قالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن الإحباط يتصاعد في الكونغرس الأميركي بسبب سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه أوكرانيا.
ونقلت المجلة عن مصادر مطلعة على القرار إن الكونغرس يشعر بالإحباط المتزايد لأن إدارة بايدن لم تتحرك إلى الأمام في تقديم حزمة من المساعدات العسكرية الموجهة لأوكرانيا. ويخشى الكونغرس من أن البيت الأبيض لا يفعل الكثير لتجنّب احتمال غزو عسكري روسي لأوكرانيا.
لم يوافق البيت الأبيض حتى الآن على حزمة من المساعدات الفتاكة وغير الفتاكة للجيش الأوكراني، والتي تشمل قذائف “جافلين” المضادة للدبابات، ورادارات مضادة للمدفعية، وبنادق قنص، وأسلحة صغيرة متنوعة، ومعدات اتصالات ومعدات حرب إلكترونية، بحسب مصدر مطلع على الأمر. وذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” أنه تم تأجيل المساعدة العسكرية يوم السبت الماضي.
وقال المصدر إن البيت الأبيض يشعر بالقلق من أن المساعدة ستكون استفزازية للغاية لروسيا. واتبعت إدارة بايدن منطقاً مشابهاً في نيسان / أبريل الماضي عندما علقت المساعدة العسكرية لأوكرانيا التي تم تسليمها في النهاية إلى كييف بعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن في آب / أغسطس الماضي.
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأسبوع الماضي إلى أنه إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا مرة أخرى، فإن الولايات المتحدة ستوفر أسلحة دفاعية إضافية تتجاوز ما قدمته واشنطن سابقاً.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بصواريخ “جافلين” ووحدات إطلاقها وزورقي دورية ومجموعة كبيرة من الإلكترونيات وقطع الغيار. وقال المتحدث إن الولايات المتحدة ستسلم معدات وإمدادات إضافية من خلال “مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا” في الأسابيع والأشهر المقبلة، ولا تزال تقيّم تقديم المزيد من حزم المساعدة العسكرية.
وأضافت المجلة أنه في هذه الأثناء، يخوض كبار مسؤولي إدارة بايدن وغيرهم من القادة الغربيين هجوماً دبلوماسياً لحشد الدعم السياسي لأوكرانيا ومحاولة ردع روسيا عن شن الغزو. فقد زارت كارين دونفريد، كبيرة مبعوثي بايدن إلى أوروبا، كييف هذا الأسبوع، في حين التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ مع زيلينسكي الخميس.
وأشارت المجلة إلى أن أعضاء الكونغرس، الذين شعروا بالإحباط من التأخير في المساعدة العسكرية، ذهبوا إلى المنطقة للحصول على إجابات عن الأوضاع هناك. فخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، زار وفد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مؤلف من النواب مايكل والتز وروبن جاليغو وسيث مولتون، أوكرانيا لعقد اجتماعات مع مسؤولي السفارة الأميركية، وقادة الأمن القومي الأوكراني، والقوات في الميدان (وحتى بعض المشاجرات مع الدبلوماسيين الروس).
وقال والتز الثلاثاء إنه قلق من أن “الفرضية الأساسية” لإدارة بايدن هي عدم استعداء روسيا. وأضاف: “الجولة التالية من المساعدة (العسكرية) الفتاكة واقفة فعلياً في مكتب بايدن. الأوكرانيون يتوسلون من أجل ذلك. كان هناك إحباط بين بعض أعضاء الفريق الأميركي هناك لأن هذه المساعدة تتحرك ببطء. إنهم لا يفهمون سبب ذلك”.
وقال المصدر المطلع على تجميد المساعدات إن بعض الجمهوريين في الكونغرس يرون أن تصليب موقف أوكرانيا بأسلحة دفاعية من المرجح أن يؤثر على حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال المصدر إنه كلما زاد احتمال أن يواجه بوتين مقاومة دموية تبطئ الغزو، زاد احتمال أن يخطو الزعيم الروسي بحذر.
وقال والتز ومولتون وجاليغو، الذين تحدثوا مع “قوات الحرس الوطني لفلوريدا” وقائد القوات الخاصة الأوكرانية خلال زيارتهم، إن التقدم العسكري الذي شهدوه على الأرض شجعهم. يؤيد هذا الرأي كذلك دبلوماسيو أوروبا الشرقية، الذين يقولون إن ما تفتقر إليه القوات الأوكرانية في المعدات العسكرية الحديثة، يعوضونه في المهارات التكتيكية والمهنية.
وقال كايمو كوسك، سفير إستونيا لدى أوكرانيا، إن الحرب “ستكون دموية جداً لأن القوات المسلحة الأوكرانية جيدة فعلاً. إنهم يقاتلون بالفعل منذ أكثر من سبع سنوات ضد القوات الروسية”.