رأي

غزّة تلقن كل حكومات “إسرائيل” درساً في محدودية القوة

 في مقال لمحلل الشؤون العسكرية في “القناة 13” الإسرائيلية ألون بن دافيد في صحيفة “معاريف”:

 حماس وحزب الله وإيران يرون كيف تفكك الحكومة أسس القوة الإسرائيلية، وتلحق الضرر بالمرتكز الإستراتيجي الأميركي، وتقضي على الوحدة الداخلية، ما يدفعهم إلى طعننا انطلاقاً من فرضية أن إسرائيل في وضعها الحالي ستمتنع عن رد يؤدي إلى معركة واسعة.

إن حماس وحزب الله وإيران مصيبون في تقديرهم، لأنّ حكومة نتنياهو،منهمكة فقط في تشريع يقضي على الجهاز القضائي وما تبقّى من الوحدة الوطنية، وستجد صعوبة في قيادة المجتمع الإسرائيلي المنقسم إلى معركة.

وغزة كانت، ولا تزال، ويبدو أنها ستبقى إلى الأبد جدار الواقع الصعب الذي تتحطم عليه الوعود الفارغة للسياسيين الذين أقسموا على تغيير الواقع في الجنوب، مؤكداً أنّ غزة تلقن كل حكومة في إسرائيل درساً في محدودية القوة.

فرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعرف دروساً كهذه، لكن الدرس هذه المرة مؤلم بوجهٍ خاص، في غضون 4 أشهر، نجحت حماس في كشف ضعف حكومة اليمين، وكذلك حقيقة أن إسرائيل المنقسمة مرتدعة عن مواجهة واسعة.

ولم تنجح الضربات الإسرائيلية القاسية في غزة في تحقيق أي ردع، ولم تحقق إنجازات حقيقية ، في ظل حكومة نتنياهو، شن الجيش الإسرائيلي 3 عمليات من دون جدوى في القطاع، قتلت العشرات من الإسرائيليين، ولم تنجح في ضمان الهدوء في الجنوب.

غزة هي تحدٍ أمني بالنسبة إلى إسرائيل، والجيش يعلم أن أي عملية عسكرية لا يمكنها ضمان هدوءٍ طويل للجنوب.

في الأشهر الأخيرة، ترابطت كل الساحات ضد إسرائيل، وغزة أصبحت مشكلة أكبر بكثير بالنسبة إليها. وفي ظل الشرخ الداخلي وضعف قيادتنا، يجب الافتراض أن جولات القصف التي اختبرناها في الجنوب وفي الشمال ستتكرر، وحتى ستزداد.

واخيراً ، لا جهة من الجهات من حولنا معنية بمواجهة واسعة، لكنها كلها تتجرأ على أخذ مخاطر أكبر، وترفع احتمال التدهور إلى معركة، فيما الحكومة الحالية لا تزال غارقة في جدول أعمال منفصل كلياً عن الواقع الإقليمي.إذا لم تبدأ الحكومة التعامل مع التحديات الحقيقية، فستجني إسرائيل أثماناً باهظة أكثر بكثير من التي عرفناها في العقود الأخيرة.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى