كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد” : دخل الاتحاد الأوروبي، فجأة، في صراع مع قطر، الدولة ذاتها التي يجب أن يحل غازها محل الوقود الروسي في أوروبا. لن يكون من الممكن التستر على فضيحة قطرجيت. ذلك أن الزعماء الأوروبيين أنفسهم لا مصلحة لهم في ذلك. تسود بينهم، وجهة نظر أن على أوروبا أن تكافح بإصرار الرشوة في صفوف النواب من أجل “استعادة الثقة في المؤسسات الأوروبية” ومنع انتصار تلك القوى التي تعارض التيار الأوروبي السائد في انتخابات العام 2024.
لذلك، ببساطة، سوف يجري جلد قطر بتحد. بل، في الواقع، يجري جلدها منذ الآن، فقد تم منع ممثلي قطر رسميًا من دخول مبنى البرلمان الأوروبي. والسؤال إلى أي مدى تريد قطر فعلاً ويمكنها أن تعاقب الاتحاد الأوروبي بالغاز، وهل ستمضي إلى ما هو أبعد من التهديدات؟
ومع ذلك، فليس من الضروري هنا المعاقبة بالعمل. يكفي العقاب بالتقاعس عن العمل. على سبيل المثال، رفض تقديم تنازلات لأوروبا على حساب المصالح الوطنية، وهو ما يعني بيع الغاز إلى دول شرقية موثوقة وذات قدرة على الوفاء بالتزاماتها، وليس لتلك الدول الغربية التي تفرض سقفا لأسعار الغاز.
وفي الصدد، قالت خبيرة المجلس الروسي للشؤون الدولية، إيلينا سوبونينا: “تحدثت مع ممثلين رفيعي المستوى في صناعة النفط والغاز القطرية، ويمكنني القول إن قطر لن تتمكن من التعويض عن الغاز الروسي في أوروبا، على الأقل تأمين الكميات التي يراهن عليها الأوروبيون. وقعت الإمارة اتفاقيات غاز طويلة الأجل مع دول آسيوية، ولن يكون من الممكن إعادة توجيه هذه التدفقات إلى أوروبا. لذا، فإن الأولوية، بالنسبة لقطر، ليست أوروبا، إنما آسيا، والصين بالدرجة الأولى”.
وليس على موسكو، في هذه الحالة، إلا الإشادة بأداء البيروقراطيين الأوروبيين والاستمرار في فعل ما تفعله: التحدث باحترام مع العرب، والإمساك بجزرة الغاز أمام أنف الأوروبيين، وانتظار حتى تفهم أوروبا نفسها أنها من دون الغاز الروسي محكوم عليها بالفرجة على تدهور صناعتها.