صعود ميتلشتات الصاروخي يجسّد فلسفة ناغلسمان
يجسد صعود الظهير الأيسر ماكسيميليان ميتلشتات المذهل من لاعب احتياطي إلى حجز مكانه أساسياً في تشكيلة منتخب ألمانيا، فلسفة المدرب يوليان ناغلسمان الساعي إلى تجديد دماء «دي مانشافت».
قبل عام واحد، هبط ميتلشتات إلى الدرجة الثانية مع هرتا برلين. وكثيراً ما كان يتابع من مقاعد البدلاء تراجع فريق طفولته، وهو أكبر نادٍ في العاصمة الألمانية، إلى الدرجة الثانية.
وبعد انتقاله إلى شتوتغارت مقابل 500 ألف يورو (534 ألف دولار) مطلع الموسم الفائت، وهو مبلغ زهيد حتى بالنسبة لنادٍ كان على وشك الهبوط، لم يكن كثيرون يتوقعون الشيء الكثير من المدافع البالغ من العمر 27 عاماً.
ومع ذلك، لعب ميتلشتات دوراً بارزاً في احتلال شتوتغارت المركز الثاني في الدوري الألماني حاصداً 40 نقطة أكثر من الموسم السابق ومتقدماً على بايرن ميونيخ القوي.
كانت مكافأته الاستدعاء إلى منتخب ألمانيا للمرة الأولى. وفي مباراة منتخب ألمانيا الثانية وعلى ملعب شتوتغارت بالذات، قام ميتلشتات بتمرير كرة حاسمة جاء منها الهدف الثاني لألمانيا بواسطة القائد إيلكاي غندوغان ليخرج فريقه فائزاً 2-0 وضامناً تأهله إلى ثمن النهائي.
كانت التمريرة الحاسمة هي الأحدث في سلسلة من النقاط البارزة للاعب الذي سرعان ما أصبح عنصراً رئيسياً في عودة ألمانيا للمنافسة الحقيقية على إحراز لقب كأس أوروبا للمرة الرابعة في تاريخها.
كان ميتلشتات واحداً من 11 تغييراً أجراها ناغلسمان في مارس (آذار) عندما أعاد بناء تشكيلة ألمانيا المتعثرة قبل ثلاثة أشهر فقط من المباراة الافتتاحية لبطولة أوروبا.
استبعد أسماء كبيرة أمثال ليون غوريتسكا وسيرج غنابري وماتس هوملز، في حين استعان بعدد كبير من لاعبي باير ليفركوزن بطل ألمانيا وشتوتغارت.
انضم ميتلشتات إلى صفوف المنتخب إلى جانب ثلاثة لاعبين آخرين من شتوتغارت، وهم الجناح كريس فوهريش والمهاجم دنيز أونداف والمدافع فالديمار أنتون.
وإذا كان ناغلسمان اختار ثلاثي شتوتغارت الآخر في التشكيلة الرسمية المشاركة في النهائيات القارية، فإن ميتلشتات وحده يلعب أساسياً.
وفي حديثه قبل مواجهة المجر الأربعاء الماضي، وصف ميتلشتات صعوده ليصبح لاعباً أساسياً في ألمانيا بأنه «سريالي حقاً».
وتابع: «لو أخبرني أحدهم بذلك العام الماضي لقلت إنه مجنون». لكن إذا كان الصعود السريع أذهل المدافع، فهو واثق من أنه ينتمي إلى أعلى مستوى، وقال في هذا الصدد: «من المضحك مدى سرعة تطور كل شيء، لكنني عملت بجد من أجل ذلك، حتى في السنوات التي لم تكن الأمور تسير فيها على ما يرام. لم أشك قَطّ في أنني أمتلك الجودة. لقد كنت أومن بنفسي دائماً».
لم يتردد ناغلسمان في اعتبار أن ميتلشتات هو واحد من أفضل أربعة لاعبين في مركز الظهير الأيسر في العالم قبل البطولة. ومن الواضح أن أسلوبه يناسب منتخب ألمانيا بقيادة ناغلسمان الذي يسعى للاحتفاظ بالكرة والهجوم مثل شتوتغارت تحت قيادة المدرب سيباستيان هونيس.
وسلط ميتلشتات الضوء على أوجه التشابه بين المدربين الشابين ذوي العقلية الهجومية، قائلاً: «كلاهما يريد لعب كرة القدم، وكلاهما يريد الاستحواذ، وكلاهما يريد الهجوم».
وبعد الفوز على المجر والتغلب على أسكوتلندا 5-1 في المباراة الافتتاحية للبطولة، تحتاج ألمانيا إلى التعادل على الأقل في مباراة الأحد أمام سويسرا لضمان صدارة مجموعتها.
وبعد الفوز على المجر وصف ميتلشتات قصته بأنها «قصة خيالية جميلة جداً جداً». وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلاً بالنسبة لمنتخب ألمانيا الذي خيب الآمال في البطولات الكبرى منذ عشر سنوات تقريباً، وتحديداً منذ تتويجه بمونديال 2014 في البرازيل، فإن خوض المباراة النهائية في 14 يوليو (تموز) في برلين، مسقط رأس ميتلشتات، سيكون بالتأكيد نهاية خيالية.