رأي

شارع عربي غاضب غير البوصلة.

كتب نسيم عنيزات في صحيفة الدستور.

إن حالة الغضب التي انتابت الشارع العربي الذي عج بالمظاهرات والاحتجاجات الرافضة للعدوان للاسرائيلي على قطاع غزة وشعبها، تؤكد بانها شعوب حية مهما كانت الظروف ومهما كانت ومرت من تحديات، كما تعكس بأن القضية الفلسطينية تعيش و تحيا فيها..
 حيث أثبت الشارع العربي بأنه قادر على تغيير البوصلة كما شكل دوافع تدعم الأنظمة في رفض الضغوط الدولية لتحرير المخططات الإسرائيلية، او تجعل بعضها الاخر يغير من توجهه او تخرجه من حالة الصمت والانتظار.
 فمنذ سنوات لم نر انسجاما مثل هذا بين الشارع العربي الذي اتفق على دعم فلسطين وشعبها، ومساعدة غزة وأهلها ورفض الاجراءات الإسرائيلية وعدوانها، وعدم قبولها بالتهجير او حل القضية على حسابها مما ساهم في توحيد بعض المواقف العربية وتقديم مبررات وحجج امام الخطط الإسرائيلية المدعومة امريكيا في تهحير أبناء غزة ومن ثم أبناء الداخل الفلسطيني.
 مما يؤكد بأن المنطقة بعد طوفان الأقصى لن تكون كما كانت قبلها، وان المنطقة ستشهد استدارة عالمية وتغييرا في المواقف العربية خاصة بعد ان تتكشف الكثير من الحقائق حيث اثبتت عملية طو فان الأقصى هشاشة الجيش الإسرائيلي وانه مهزوز دون ان يقهر.
وبعد ما رأى الموقف ألامريكي غير الأخلاقي المنحاز لدولة إسرائيل المحتلة التي اوجدتها قوى الشر والاستعمار في منطقتنا لتهدد وجودنا وتحقق مصالحها .
   وهذا ما أكده الرئيس الامريكي لدولة الاحتلال امس عندما قال لو لم تكن إسرائيل موجودة لاوجدناها.
فبعد ان ينتهي العدوان الذي نأمل أن يزول قريبا وصمود أبناء غزة وفلسطين دون نزوح او تهجير، فان هناك الكثير من القضايا والملفات التي سيتم مراجعتها والعديد من القرارات والخطوات التي سيتم اتخاذها من عالمنا العربي خاصة فيما يتعلق بالنظرة إلى الولايات المتحدة الامريكية وصمتها على مجزرة لم يشهد مثل بشاعتها التاريخ الحديث عندما استهدفت قوات الاحتلال مستشفى في غزة مخلفة أكثر من 500 شهيد ومثلهم جريح، جلهم من الأطفال والنساء.
 فبدل الادانة او الصمت على الاقل، قدمت الدعم والمساعدة لجيش الاحتلال بخطوة تعكس موقفها من المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية التي تتشردق بهما عندما يتوافقان مع مصالحها وتتنكر لهما عندما يتعارضان مع مصالحها.
 مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ومهما كانت نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فان خسارة الأولى ستكون أكبر وستتعمق في المستقبل بعد ان وعيت الأنظمة والشعوب لمخطط التهجير الذي رفضته جملة وتفصيلا والذي شكل ضربة لامريكا قبل إسرائيل .
بعد أن اهتزت صورتها وبانت عورتها وتأكد ضعفها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى