علاج للصداع النصفي يجتاح “تيك توك” وأطباء يشككون.
نشرت إحدى مستخدمات “تيك توك” أخيراً مقطع فيديو مصوراً لها تتناول فيه حبة ليمون، موضحة أنه ساعدها في تخفيف آلام الصداع النصفي الذي تكابده.
بيد أن اللجوء إلى هذه الحيلة من شأنه أن يؤدي في الواقع إلى نتيجة عكسية، إذ يقول عدد من الخبراء إن الليمون ربما يتسبب بظهور آلام الرأس.
وجاء في عبارة كتبتها كاس كافانو على “تيك توك”: “حقيقة ممتعة تعلمتها… إذا أكلت ليمونة كاملة نيئة ستضع حداً لأوجاع الصداع النصفي”. وفي مقابلة لاحقة، قالت: “عندما يبلغ اليأس منك مبلغه بسبب الصداع النصفي، ستجرب أية حيلة”، وفق الموقع الإلكتروني “ديلي ميل دوت كوم” DailyMail.com، “في متناولي أدوية وطرائق أخرى، من بينها الجلوس في الظلام، واستخدام الكمادات الباردة… ولكن أياً منها لم يجد نفعاً. لذا في إحدى الليالي، تناولت ليمونة على أمل أن يساعدني ذلك، وأتت ثمارها”.
رداً على فيديو كافانو، نشر الدكتور ماهيار مداهالي، وهو خبير في طب الأوعية الدموية، مقطع فيديو خاصاً به على “تيك توك”.
“ما من أدلة كافية تؤكد” أن الليمون يساعد في علاج الصداع النصفي، قال الدكتور مداهالي في الفيديو مضيفاً أن هذه الثمرة تحتوي على مادة “التيرامين”Tyramine [أحد الأحماض الأمينية]، التي تبين وجود علاقة بينها وبين بداية الإصابة بالصداع النصفي. و”يمكن لـ’التيرامين‘ أن تدفع الخلايا العصبية إلى إطلاق ’النورإبينفرين‘، علماً أنه هرمون يؤدي دوراً مهماً في ’استجابة الكر أو الفر‘ إزاء الخطر. ومن شأن رد الفعل هذا أن يرفع مستوى ضغط الدم ويزيد من حدة الصداع”.
وفق “المؤسسة الوطنية للصداع”، على الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً يعتمد على نسبة قليلة من “التيرامين” بغية علاج آلام الرأس، أن يتوخوا الليمون، ويحدوا من تناوله إلى نصف كوب يومياً.
أظهر بحث أن نحو 17.1 في المئة من النساء و5.6 في المئة من الرجال في الولايات المتحدة مصابون بالصداع النصفي. وتذكيراً، تتسبب هذه الحالة بألم شديد يظهر على شكل إحساس بنبض أو خفقان في الرأس، كما تذكر “مايو كلينيك”.
في العادة، يطاول هذا الداء جانباً واحداً من الرأس، ويمكن أن يسبب أيضاً الغثيان، وحساسية تجاه الضوء والأصوات، ونوبات من القيء. كذلك يمكن أن يستمر الصداع النصفي لساعات من الوقت أو لأيام، ويؤثر سلباً في الأعمال اليومية التي يؤديها المرء.
كذلك تبين أن بعض الأعراض تظهر في الفترة التي تسبق بدء الصداع النصفي، من بينها الإمساك، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتصلب الرقبة، وتغيرات المزاج، واحتباس السوائل، والتثاؤب المتكرر.
تمثل بعض الأعراض علامات تحذيرية، والأجدر بك اللجوء إلى قسم الطوارئ عند الشعور بها، من بينها الصداع الشديد والمفاجئ الأشبه بقصف الرعد، والصداع بعد التعرض لإصابة في الرأس، والصداع المزمن الذي يتفاقم بسبب السعال أو المجهود أو الحركة المفاجئة أو الإجهاد، وآلام الصداع المتكررة التي تبدأ بعد سن الـ50، أو الصداع المصحوب بالحمى، أو التشوش، أو تصلب العنق، أو التشنجات، أو الرؤية المزدوجة، أو الضعف، أو التنميل في أي جزء من الجسم.
تحفز بعض الأسباب ظهور الصداع النصفي، من بينها المشروبات الكحولية أو التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، والضغط النفسي، والتغيرات الهرمونية (لدى النساء)، والتغيرات في النوم، والأضواء الساطعة أو الوامضة، والإجهاد الجسدي، والأدوية، وبعض الأطعمة، وحتى التبدلات في أحوال المناخ.
وتبقى النساء أكثر عرضة لمواجهة الصداع النصفي مقارنة مع الرجال، إضافة إلى أن كل شخص لديه تاريخ عائلي من هذه الحالة يرتفع لديه خطر الإصابة بها.
أطباء الأمراض العصبية مدربون على علاج أوجاع الرأس. يشرعون في هذا النوع من العلاج أحياناً بعد إجراء الفحص وطرح أسئلة حول الأعراض والتاريخ الطبي. وأحياناً أخرى، يوصي الأطباء بالخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب، بغية التحقق من مصدر ألم الرأس لدى المريض.
تنجح بعض الأدوية في التخفيف من الألم الناجم عن الصداع النصفي، فيما تقي أدوية أخرى منه.
إذ ساء ألم رأسك كثيراً، من المهم أن تزور طبيباً متخصصاً لا أن تلجأ إلى حل المشكلة بنفسك. وإذا كان الصداع النصفي يؤثر سلباً في تنفيذك مهماتك اليومية أو يدفعك إلى التطبيب الذاتي، الأجدر بك استشارة الطبيب ليطلعك على أنواع العلاجات التي ربما تخفف من أعراضك، وفق “المؤسسة الأميركية للصداع النصفي”.