قمة عربية – إسلامية طارئة بالدوحة… ماذا يمكن أن تقدم؟

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، الأسبوع المقبل، قمة عربية – إسلامية طارئة، أكد دبلوماسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها «تستهدف صياغة موقف عربي وإسلامي موحد» للرد على التجاوزات الإسرائيلية الأخيرة.
وأعلنت وكالة الأنباء القطرية، الخميس، استضافة قطر قمة عربية – إسلامية طارئة، يومي الأحد والاثنين المقبلين؛ لبحث الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي استهدف قيادات في حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، الثلاثاء الماضي.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، أن «انعقاد القمة في هذا التوقيت يعكس إدراكاً عربياً وإسلامياً لخطورة حادث الاعتداء على دولة قطر وجسامته، ما يستلزم موقفاً عربياً وإسلامياً موحداً في رفض هذا التجاوز، والتأكيد على احترام القانون الدولي، والتحذير من سلوكيات إسرائيل التي باتت في مصاف الدول المارقة».
وقال رشدي لـ«الشرق الأوسط» إن «القمة ستناقش تداعيات الموقف والخطوات الواجب اتخاذها لوقف انزلاق المنطقة بسبب سلوك إسرائيل العدواني المتطرف لمزيد من الصراعات والعنف، ما يؤدي لتوسع رقعة الصراع».
وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أعلن في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، الأربعاء، أن «بلاده تبحث مع الشركاء بالمنطقة الرد على الهجوم الإسرائيلي على الدوحة»، مشيراً إلى «خطط لعقد قمة في الدوحة بهذا الشأن». وقال: «هناك رد سيصدر من المنطقة… هذا الرد قيد التشاور والمناقشة حالياً مع شركاء آخرين في المنطقة».
ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي، الثلاثاء، غارةً استهدفت الصف الأول من قيادة «حماس» في الدوحة، خلال مناقشة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن وقف الحرب في غزة. وهو الهجوم الذي أدانته دول ومنظمات خليجية وعربية ودولية.
من جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» أن «القمة ستبحث التجاوزات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة، والعدوان على دولة قطر بهدف تحديد المسار لمواجهة هذه التجاوزات».
وقالت إن «المشاورات العربية – الإسلامية تهدف إلى صياغة موقف موحد وقوي في مواجهة التجاوزات الإسرائيلية قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي»، معربة عن تفاؤلها بـ«خروج القمة بقرارات حازمة لا سيما مع تأكيدات بحضور عربي وإسلامي واسع».
ولفتت المصادر إلى ما وصفته بـ«خريطة طريق للعمل العربي المشترك»، تم التوافق عليها بمبادرة سعودية – مصرية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير بالقاهرة. وقالت إن «الوزراء العرب اعتمدوا (رؤية مشتركة للأمن والتعاون في المنطقة) تضمنت مبادئ للتحرك العربي في مواجهة إسرائيل».
وتضمنت الرؤية العربية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة، والتي اعتمدها مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، مطلع الشهر الحالي، «التأكيد على ضرورة العمل على إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية، وعدم إمكانية التعويل على ديمومة أي ترتيبات للتعاون والتكامل والتعايش بين دول المنطقة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض الأراضي العربية أو التهديد المبطّن باحتلال أو ضم أراضٍ عربية أخرى».
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد يوسف أحمد، «ضرورة أن تعبر هذه القمة عن موقف عربي – إسلامي موحد»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه القمة مطالبة بأمرين؛ الأول تجاوز الاستنكار والإدانة إلى الفعل، ومحاولة فرض عقوبة على إسرائيل، حبذا لو كانت شديدة».
أما الأمر الثاني، وفق أحمد، فهو «المصارحة الكاملة مع الولايات المتحدة»، موضحاً أن «إسرائيل أقدمت على عدوان على دولة وصفها الرئيس الأميركي نفسه بأنها حليف موثوق، وتمارس عملاً قال رئيس الوزراء القطري إنه يتم بطلب من أميركا وإسرائيل، وهو الوساطة من أجل وقف الحرب في غزة، ومناقشة مقترح الرئيس الأميركي في هذا الشأن».
وقال أستاذ العلوم السياسية: «لا بد من وقفة مع واشنطن، ووضع الأسس بشأن الحقوق والواجبات والالتزامات، لا سيما أن سمعة الولايات المتحدة على المحك باستهداف الدولة التي بها أهم قاعدة أميركية بالمنطقة».
وكان ترمب قد أكد أنه «غير سعيد بالضربة الإسرائيلية على قطر». ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في إفادة للبيت الأبيض، الضربة الإسرائيلية على قطر بأنها تتعارض مع هدف ترمب في تحقيق السلام بغزة.