
عن الدور الأمريكي في منطقة ما رواء القوقاز وأوكرانيا، كتبت كارين تير-هاروتيونيان، في “أوراسيا ديلي”:
التقت “أوراسيا ديلي” الباحث والصحفي في مجال الفضاء من حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي فيغين هاكوبيان، فقال في الإجابة عن السؤال التالي:
في قمة واشنطن، وقّع قادة الولايات المتحدة وأرمينيا وأذربيجان اتفاقيةً لإنشاء “ممر ترامب للسلام والازدهار”. هل يُمكن النظر إلى النشاط الأمريكي الحالي في القوقاز في سياق رغبة واشنطن في لعب دور محوري في المنطقة؟
نعم، بالطبع يُمكن ذلك. تُشكّل القوقاز منطقة عازلة بين إيران وروسيا وتركيا. في ظلّ عرقلة تدفقات البضائع عبر روسيا والتهديدات المتزايدة في الممرات البحرية، تُصبح هذه المنطقة حلقة وصل لوجستية رئيسية بين أوروبا وآسيا. واستنادًا إلى تصريحات ترامب اليوم، فهو يعد أوكرانيا أيضًا دولة عازلة بين روسيا وأوروبا. وهكذا، فوجود القوة في الدول والمناطق العازلة، أي مناطق الاتصال الواعدة، يُمكّن الولايات المتحدة من إدارة الأخطار، واحتواء منافسيها، وتشجيع شركائها.
لكن هل ستوافق الدول الإقليمية الرائدة- روسيا وإيران وتركيا- على هذا تعزيز وجود واشنطن؟
هذا ليس أكيدًا. لطالما تنافست هذه الدول الثلاث على النفوذ هنا، وحتى وقت قريب اقترحت صيغة “3+3” لحل المشاكل الإقليمية دون تدخل قوى خارجية. من ناحية أخرى، ربما يلعب وسيط خارجي دور عامل استقرار. تعتمد الأمور كلّها على السياسة التي سيتبعها البيت الأبيض. كما نرى في مثال إيران وأوكرانيا، يمكن لإدارة ما أن تُوقِّع معاهدة دولية، ويمكن لأخرى أن تتنصل منها. تحتفظ القوة المهيمنة بحقوقها وبالفرص، لكنها لا تتحمل أي مسؤولية، ما دام أحدٌ لا يستطيع معاقبتها.