رأي

رسالة إلى طلال الخالد الوزير اللي يسمع وينفذ.

كتب وليد الجاسم في صحيفة الراي.

في غمرة الأوضاع الكئيبة التي نعيشها اليوم محلياً وإقليمياً، ما بين الإخفاق الداخلي والشعور الكويتي الشعبي المتنامي بالفشل والعجز وعدم القدرة على اتخاذ القرار والإحباط المتراكم في نفوسنا والذي يتضاعف يوماً بعد يوم وجيلاً بعد جيل.
وفي غمرة السواد الذي يخيم على الوضع الإقليمي وما يواجهه إخواننا في غزة خصوصاً هذه الأيام، وفلسطين عموماً منذ عشرات السنين، وفي غمرة سواد المشهد المحتمل إذا تطورت الأوضاع وامتدت الحرب لتشمل دولاً أخرى بكل تأثيراتها المحتملة على دولنا بشكل مباشر أو غير مباشر.
في ظل كل هذا السواد في المشهد شاهدت عيناي بصيصاً من ضوء الأمل وأنا أقرأ خبر مخاطبة رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد لوزير التربية والتعليم العالي د.عادل المانع للسماح للطلبة بالجمع بين المكافأة الطلابية والعمل في القطاع الخاص.
منبع التفاؤل الحقيقي أنني وجدت وزيراً تجاوز التنظير والكلام والفلسفة أمام الكاميرات إلى العمل، وجدت وزيراً يقرر وينفذ ويتابع ما قرره، ولنا في مسابقة الهاكاثون عبرة وكيف كانت مجرد فكرة قبل أسابيع وتم تنفيذها وإعلان نتائجها، هذا ما نفتقده بشدة في حكومات متتابعة ابتلي فيها الناس.
نحن اليوم نخاطب (الوزير الوحيد اللي يسمع.. وينفذ) لنشكره ونشد على يديه وندعوه للمضي قدماً في قراره الجديد و.. (مقاومة أي مقاومة) حكومية محتملة لقراره.
أخي الكريم – بوخالد-، لقد كانت مشكلتنا القديمة مع حكومات قديمة أنها (تعطي وتمنّ)، تعطيك بيد وتطبق على خناقك باليد الأخرى، ثم تفرض وصاية مفرطة عليك كمواطن وكأنك ناقص الأهلية لا تحسن التصرف وتحتاج دوماً إلى سلسلة من توقيعات المسؤولين.
رأينا هذا في دعم العمالة وقرض التسليف ومكافأة الطالب والكثير مما لا أحسن إحصاءه.
اليوم ستسمع يابوخالد اعتراضات حكومية واعتراضات من شخصيات اقتصادية وكثيراً من الجعجعة والتحجج بالتأثير على التحصيل العلمي للطالب.
واعلم أيها الوزير الطيب أنها حجج واهية لا يمتلكون إحصاءات تثبتها ولا دراسات تؤكدها، بينما الواقع يقول إن المميز سيكون قادراً على الجمع بين الدراسة والعمل، قديماً فعلوا هذا وحديثاً هناك من يفعله باقتدار وسيفعلونه مستقبلاً.
في الكويت ومختلف دول العالم حكايات جميلة لمكافحين وعصاميين وناجحين ونماذج ومثل عليا كانوا يعملون وهم طلبة، بل عملهم وهم طلاب كان من أجمل مراحل كفاحهم، وهذا ما صقل شخصياتهم وحضرهم لمواجهة الحياة والمستقبل واستثمار أوقاتهم فيما يفيدهم، ناهيك عن تدعيم سجلهم الشخصي (c.v) الذي سيقدمونه بفخر إلى جهات عملهم بعد التخرج، ويضاف إلى هذا توفير حاجاتهم المادية إن كانوا بحاجة والتخفيف عن كواهل ذويهم، وأن يتعلموا قيمة (الدينار) الذي يتحصلون عليه بجهدهم وعملهم والتزامهم.
اعقلها وتوكل يابوخالد، وكثّر من هذه القرارات الزينة اللي الناس بحاجة ماسة لها بعيداً عن الغرق في الصراعات السياسية التي ندفع ثمنها اليوم أجمعين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى