أبرزرأي

قمة ماكرون – بن سلمان خشبة الخلاص للعبور الى انتخاب رئيس

حسين زلغوط.
خاص رأي سياسي..
 
أقفلت الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، لجهة ما انتهت اليه من اصطفافت وانشطار سياسي وصل الى ابعد الحدود، كل النوافذ والابواب الداخلية على أي أمل بامكانية انجاز الاستحقاق الرئاسي ، وأن الدعوة الى الحوار التي عاد واطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري لهذا الغرض لن تجدي نفعا في ظل هذا الانقسام العامودي الذي بات متجذرا على الساحة السياسية، وأصبح الرهان من الان وصاعدا على ما يمكن ان يقدمه الخارج من تسوية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب من ِشأنها ان تنهي المهزلة القائمة منذ ثمانية اشهر .
وعليه فان من تابع ما جرى تحت قبة البرلمان بالأمس، أدرك بما لا يدعو الى اي شك، بأن المعضلة الرئاسية ما تزال عصية على الحل، وانه مهما حصل من تحالفات وتقاطعات وشحن طائفي ،وحشد للقوى لن يمكن، اي فريق سياسي من الفوز بانتخاب رئيس لوحده، وان المخرج الوحيد المتبقي من دون لف ودوران هو، اما الركون الى حوار جدي غير مشروط وحظوظ حصوله شبه معدومة، او انتظار تسوية ما تأتي من خلف البحار وهو ما بات يعّول عليه.
من هنا فان العين على ما يمكن ان يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي من الممكن ان يصل الى بيروت الاثنين المقبل، من افكار وطروحات جديدة تراعي كل الاوضاع التي استجدت على مدى الثمانية اشهر المنصرمة.
وتأتي اهمية زيارة لودريان الى بيروت انها تحصل غداة انعقاد القمة المتوقع حصولها يوم غد الجمعة في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، حيث سيكون الوضع اللبناني من مختلف زواياه طبقا رئيسيا على طاولة المحادثات، وان ما سيخلص اليه هذا اللقاء سيكون بمثابة الخطوط العريضة التي سيتحرك على اساسها لودريان خلال الاجتماعات التي سيعقدها في بيروت، بالاضافة الى الرسالة التي يحملها  ومفادها ان استعجلوا انتخاب الرئيس قبل الانزلاق الى الانهيار الكامل على كافة المستويات. ومن غير المستبعد ان يطرح لودريان ما سبق ان طرحته فرنسا واعتبرته حلا يرضي كل الاطراف وهو سليمان فرنجية للرئاسة ونواف سلام لرئاسة الحكومة، وان العرض هذه المرة ربما يترك الخيار للمعارضة في تسمية رئيس الحكومة في ظل التمسك اللامحدود للفريق الاخر بترشيح فرنجية وهو ما لا تعارضه باريس، ولكن هذا الطرح القديم الجديد ربما يصار الى تعديله في حال لمست فرنسا بان الطريق للوصول الى الهدف ما تزال مليئة بالالغام والعقد ، بحيث يصار الى طرح خيار رئاسي اخر ، وهذا ان حصل فمعناه ان الشغور الرئاسي سيبقى مستوطنا قصر بعبدا مدة اضافية ، كون ان اي جديد يطرح يحتاج الى وقت للعمل على تأمين توافق داخلي عليه.
وكون ان فرنسا والمملكة العربية السعودية من اللاعبين الاساس على الساحة اللبنانية فان مختلف الاطراف في لبنان تنتظر ما يمكن ان يتمخض عن لقاء الاليزيه الجمعة ، كون ان نتائج هذا اللقاء هي من ستحدد مسار ومصير ما سيحمله لودريان الى بيروت ، والذي يعد خشبة الخلاص المتبقية للبنان بعد انسداد الافق الداخلي امام اية امكانية لحل الازمة السياسية ، سيما وان الاعتقاد الذي يسود الساحة الداخلية هو ان لقاء ماكرون – بن سلمان هو مفصلي بالنسبة للبنان ، وانه المنفذ الوحيد المتبقي للعبور في اتجاه انتخاب رئيس ، سيما وان هذا اللقاء يتوقع وفق المعلومات ان يعقبه فورا اجتماع لـ”للقاء الخماسي” الذي سيحاول رسم خارطة طريق للحل في لبنان، وان مهمة المسؤولين اللبنانيين تتوقف فقط على ادراك مخاطر تفويت هذه الفرصة ، والعمل على استثمارها بما يؤدي الى ترميم التصدع القائم على المستوى السياسي والذهاب فورا الى ترجمة الرغبة الدولية في الحل من خلال انتخاب رئيس ، بما يؤدي الى انتظام عمل المؤسسات ، والشروع في عملية الاصلاحات للخروج من الازمة الاقتصادية والمعيشية التي وصلت الى حد لم يعد للبنانيين القدرة على تحملها.
 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى