فضل الله: للتخلي عن الرهانات الخاسرة المهددة لوحدة البلد ومصيره
أشار السيد علي فضل الله، في خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمامين الحسنين- حارة حريك، إلى “معاناة اللبنانيين المستمرة على الصعيد المعيشي والحياتي، والتي تتفاقم يومًا بعد يوم، ما جعل غالبية اللبنانيين غير قادرين على تأمين أبسط مقومات حياتهم وأوصل بعضهم إلى حد اليأس من هذه الحياة وحتى الانتحار، رغم وعيهم لتداعيات ذلك عليهم والعقوبة الشديدة التي يفرضها الله على من يقدمون على ذلك”.
وشدد على أنّه “رغم كل ذلك يستمر الواقع السياسي على حاله من التردي والانقسام من دون أن تبدو في الأفق، أي إرادة جدية ممن يديرون هذا الواقع تخرج البلد من حال الانهيار التي وصل إليها والذي أصبح من الواضح أنه لن يكون إلا ببناء دولة قادرة على إدارة شؤونه بدءاً بملء الشغور على صعيد رئاسة الجمهورية وصولاً إلى حكومة تحقق النهوض الاقتصادي وتقوم بإصلاحات تعيد الثقة إلى هذا البلد وثقة أبنائه به”.
وذكر أنّه “بدلًا من أن تتضافر جهود كل القوى السياسية لتحقيق آمال اللبنانيين التواقين إلى رؤية بلدهم يسير نحو عافيته، نجد إمعانًا في الانقسام ومزيدًا من التأزم على الصعيد السياسي، والذي عبرت عنه الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية التي رغم إيجابية انعقادها، ولكن النتائج جاءت مخيبة لآمالهم وزادت من مخاوفهم وهواجسهم على مصير هذا البلد، بعدما لم تتحقق آمال اللبنانيين منها وبعدما أخذت هذه المعركة بعدًا طائفيًا ومذهبيًا حادًا وبدت وكأنها تهدف إلى إقصاء لفريق من اللبنانيين ما يزيد من الشرخ في هذا البلد”.
وشدد فضل الله على “أننا بعد كل الذي جرى، ومع الخشية من أن يستمر هذا الشغور طويلًا مع بقاء الواقع المتأزم على حاله وتوهم كل فريق أنه حقق في الجولة الانتخابية الأخيرة انتصارًا مبينًا، نعيد التأكيد على القوى السياسية التي لا تزال ترى أن خيارها هو الاستمرار في معركة التحريض والتجييش لكسب مزيد من الأصوات بما يحقق لها الغلبة، أن يتخلوا عن مثل هذه الرهانات الخاسرة والتي تهدد وحدة البلد ومصيره، وأن يوفروا على الوطن هذا الوقت الذي يستنزف ما تبقى من رصيده ومن قدراته وأن يسارعوا إلى الحوار في ما بينهم للوصول إلى صيغة توافق تنهي هذا الشغور، بعدما ثبت مجدداً بأن لا قدرة لأي فريق من الفرقاء على أخذ البلد إلى حيث يريد أو فرض خياره للرئيس الذي سيحكم البلد في المرحلة المقبلة”.
وذكر أنّ “على هذه القوى أن تستفيد من فرصة تلاقي الخارج على دعوة اللبنانيين للإسراع بتحقيق هذا الاستحقاق وترك الخيار لهم، وفي أنه لم يعد عائقاً أمام تحقيق توافقهم، وأن تنعكس الأجواء الإيجابية الحاصلة في الخارج في دفع اللبنانيين لتعزيز لغة الحوار فيما بينهم وتساهم في توفير آلياتها”.
واعتبر أنّه “لقد آن الأوان لانتهاء مأساة وطن تتداعى أركانه وآلام شعب لم يعد قادراً على تحمل المزيد منها ووصلت إلى تهديد إدارات الدولة ومؤسساتها والبقية الباقية من مقدراتها وإلى المس بالاستقرار الأمني”.