساً منه كما كنت تعتقد سابقاً، قد تكون أكثر إلهامًا لمواصلة العمل على أهدافك.