رأي

دعم فلسطين ومقدساتها في مواجهة عدوان الاحتلال

كتب سري القدوة, في “الدستور” :

تعكس حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها حكومة الاحتلال القمعية المتطرفة برئاسة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو طبيعة الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الذي خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى وتسبب في تدمير واسع للبنية التحتية والمساكن وجعل أكثر من مليون ونصف فلسطيني يعيشون حياة النزوح في ظل غياب شبه كامل للاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب والدواء والمأوى .
استمرار المجازر وحرب الإبادة والتجويع والتهجير التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرها المجازر في بيت لاهيا والنصيرات، والتي راح ضحيتها نحو مئة شهيد وعشرات الجرحى وفي الوقت نفسه تستمر هذه السياسات الإسرائيلية العدوانية التي تقوم بفصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع واستمرار استخدام سلاح التجويع ضد المواطنين بهدف تهجيرهم عن أرضهم ومنازلهم .
الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقارب 50 ألف مواطن، وإصابة ما يزيد على 106 آلاف آخرين، وأكثر من 10 آلاف مفقود تحت الانقاض، إضافة إلى دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية ومنازل وممتلكات المواطنين، بينما يتواصل التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وجرائم المستعمرين الإرهابيين بحق شعبنا الأعزل، واستمرار عمليات القتل واقتحامات المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية وإنشاء المستعمرات والتوسع الاستعماري .
الإرهاب الإسرائيلي الذي يرتكبه الاحتلال يتطلب موقفا دوليا حازما يتجاوز العجز الدولي عن تطبيق القانون الدولي، جراء المواقف الأميركية المساندة للاحتلال، وذلك بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 بوقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى كامل قطاع غزة والانسحاب الإسرائيلي منه .
بات من المهم العمل على توحيد الجهود الدولية وسبل تعزيز التعاون العربي والإسلامي في تقديم الدعم السياسي والمادي لفلسطين وقيادتها وشعبها في مواجهة التحديات الخطيرة التي يفرضها واقع الاحتلال والعدوان الإسرائيلي المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس .
لا بد من حشد وتوحيد الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية لحماية المقدسات الدينية في فلسطين، وبالذات المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لانتهاكات جسيمة من قبل سلطة الاحتلال وعصابات المستعمرين الإرهابيين من أجل تغيير وضعه التاريخي والقانوني وفرض السيطرة الإسرائيلية عليه، وفي الوقت نفسه تحويل الصراع إلى صراع ديني يدفع العالم إلى دوامة مفزعة من العنف والتطرف .
يجب تفعيل المواقف الدولية والعربية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ووجوب العمل المشترك في إطار منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية المختلفة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قواعد القانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية وأهمية مضاعفة الجهود الإسلامية والعربية والدولية لإمداد المواطنين المحاصرين في قطاع غزة بالاحتياجات الضرورية لمواجهة المجاعة التي تستخدمها إسرائيل لتركيع الشعب الفلسطيني وتدمير صموده على أرض وطنه .
يجب على المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لإجبار سلطات الاحتلال على وقف جرائمها وعدوانها، وجرائم الإبادة الجماعية التي تنفذها ضد الشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وفوري لأهلنا في قطاع غزة، تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي الداعية لوقف إطلاق النار وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها كاملة .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى